الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه سائلة تقول قل كنت اعمل معصية وان بني ضميري كثيرا عليها تقول وعزمت ان اتركها ولا ارجع لها ابدا مهما حصل تقول نذرت اني اذا رجعت لها سوف اتبرع سوف تتبرع بمكافئتها الجامعية كاملة تقول وللاسف انها رجعت لهذه المعصية وعملتها مرة اخرى ولكن اخف من السابق تقول لا استطيع ان نفي بنذري فانا احتاج الى هذا المبلغ. فما فكيف اتصرف في هذه الحالة؟ الحمد لله رب العالمين النذر الذي وقعت فيه انما هو نذر طاعة. لان كونك تتبرعين بهذه المكافأة للفقراء والمساكين هذا مما يطاع الله عز وجل به. والمتقرر عند العلماء ان نذر الطاعة يجب الوفاء به لما في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله اطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه فيجب عليك وفقك الله ان توفي بهذا النذر. كاملا من غير نقص. فبما انك نذرت ان تتبرعي المكافأة الجامعة لشهر من الاشهر فالواجب عليك ان توفي بهذا النذر. واذا كان بالتبرع لمكافأة الجامعة حتى تتخرجي. فالواجب عليك كذلك ان تتبرعي بهذه المكافأة الى ان تتخرجي لانك نذرت والناذر والناذر للطاعة يجب الوفاء بنذره ولا يجوز لك ان تكفري كفارة يمين اذا كنت قادرة على الوفاء بمقتضى هذا النذر. فاذا وكنت تجدين مصدر نفقة غير مكافأة الجامعة فانه حينئذ يجب عليك ان في بهذا النذر. واذا كنت لا تستطيعين ولا تجدين ما تنفقي به على نفسك على نفسك الا هذه المكافأة. فان مقدار هذه المكافأة يكون دينا في ذمتك فيما لو ايسرتي فيما بعد ذلك يجب عليك ان تخرجي بمقدار بمقدارها. فتحسبي جميع تلك المكافآت. ثم تحفظين رقم ثم ثم تحفظين الرقم. ثم اذا ايسرتي فيما بعد ذلك يجب عليك ان توفي بهذا النذر وان تخرجي جميع ما في ذمتك. فاذا بقي عليك مثلا في الجامعة سنتان. ولا تستطيعين ان تخرجي مكافأة كل شهر لانه ليس ثمة من ينفق عليك الا هذه المكافأة. فتحسبين مكافآتك في الجامعة واذا توظفت وايسرت تخرجين بمقدار هذه المكافآت حتى تبرأ من هذا النذر وانا انبئك على تنبيهين. التنبيه الاول اعلمي ان المعصية تبقى معصية ويجب عليك ان تحاولي ان تخرجي من هذه المعصية بالاستعانة بالله عز وجل بكثرة دعائه ان يصرف قلبك عن هذه المعصية حتى ولو كفرت عن هذا النذر او اخرجت مقتضاه فان المعصية تبقى معصية. لا يجوز لك ان تقاري فحاولي ان تتخلصي من هذه المعصية. واعظم من يعينك على التخلص منها هو من قلوب العباد بين اصبعين من اصابعه وهو الله عز وجل. فانطرحي بين يدي الله عز وجل واكثري من دعائه ان يخلصك منها وان يصرف قلبك عنها. التنبيه الثاني لا تنذري مرة اخرى. فان النذر منهي عنه كما في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل. فقد نهاك نبيك عليه الصلاة والسلام عن انشاء النذر حتى لا توقعي نفسك في حرج لا تستطيعين الخروج منه. والخلاصة ان ما نذرتيه انما هو نذر طاعة لان ترك المعصية طاعة. فيجب عليك ان تخرجي هذا النذر وان تتصدقي بالمكافأة او بالمكافآت التي نذرت اخراجها او التبرع بها. فان كنت لا تستطيعين في الوقت الراهن ان تخرجيها فعليك ان تضبطي حسابها. ثم اذا ايسرت في يوم من الايام بوظيفة او مال عليك ان تخرجي هذا المقدار حتى تبرأ ذمتك والله اعلم