احسن الله اليكم شيخنا امرأة كبيرة في السن لديها عشرة اولاد خمسة رجال وخمس بنات كلهم متزوجون وعندهم اولاد وهي تعيش في القرية لوحدها. فمن الواجب عليه اخذه. فمن الواجب عليه اخذها عنده؟ الرجال ام بنات من باب من باب البر ما نصيحتكم لهم؟ وهل تأثم البنات المتزوجات بترك امهن لوحدها امر رجال الحمد لله رب العالمين بل الواجب على الرجال ان يأخذوا امهم عندهم وان يرتبوا فيما بينهم لها ترتيبا يتضمن حفظها ورعايتها والمحافظة عليها والاهتمام بشؤونها والقيام بمطالبها. فلا يحل لهم ابدا ان يتركوا امهم بهذه الصورة لاسيما مع كبر سنها اين البر؟ اين الوفاء؟ اين الاحسان؟ اين هم من قول الله عز وجل؟ وقضى ربك الا تعبدوا الا وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا وقال الله عز وجل واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا فيجب على الانسان ان يتقي الله في والديه لا سيما في حالة الكبر وفي جامع الامام الترمذي باسناد صحيح من حديث ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رغم انف رجل ادرك والداه عند الكبر او احد او احدهما فلم يدخلاه الجنة فيجب عليهم ان يرتبوا بينهم ترتيبا اعني الذكور. يتضمن هذا الترتيب حفظ امهم والاهتمام بشؤونها والاقبال على برها والاحسان اليها. ولا يجوز لهم ان يتركوها في وحيدة مع كبر السن من غير احد ينظر في امورها ومن غير احد يعني ومن غير زيارة لها وكل منهم بزوجته والبنات مشتغلات ببيوتهن. فاين البر واين الوفاء واين الاحسان؟ واين تقوى الله عز وجل في هذه العجوز ولا ينسوا فترة صغرهم اذ كانت هي التي ترعاهم وهي التي تحملهم في حجرها وترظعهم من ثديها. وتراعي شؤونهم وتسهر ليلتها اذا اصاب لهم شيء فلما كبرت اكتافهم وعظمت قوتهم واستغنوا عنها رموها هكذا وحيدة في القرية من غير زيارة ومن غير نظر ومن غير اعتبار ومن غير احسان ومن غير اهتمام. فهذا والله قمة الغدر وقمة الخيانة وقمة قلة الادب فالواجب على الابناء فالواجب على الابناء الذكور ان يأخذوا امهم عندهم في بيتهم او ان يهتموا بها في بيتها وان يرتبوا زيارتها كل يوم وان يوفر لها كل حاجياتها واذا كانت تحتاج الى عاملة تكون معها في فترات غيابهم مثلا فيجب عليهم توفير ذلك فوصيتي لهم بامهم فليتقوا الله عز وجل فيها وليقبلوا على ارضائها وعلى الاحسان اليها وعلى البر بها فانما هي ايام وتفارقهم ثم الله يندمون سيندمون اذا انزلوها في قبرها بايديهم وقد مر عليهم شريط حياتهم فلم يروا فيه الا اعظم التقصير في حقها واعظم العقوق واعظم الهجران والاهمال فوالله سيندمون ندما عظيما. فالواجب عليهم ان يتقوا الله عز وجل وان يقبل على ارضائها والاحسان اليها. هذه وصيتي له. وسيذكرون ما اقول لهم وافوض امري الى الله والله اعلم