ومنها كذلك الغرور بالعلم. عثرة عظيمة الغرور بالعلم وكثرة الحفظ وكثرة الاشياخ فيحمله هذا الغرور العلمي ما ينظر للناس شيء ما يتبسم ولا يضحك في وجوههم ولا يمازحهم ولا يعطيهم وجهه اصلا عالم عالم فيغتر بعلمه فيحمله هذا الغرور الى عدم الاستزادة من العلم. والى احتقار الاخرين والى الاستبداد بالرأي وعدم قبول المشورة او اخضاع الرأي للمشورة ويحمله كذلك على العجب بنفسه ويحمله ربما يحمله في نهاية الامر على معارضة الحق الذي يرى انه يخالف رأيه وهو معارضة الحق ولذلك لما لما قال الله عز وجل فلما جاءهم فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. ويحمله ذلك على عدم قبول النصح. على عدم قبول النصح وعلى عدم قبول الطرف الاخر. الغرور بالعلم نجد له صورا كثيرة في ثنايا طلبة العلم الان. فاحذروا من تلك العثرة وهي الغرور وان ان العلم لا يكون صحيحا الا بمعادلة عكسية انك كلما ترقيت في مدارج العلوم كلما خشع قلبك خشع قلبك للحق. انزل تحت لكن اما تترقى ويرقى معك قلبك لا انتبه. تراك انت الان على غير الصالحين كلما ارتفعت نزلت للحق وللخلق. لكن كلما ارتفعت علميا ارتفعت على الحق والخلق هذا خطأ فاذا التناسب عكسي ليس ليس طردي