يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسنة فما لنا من ربنا واحيانا زدنا كاذبين بالعلم كالازهار في البستاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين سيد الاولين والاخرين نبينا وامامنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فاهلا بكم ومرحبا في هذا اللقاء المتجدد معكم وبكم هذا اللقاء هو اللقاء الثاني عشر ضمن لقاءات المستوى الثالث في هذه الاكاديمية اكاديمية زاد التي ندعو الله تعالى ان تكون مباركة بركة نافعة هذا المجلس سيكون باذن الله تعالى في الحديث الحادي عشر عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس. خرجه الامام مسلم في الصحيح راوي هذا الحديث عبد الله بن مسعود الهزلي الصحابي الجليل كان من اكابر الصحابة فضلا وعقلا هاجر الى الحبشة وشهد رضي الله عنه وارضاه بدرا واحدا والخندق والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اقرب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم هديا وصمتا كان رضي الله تعالى عنه وارضاه كان معتنيا بكتاب الله عز وجل بعثه عمر الى اهل الكوفة ليعلمهم امور دينهم فكان امام اهل الكوفة توفي رضي الله عنه وارضاه عام اثنين وثلاثين وقد عقد الامام البخاري ومسلم في صحيحيهما عقد كل منهما بابا في مناقب او فضائل عبدالله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه. مما جاء في ذلك ان حذيفة سئل كما في الصحيح عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال حذيفة رضي الله عنه ما اعرف احدا اقرب سمتا وهديا وذلا النبي صلى الله عليه وسلم من ابن ام عبد وعن عبد الله ابن مسعود لما نزلت هذه الاية ليس على الذين امنوا جناح ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ياما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين. قال ابن مسعود قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لي انت منهم يقول ابن مسعود كما في الصحيح صحيح مسلم والذي لا اله غيره ما من كتاب الله سورة الا انا اعلم حيث نزلت وما من اية الا انا اعلم فيما انزلت ولو اعلم احدا هو اعلم بكتاب الله مني ولو اعلم احدا هو اعلم بكتاب الله مني تبلغه الابل لركبت اليه رضي الله تعالى عنه وارضاه. هذا الحديث هذا الحديث من احاديث الوعيد هذا الحديث من احاديث الوعيد لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لو اردنا ان نضع استفهامات على هذا الحديث ما منزلة هذا الوعيد؟ وما دلالته ثم ما هو السر او ما المعنى الدقيق الذي يشير اليه الحديث في هذه الكلمة في قلبه في قلبه وما معنى مثقال ذرة وما هو الكبر وهل الكبر منحصر في الغنى واسباب الغنى ومظاهر الغنى من المال او الجاه هذه بعض اسئلة لعله يكون الجواب عنها ان شاء الله في الحديث عن هذا الحديث لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة مين كبر مثقال ذرة اي وزن ذرة كم وزن الذرة؟ ما هي الذرة؟ الذرة قيل ان المقصود بها النمل الصغيرة طيب كم وزن النملة الصغيرة؟ ذكروا ان رجلا ترك رغيفا من الخبز حتى اجتمع عليه النمل ثم وزنه وكان قد وزنه قبل النمل فلم يتغير وزنه وقيل ان الذرة المقصود بها الهباءة اذا فتح الانسان النافذة ودخل ضوء الشمس يرى بعض الهباء ترى بعض الهباء لعلكم تلاحظون الان في الشاشة في هذه الخلفية اشبه ما يكون بذرات يعني تتناثر. هذا اذا فتحت النافذة ودخل منها ضوء الشمس اظهرت بعض الهباء قالوا ان هذا هو المقصود. وسواء كانت الذرة هي النملة او الهباءة يعني المقصود من كان في قلب اقل ما يمكن من الكبر وهذا وعيد شديد والعياذ بالله. لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر هنا اشكال وقف عنده بعض العلماء ذرة من كبر شيء قليل من الكبر لا يدخل الجنة فاراد بعضهم الجواب عن هذا الحديث. فقال بعضهم ان المقصود لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. اي