ابو الدرداء وهم يسبونه. فقال لهم ابو الدرداء وهو البصير بعلاج البعد عن الدين وعلاج اهل العصيان وعلاج اهل وعلاج اهل القلوب المريضة. فقال لهم ارأيتم لو وجدتموه في قاع قريب ومن اقوال ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال رحمه الله ورضي عنه وقد مر على رجل عمل ذنبا وحوله اناس يسبونه رجل عمل ذنبا وعلم بذنبه اناس فمر عليهم ان تكونوا مخرجين منها؟ قالوا بلى. قال تحمد الله الذي عافاكم. ولا تسبوا اخاكم احمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا اخاكم. لكن انظر الى تمثيله بان اهل الايمان لا وجدوا رجلا قد وقع في ذنب فانهم لا يتركونه بل مثله بمن كان في قليبه لا يجد من ينجيه منها في قاع قليل. فماذا يفعل اهل الايمان مع اخ لهم؟ وقع في مهلكة؟ ايسبونه ويقولون لم تدخل هذا لم تدخل هذا القليل؟ ولم تجعل نفسك هكذا وهكذا الى اخره؟ لا. بل يسعون في نجاحه على ذلك. اذا فالسلبي هو الذي يسبه. بل انما ثبت العاصي لا تجوز في الشريعة. بل نسأل الله لاخواننا الهداية ونحمد الله الذي عافانا ثم نسعى في ان ننقذهم من شر الذنوب والعصيان. لان انهم ما اذنبوا الا بوقوعهم فريسة لمكر ابليس عدو الله وعدونا. اذا فهذه الوصية ايها المؤمن وصية عظيمة اذا رأيت احدا وقع في معصية فلا بد ان تبذل له السبب. واذا نظرنا ايها الاخوة في هذا وجدنا ان كثيرين يسمعون باناس وقعوا في معصية فتجده يقول هذا وقع في كذا وهذا يذهب ويسافر ويفعل كذا وكذا وهذه العائلة حصل منها كذا وكذا وتراه ينتقل بشدة ويسبه وربما استهزأ والعياذ بالله واذا سألته ما الذي عملته لاخوانك في تركهم لهذه الذنوب؟ تجده يقول لم افعل شيئا. اذا كان وسيلة من وسائل الشيطان ايضا. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال هلك الناس فهو اهلكهم. يعني كان في مقاله ذلك سببا في هلاكهم. والنبي صلى الله عليه وسلم نهى ان نتحدث بكل ما سمعنا. فقال عليه الصلاة والسلام من حدث بكل ما سمع فهو احد كاذبين او قال احد الكاذبين. فلا بد ان نسعى في اصلاح الغلط وفي نصح اهل الذنب. وان نكتم الذنوب وننشر الخيرات. اذا رأينا رجلا عنده خير فلنقل فعل كذا وكذا من الخير لانه بذلك ينتشر الخير ويكون الناس يقتدي بعضهم ببعض في الخير. واما اذا نشرنا الشر فان الناس يتساهلون فيه وبه. فيقول فلان فعل كذا من المعاصي وهذا فعل كذا وهذا فعل كذا فيظن الظال ان الشر اكثر من الخير فيتساهل بالشر فيقبل عليه