فان قلت ومن اين اخذت هذه القاعدة؟ من كلام الامام الطحاوي نقول اخذناها من قول من قوله رحمه الله قال ونستغفر لمسيئهم. اي لمسيئ المؤمنين احياء وامواتا. فلا يمنعنك موت احد على سكر او على زنا او على سرقة ولا يمنعنك موت احد على شرب خمر او حد او قتل اي قصاص. لا يمنعنك ذلك ان تستغفر له فان من مات على شيء من الذنوب احوج ان ما اوعد الله عز وجل به هكذا يأتيك مطلقا. فلابد ان تجمع هذا الوعد مع النصوص الاخرى حتى تنظر في شروط ثبوت وانتفاء موانعه. وكذلك وعيده ايضا لا يثبت اثره على العبد الا اذا النقص والتقصير في حق الله عز وجل. فاذا هذه القطعة من كلام الامام الطحاوي يربينا فيها على عدم النظر للاعمال فليس احسان من احسن موجبا لدخول الجنة. بل قال نرجو للمحسنين. وهم محسنون لا تزال ترجو لهم؟ قال الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم فهيا نبدأ مستعينين بالله عز وجل نشرح العقيدة الطحاوية من حيث وقفنا واظن اننا وقفنا كما ارسل لنا الشيخ بندر عند قول الامام الطحاوي رحمه الله نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة. ولا نأمن عليهم. ولا نشهد لهم بالجنة. ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. اعيد النص مرة اخرى باسرع قال نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم الجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. الكلام على هذه القطعة الطيبة العظيمة من كلام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في جمل من المسائل وهي عبارة عن قواعد متفق عليها بين اهل السنة والجماعة القاعدة المسألة الاولى قاعدة الغيبيات مبناها على التوقيف. الغيبيات مبناها على فما كان من قبيل الغيب فلا يجوز لاحد ان يتخوض فيه اثباتا ولا نفيا الا بدليل. فلا يجوز ان تثبت شيئا من امور الغيبية الا وعلى هذا الاثبات دليل ولا يجوز لك ان تنفي شيئا من امور الغيب الا وعلى ذلك النفي دليل فامور الغير اثباتا ونفيا لا حق لاحد ان يتكلم فيها الا ببرهان ساطع ودليل قاطع. وهذه تنفعنا في فهم قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ولا نشهد لهم بالجنة. فانه لا يجوز لاحد ان يشهد لمعين بجنة ولا بنار من شهد له النص بذلك لان دخول المعين الجنة امر غيبي. كما ان دخول المعين للنار امر غيبي وما كان من قبيل الغيب فانه يعتبر توقيفيا على النص وقد اجمع اهل السنة والجماعة على تقرير هذه القاعدة المسألة الثانية قاعدة المؤمن يعيش بين الخوف والرجاء. المؤمن يعيش بين الخوف والرجاء. والخوف والرجاء هما ركن التعبد كما سيأتي في قاعدة مستقلة ان شاء الله فلا تستقيمه عبادة المؤمن الا اذا كانت منبثقة من هذين الركنين. فيتعبد الله عز وجل خائفا فالله لا يعبد بالخوف وحده ولا يعبد بالرجاء وحده. بل لا بد ان يعبد بالخشية. فان قلت وما هي فاقول هي مزيج بين الخوف والرجاء. فالخشية ليست خوفا فقط وليست رجاء فقط. بل هي مزيج بينهما فخوف مع رجاء يساوي خشية. فالله عز وجل لا يعبد بالخوف وحده. لان من فدى الله بالخوف وحده فانه سيقنط من رحمة الله. وييأس من روح الله. كما انه عز وجل ايضا لا يعبد بالرجاء وحده لان من عبد الله بالرجاء فلا بد وان يأمن من مكر الله