الذي تكبر عن اصل الحق رفض الدين تكبر عن اصل الدين ولم يكن مسلما اصلا هذا قول قال به بعض العلماء وقال بعضهم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر اي اذا كان يوم القيامة فان وهي دخل الجنة لا يدخلها حينئذ وفي قلبه شيء من الكبر وهذان القولان قد ذكر بعض العلماء انهما غير راجحين بل غيرهما ارجح لماذا قالوا لان الحديث وارد في التحذير من الكبر المعروف بين الناس الذي فسره وبينه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقال بطر الحق اي رد الحق وغمط الناس اي احتقارهم نستكمل الحديث وبيان الراجح فيه ان شاء الله بعد فاصل قصير نعود اليكم بعده باذن الله تعالى الاقراض والاقتراض من جملة المعاملات السائدة بين الناس. وقد جاءت الشريعة الاسلامية ببيان احكامها بما يحفظ الحقوق ويضمن مصالح الناس دون جور او اجحاف. والقرض هو دفع مال لمن ينتفع به على ان يرد بدله. ولا خلاف بين المسلمين في فهو مباح للمقترض وسنة مستحبة للمقرض. وذلك لما فيه من الاحسان الى المسلم وسد حاجته وتنفيس كل كربته فيدخل في عموم قوله تعالى وقد يكون الاقراض واجبا احيانا. كما اذا كان المقترض مضطرا ولا تندفع ضرورته الا بالقرض. فيجب حينئذ على من كان قادرا من غير ضرر عليه. وقد يكون محرما احيانا. كما اذا كان المقترض يقترض لعمل محرم. ومن اهم احكام انه عقد تمليك. فلا يتم الا ممن يجوز له التصرف ولا يتحقق الا بالايجاب والقبول. كل قرض جرب نفعا فهو ربا فليس للمقرض ان يشترط زيادة في ماله الذي اقرضه او يشترط منفعة كسكن او اجارة او اعارة او غير ذلك من المنافع. اذا رد المقترض احسن مما اخذ من المقرض او اعطاه زيادة دون شرط او قصد صح ذلك. لانه تبرع من المقترض وحسن قضاء. من المعاملات الربوية المحرمة ما تقوم به البنوك من عقد قروض نظير فائدة محددة تأخذها زيادة على مبلغ القرض. يجوز للمقرض ان يأخذ رسوما عن خدمات القروض بشرط الا تزيد عن الاجرة الفعلية التي يتكلفها المقرض وكل زيادة على الخدمات الفعلية محرمة. لانها من الربا. الاصل انه لا اثم على صاحب المال ان اقراب شيء من ما له لمن سأله ذلك الا اذا كان القرض واجبا ومتعينا عليه. ومن كان في ساعة من امره واحب ان تجاوز عن معسر فليتجاوز لعل الله يتجاوز عنه. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه اذا اتيت معسرا فتجاوز عنه. لعل الله يتجاوز عنا. فلقي يا الله فتجاوز عنه مرحبا بكم مرة اخرى مع هذا الحديث العظيم. حديث التحذير من الكبر وعواقبه العظيمة قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بطر الحق جحده ودفعه وغمط الناس ازدراؤهم واحتقارهم فمن في قلبه مثقال ذرة من هذا يوجب له ان يجحد الحق الذي يجب عليه ان يقر به. وان يحتقر الناس سيكون ظالما معتديا عليهم. فمن كان مضيعا للحق الواجب ظالما للخلق لم يكن من اهل الجنة ولا مستحقا لها بل يكون من اهل الوعيد قوله لا يدخل الجنة متضمن لكونه ليس من اهلها ولا مستحقا لها. لكن ان تاب او كانت له حسنات ماحية لذنبه او ابتلاه الله تعالى بمصائب كفر بها خطاياه ونحو ذلك زال ثمره زال ثمرة هذا الكبر المانع له من الجنة فيدخلها. او غفر الله له بفضل رحمته من ذلك الكبر من نفسه وعلى كل حال فان الحديث فيه الاشارة الى انه اذا قام في قلبه الكبر فانه مستحق العقوبة ومستحق للنار وغير مستحق للجنة لكن من المعلوم كما ذكر بعض العلماء انه لا يخلد في النار فهو لا يدخل الجنة غير مستحق لها. لكنه ايضا لا يخلد في النار بل مصيره ان كان عنده كبر ولكن عنده ايمان فان المتكبرين على درجات فمنهم متكبر رفض الحق من اصله. واستكبر عن الايمان مثل استكبار ابليس استكبر عن اصل الايمان فهذا لا يدخل الجنة ابدا ومن المتكبرين من تكبر عن بعض الحق هذا الوعيد ثابت عليه لكن بما له من اصل الايمان واصل التوحيد فانه لا يخلد في النار ولذلك قال بعض العلماء لا يدخل الجنة اي لا يدخلها ابتداء ولا يدخلها الا بعد ان يعاقب قال بعض العلماء كما نقل شيخ الاسلام ان المنفي اي قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة. ان المنفي اي قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة هو الدخول المطلق الذي لا يكون معه عذاب. يعني من كان في قلبه كبر فانه يعذب والعياذ بالله لكن في كل الاحوال فان المتكبر اما ان يكون تكبره عن اصل الحق ورد اصل الايمان فهذا يكون خالدا في نار جهنم والعياذ بالله واما ان كان تكبره عن شيء من الحق وهو لا شك قد وقع في كبيرة من الكبائر لا شك انه قد وقع في كبيرة من اعظم الكبائر لكن لن يخلد في النار بل مآله ومصيره الى الجنة بعد ان يلقى جزاءه وعقابه على كبره والعياذ بالله الا ان تدركه رحمة من الله عز وجل لكن هو في الاصل مستحق للعقوبة والعذاب الا ان يتوب او يرفع الله ذلك عن او يغفر الله تعالى له قد وردت اعمال ايضا جاءت قد وردت احاديث في اعمال انها تمنع صاحبها من دخول الجنة لقوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قاطع وكقوله عليه الصلاة والسلام لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا. الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم هذه الخصلة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام الا وهي الكبر خصلة عظيمة وفسرها النبي عليه الصلاة والسلام بهذين الامرين اما الامر الاول فهو قوله عليه الصلاة والسلام الكبر بطر الحق اي رده رده والترفع عنه والتعالي عليه واما الخصلة الثانية فهي احتقار الناس ازدراؤهم استنقاصهم قال بطر الحق وغمط الناس وروي وغمص الناس. اي ازدراؤهم واحتقارهم فالكبر ترفع عن الحق وعدم القبول له وعدم الانقياد له والتكبر ايضا تعال وترفع عن الناس وقد جاء الحديث بالوعيد الشديد عن هذين الامرين او احدهما من ذلكم ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام حيث قال عليه في الصحيح بحسب امرئ من الشر ان يكفيه شرا والعياذ بالله ان يحقر اخاه المسلم يكفيه من الشر احتقار اخيه المسلم كيف يحتقر المسلم؟ كيف يزدري المسلم وجاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال العز ازاره اي الله عز وجل والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته نعم اول من تكبر ابليس ابليس قال الله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين التكبر والتعالي والترفع هذا كان الذنب الاول الذي عصي الله تعالى به وهو ذنب ابليس. ولذلك قال بعض العلماء الكبر من اخلاق ابليس. فمن اراد ان يتكبر فليعلم انه يتخلق باخلاق الشياطين. قال ابن القيم رحمه الله مشيرا الى بعض الدلالات او الامور التي قد تقود او تكون سببها ودافعها الكبر. قال وليحذر كل الحذر من طغيان انا ولي وعندي وليحذر كل الحذر من طغيان انا ولي وعندي قال فان هذه الالفاظ الثلاثة ابتلي بها ابليس وفرعون وقارون ابليس قال فانا خير منه وفرعون قال ولي ملك مصر وقارون قال انما اوتيته على علم عندي وقد جاء التأكيد على ذم هذه الخصلة الذميمة الكبر الكبر الترفع عن الحق والترفع عن الناس جاء الذم لها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم متظافرا متظاهرا. من ذلكم ما جاء في وصية لقمان لابنه ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال قال القرطبي هذا نهي عن الخيلاء وامر بالتواضع. نهي ولا تمش في الارض مرحا اي مرحا الكبر ماذا حصل لقارون الذي خرج في زينته مستعرضا منتفشا متباهيا؟ قال الله تعالى فخرج وجعل قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا لما رأوا البهرج يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير. لمن امن وعمل صالحا. ولا يلقاها الا الصابرون ايش النتيجة هي النتيجة فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين نستكمل الحديث عن هذا الحديث بعد فاصل قصير نعود اليكم بعده باذن الله تعالى علمك الازهار في البستان من رضي بالله ربا حقت عليه طاعته وعبادته. قال تعالى فاعبده واصطبر لعبادته. والصبر على اداء الطاعات اكمل من الصبر على اجتناب المحرمات. وطاعة والله تحتاج الى انواع من الصبر. كالصبر على الاخلاص فيها ومدافعة دواعي الرياء والغرور والصبر على الاتباع فيها وتكميلها والصبر على ترك التقصير فيها والابتداع والمداومة عليها وعدم الانقطاع. قال تعالى واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. ومن صبر على الطاعة اثيب عليها عند العجز عن فعلها. قال صلى الله وعليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. والمداومة على الطاعة تقود الى حسن الخاتمة. فان الكريم قد اجرى عادته بكرمه ان من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فاصبر على طاعة الله حتى تلقاه. قال الحسن البصري رحمه الله ان الله لم يجعل لعمل المؤمن اجلا دون الموت. ثم قرأ مرحبا بكم مرة اخرى مع حديث النهي عن الكبر قال الله تعالى ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور. قال ابن كثير لا تصعر خدك للناس. لا تتكبر فتحتقر عباد الله. وتعرض عنهم بوجهك اذا كلموك وقوله ولا تمش في الارض مرحا اي خيلاء. متكبرا جبارا عنيدا لا تفعل ذلك يبغضك الله لا تفعل ذلك يبغضك الله. ولهذا قال ان الله لا يحب كل مختال فخور ان الله لا يحب كل مختال فخور مر بنا انفا ما ذكره الله تعالى عن هارون وجاء في السنة ايضا وجاء في السنة ايضا مثل ذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته اذ خسف الله به يعني في الارض فهو يتجلجل الى يوم القيامة. هذي عاقبة الكبر والعياذ بالله عاقبة الكبر عن عاقبة الكبر في الدنيا وفي الاخرة. اما في الدنيا فان الله عز وجل يزيده صغارا وذلة نقيض ما كان يريد من الترفع على الناس والعياذ بالله نعم يعاقب بنقيض قصده واما في الاخرة فالوعيد الشديد على ذلك لا يدخل الجنة كما تقدم انفا وايضا جاء عنه عليه الصلاة والسلام المتكبرون يحشرون يوم القيامة كامثال الذر يطأهم الناس باقدامهم كامثال الذر انظر هو اراد التعاظم عاقبه الله عز وجل بنقيض قصده وحشره يوم القيامة مثل الذر كامثال الذر يضأ يطأهم الناس باقدامهم. قال ابن القيم رحمه الله فالفخر والبطر والاشر. انظر الى الافات المترتبة على الكبر الكبر ينتج ينتج افات كبيرة جدا قال فالفخر والبطر والاشر والعجب والحسد والبغي والخيلاء والظلم والقسوة والاعراض واباء قبول النصيحة والاستئثار وطلب الغلو وحب الجاه والرياسة وان يحمد بما لم يفعل وامثال ذلك كلها ناشئة من الكبر كلها ناشئة من الكبر يعني الكبر اذا وجد في الانسان والعياذ بالله التعالي عن قبول الحق وعدم التواضع له من اي كان والتعالي عن الناس انتج عند الناس هذه الافات العظيمة ولهذا جاء كما اشرت انفا في مسند الامام احمد وعند الترمذي باسناد حسن يحشر المتكبرون يوم القيامة امثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون الى جهنم الى يساقون الى سجن في جهنم تعلوهم نار الانيار يسقون من عصارة اهل النار طينة الخبال والعياذ بالله. اذا فالعقوبة عظيمة جدا ومن العقوبة في الدنيا قبل الاخرة من اعظم العقوبات في الدنيا قبل الاخرة ما ذكره الله تبارك وتعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق اعوذ بالله. هذا من اعظم العقوبات ان الايات ودلائلها وما فيها من اثار ومخاطبتها للقلوب يصرف عنها المتكبر والعياذ بالله. ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها. وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا. وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا فاعظم او من اعظم العقوبات ان يصرف قلب المتكبر عن ايات الله تبارك وتعالى كيف كان الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم؟ وكيف كان اثر مثل هذه النصوص عليهم في التواضع الحق وقبوله وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام مبينا ضد ذلك مر بنا انفا ان من تعالى على الناس وتعالى على الحق فانه يزدرى في الدنيا والاخرة ويعاقب عقوبة عظيمة وبضده فمن تواضع للحق وتواضع للناس رفع الله قدره. واعلى منزلته في الدنيا والاخرة وما زاد الله وما زاد الله بعفو عبدا الا عزا من تواضع لله رفعه الله من امثلة اثار هذه النصوص على الصحابة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان معروفا بقوته وشدته رضي الله عنه وارضاه لكنه كان وقافا عند كتاب الله. فاذا سمع الاية وقف عندها. من ذلكم ما روى ابن عباس في صحيح البخاري قال قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن اخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر الحر بن قيس وكان القراء اصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا او شبانا. فقال عيينة لابن اخيه يا ابن اخي هل لك وجه عند هذا الامير فاستأذن لي عليه. قال ساستأذن لك. قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فاذن له عمر. فلما دخل عليه قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكموا بيننا بالعدل. عمر ما يحكم بالعدل فغضب عمر حتى هم ان يوقع به فقال له الحر يا امير المؤمنين ان الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. وان هذا من الجاهلين قال والحديث صحيح البخاري والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله. مثال عظيم جدا للانقياد للحق وقبوله والانقياد له رضي الله تعالى عنه وارضاه. ايضا عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه كان مرة عند الكعبة وجلس مع شيبة وكانوا سادنة البيت فقال والله لقد هممت الا ادع فيها اي الكعبة صفراء ولا بيضاء الا قسمتها في المسلمين يقول اخذ الذهب والفضة الذي يهدى للكعبة واقسمه في الناس محتاجين. فقال له شيبة ما انت بفاعل قال ولم؟ قال لم يفعله صاحباك هي قبلك النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعله وابو بكر رضي الله عنه لم يفعله استبانت له الحجة مباشرة فقال عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه هما المرآن هما المرآن يقتدى بهما نقف وقفة مهمة يسيرة مع قوله عليه الصلاة والسلام لما سئل قيل يا رسول الله الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا قال مبينا ان ذلك ليس بالضرورة كبرا. فقال ان الله جميل يحب الجمال. فلا فلا يعني الجميل او التجمل كبرا بل ولا يعني ايضا ان ان الفقر الفقر خلو من الكبر بل من اشد انواع الكبر ما جاء الوعيد عليه عائل مستكبر فقير وما عنده اسباب الكبر ولكنه متكبر فهذا من اشد انواع الكبر. ان يكون ما عنده اسباب الكبر وهو متكبر. فزينة لبس لبس الانسان للزينة وتجمله ليس بالضرورة موقعا في الكبر كما ان الخلو عن ذلك ليس بالضرورة يكون سليما من الكبر. ومن اسباب الكبر او من صوره ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام. من جر ثوبه خيلاء وذكر عليه وعيدا شديدا. قال ابو بكر يا رسول الله ان ازاري يسترسل فقال النبي عليه الصلاة والسلام لست منهم. اذا لبس الجميل يحبه الله عز وجل. والتجمل يحبه الله عز وجل. ان الله جميل يحب الجمال. لكن ما هو الكبر؟ قال هو بطر الحق وغمط الناس فالتواضع للحق وقبوله محمود عند الله وعند خلقه. والترفع عن الحق والترفع عن الناس مذموم عند الله وعند الناس. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق والاقوال والاعمال. لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت. الى ان نلقاكم في اللقاء القادم. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بركاته يا راغب في كل علم نافع متطلعا لزيادة الايمان وتريد سهلا يأتيك ميسورا باي مكان بشرى ندى بشرى ندى بشرى لنا زاد