عز وجل. وكلاهما من كبائر الذنوب اعني القنوط من رحمة الله والامن من مكر الله كلها من جملة الكبائر. فالمؤمن الحقيقي والموحد التوحيد الصافي هو من يجمع في تعبده وسيره الى الله بين الخوف والرجاء. كما حكى الله عز وجل في في كتابه عن عباده المؤمنين ويدعوننا رغبا ورهبا. ورغبا اي رجاء. ورهب اي خوفا فهذا لم يقل به احد من اهل السنة والجماعة. لكن يستحب لاخيار الناس دينا او منصبا او نسبا او جاها ان يتخلفوا عن ما من مات ومعه شيء من الاصرار على الكبيرة من باب زجر غيره كانها رسالة يوجهونها لمن اراد ان يفعل فعله ان يعبدون الله عز وجل بالخشية ولذلك قال قال بعدها وهم من خشيته مشفقون كيف اكتسبوا الخشية؟ لانهم عبدوا الله رغبا ورهبا. فان قلت وما تنفعنا هذه القاعدة في فهم كلام الامام الطحاوي فاقول تنفعنا في قوله رحمه الله نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم وهذا هو الرجاء ثم قال ولا نأمن عليهم وهذا هو الخوف. فاذا هذه القطعة تعلمنا اهمية هذه القاعدة. ان الله عز جل ما عبود بالخوف والرجاء. وسيأتي شيء من التفاصيل اكثر في القواعد والمسائل الاتية ان شاء الله المسألة الثالثة قاعدة الدعوة على منهج النبوة تقتضي الجمع بين مبدأي الترغيب والترهيب. الدعوة على منهاج النبوة تقتضي الجمع بين مبدأي الترغيب والترهيب. وهذه من اعظم القواعد التي يستفيد منها اخواننا من الدعاة والخطباء والوعاظ والعلما والمفتون فلا يجوز للداعية ان يخص وعظه بمبدأ ترغيب فقط لانه سوف يؤمن الناس من مكر الله بكثرة ما يذكره لهم من الرجاء والمغفرة والرحمة ولا في حديثه الى عقوبة وسخط ونار ابدا هذا قصور في الدعوة. لان من دعا الناس بالرجاء فقط فانه سيجعلهم في الامن من مكر الله عز وجل وسيجرأهم هذا على كثرة الوقوع في المعاصي اعتمادا على الرجاء وهذا قصور. وكذلك بعض الدعاة ايضا لا نسمع عنه الا التقنيط والتيئيس. وكأن وكأن الله عز وجل لا يغفر لعباده ابدا ولا يرحمهم مطلقا فلا تسمعوا الا عبارات السخط وعبارات الغضب ووصف النار. ولم نسمع منه يوما من الايام كلمة تبعث الفأل في قلوب المدعوين وهذا خطأ. هذا قصور عظيم. فمنهاج الدعوة النبوي ليس مبناه وعلى الترهيب الدائم لانه يوجب القنوط من رحمة الله. وليس على مبدأ الترغيب الدائم انه سيوجب الامن من مكر الله بل مبدأ الدعوة مبني على الجمع بين مبدأي الترغيب تارة والترهيب تارة اخرى ولذلك قال الله عز وجل نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وهذا ترغيب. وان عذابي هو العذاب الاليم وهذا هو مبدأ الترهيب وقال الله عز وجل في ايات كثيرة اذا وصف الجنة فمباشرة يصف بعدها النار. او اذا جاء ايات من ايات الوعيد فانه يعقبها باية من ايات الوعد حتى يتوازن سير القلب الى الله عز وجل فلا ينقطع في امن ولا يأس فان القلوب تنقطع. كما تنقطع الرواحل. في سيرها في طريق سفرها فسير القلب الى الله له لصوص. وفيه قواطع من قواطعها الامن من مكر الله وهذا يوجبه مبدأ الترغيب وحده. ومن قواطعها عن الله عز وجل الخوف الشديد الموجب للقنون لوط من رحمة الله وهذا يوجبه مبدأ الترهيب الدائم. لكن من جمع بين هذين المبدئين فسيكون عنده توازن في الدعوة فخطبة عن صفة الجنة. والخطبة الثانية عن صفة النار. وهذه الكلمة او الموعظة والموعظة الاخرى ترغيبية حتى يعيش الناس بين الخوف والرجاء. فان قلت وما الذي اتى بهذه القاعدة من كلام الامام الطحاوي. فاقول قوله رحمه الله نرجو للمحسنين من المؤمنين وهذا مبدأ الترغيب ثم قال ولا نقنطهم اي لا نبعث في قلوبهم الخوف العظيم والوجل الكبير الذي يوجب لهم فاذا هذه القطعة تفيد هذه القاعدة انما ان الدعوة على منهاج النبوة شاملة او تتضمن الجمع بين مبدأي الترغيب والترهيب. المسألة الرابعة قاعدة كل من مات على اصل الاسلام فيعامل معاملة سائر المسلمين كل من مات على اصل الاسلام فاحكامه كاحكام المسلمين من باب الاختصار. تقول فاحكامه كاحكام المسلمين واقصد باصل الاسلام اي انه مات على لا اله الا الله ولم يأتي في حياته بما يوجب انتقاض طه من اساسها واصلها. فليس هو بكافر اصلي ولا بكافر كفر ردة. حتى وان كان معه شيء من الذنوب والمعاصي والكبائر فان هذه لا تنقض اصل الاسلام وانما تنقص كمال الايمان الواجب. كما قررناه في دروس سابقة قاعدة سابقة. فكل من مات وهو موصوف بانه لا يزال مسلما فاحكامه بعد موته كاحكام المسلمين تماما فنحن نغسله كما نغسل سائر الطائعين. ونكفنه كما نكفن سائر الطائعين. ونقدمه للمسلمين يصلون عليه وان تخلف عنه اخيار الناس فلا بأس من باب الزجر بالهجر. لكن ان يتفق المسلمون على نبذ جثته او دفنها بلا صلاة انك ستحرم من صلاتنا عليك. ولن نشهد جنازتك. لكنه لابد ان ينتدب له طائفة من المسلمين يصلون عليه لانه مات مسلما وحق المسلم على المسلم ان يصلي عليه ثم ندفنه كما ندفن سائر المسلمين. ونستغفر له بعد موته كما نستغفر لسائر المسلمين. ويرث ما له كما يورث سائر اموات المسلمين. فلا يجوز لنا ابدا ان نتعامل مع من مات على شيء من الكبائر اذا كان معه اصل الاسلام معاملة المرتد او معاملة الكفرة الاستغفار لاستغفار اخوانه المسلمين ممن مات صافيا من الذنوب والمعاصي ومن المسائل ايضا اي المسألة الخامسة. قاعدة لن يدخل احد الجنة بعمله كلام الامام الطحاوي ملغم من القواعد. جميلة قواعده. لن يدخل احد الجنة بعمله. واصل هذه القاعدة في صحيح الامام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا. الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. او كما قال صلى الله عليه وسلم فان قلت ومن اين اخذت هذه القاعدة؟ من كلام الامام الطحاوي؟ فاقول من قوله ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفوا عنهم فاثبت انهم محسنون. وانهم مؤمنون. ومع ذلك لا يزال يقول نرجو نرجو فاذا احسانهم وايمانهم ليس كفيلا لوحده ان يدخلهم او يوجب لهم ايش؟ الجنة فليس فايمان احد عوضا عن دخول الجنة مطلقا. حتى وان كان عمله عمل نبي النبي صلى الله عليه وسلم فلو ان دخول الجنة مقرونا بعمله لما دخل الجنة بمجرد عمله. لكن هذه الاعمال الصالحة توصلنا الى رحمة الله التي توجب لنا جنته فان قلت وضح لنا اكثر حتى لا يداخلنا الشك. فاقول اعلم ان المتقرر عند العلماء اي ان الثمن لابد ان يكون مكافئا للمثمن. كما ان السيارة الثمينة لا يكون ثمنها زهيدا. بل لا بد ان يكون ثمنها مساويا لفخامتها. والمرأة الجميلة لها ثمنها اي لها مهرها. وكذلك الدار الجميلة لها مهرها فاذا الثمن لا بد ان يكون مساويا للمثمن. واعظم دار خلقها الله واجمل دار وافخم دار على الاطلاق. ما هي الجنة ولا يمكن ان يقف عوضها ثمن واحد ثمنا ثمن كائنا من كان. حتى اعمال الانبياء لا تصلح ان تكون ثمنا مساويا للجنة نقول حتى اعمال الانبياء. وهذا يفيدك ان الباء في قوله لن يدخل احد منكم الجنة ان هباء العوظ اي ان الجنة لا تكون عوضا عن عمل احد من الناس كائنا من كان. وهذا يحل الاشكال في كثير من الايات التي يقول الله بعد ذكر الجنة ونعيمها قال جزاء بما كانوا يعملون وهذه باء السبب. فالاعمال الصالحة سبب للدخول وليست عوضا له فالاعمال الصالحة سبب للدخول وليست عوضا له. فان قال لك قائل كيف نجمع بين هذا الحديث؟ لن يدخل احد منكم الجنة بعمله وبين قول النبي وبين قول الله جزاء بما كانوا يعملون. فكيف نص ينفي ان يكون العمل مؤثرا؟ ونص يثبت يكون العمل مؤثرا فنقول لا اشكال في ذلك اذا عرفت معنى البائين في النصين فان الباء في الاية بما كانوا يعملون انما هي باء السبب. فالجنة لدخولها اسباب. من اسباب العمل الصالح فالاعمال الصالحة من اسباب دخول الجنة. والباء في هذا الحديث لن يدخل احد منكم الجنة بعمله هي باء العوظ وقد بينت لك ما معنى باء العوظ؟ فالجنة لا يقاومها عوظ عمل كائنا من كان. ابدا حتى استغرب الصحابة قوله فقالوا ولا انت؟ يا من تقوم الليل ولا تفتر وتصوم النهار ولا تفطر وتذكر ولا تغفل وخير انبياء الله على الاطلاق. وخير من خلق الله. عملك لا ليس عوضا؟ قال ولا انا اي ان عملي على كثرته واستقامته لا يصلح ان يكون عوضا بمجرده لدخول الجنة فماذا نقول نحن ايها الاخوة نسأل الله السلامة والعافية ولذلك لا ينبغي ان تنظر الى اعمالك مهما بلغت انك تمن بها على الله وانها كفيلة بان تدخلك الجنة بل ينبغي للمؤمن ان ينظر الى اعماله دائما بنظر نعم لا ازال ارجلهم وان حققوا اعلى مراتب الدين وهي الاحسان. لان الدين اسلام وايمان واحسان والاحسان اعلاها. ومع ذلك فلا يزال يرجو لما؟ لانه لن يدخل احد منكم الجنة باحسانه. ولن يدخل احد منكم الجنة بايمانه. ولن يدخل احد منكم الجنة بقيامه لليل ولا بصيامه للنهار. وانما هي مجرد اسباب توصلك الى رضا الله ورحمته وفضله ثم بعد ذلك يوصلك ذلك الى جنته الى جنته. فهمتم العلاقة بين القاعدة وكلامه؟ طيب. ومن المسائل ايضا قاعدة الله ووعيده موقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وعد الله ووعيده موقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع انتم معي ولا جاكم النوم وعد الله ووعيده موقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع. وقولنا موقوف اي موقوف اثره ونتائجه وذلك لان الله اذا ذكر وعدا من الوعيد عفوا وعدا في كتابه او سنة نبيه صلى الله عليه او ذكر وعيدا فان وعد الله يكتنفه ثبوت شروط وانتفاء موانع. فلا تظنن توفرت شروط الوعيد وانتفت موانعه. وانا اضرب لك عدة امثلة حتى يتضح لك تطبيق القاعدة. منها مثلا قول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب ايش؟ اجيب دعوة الداع اذا دعان هذا وعد او وعيد؟ وعد لا تظنن ان كل من دعا الله تحقق له هذا الوعد. بل هذا الوعد يكتنفه شروط لا بد من تحقيقها وموانع لابد من اجتنابها. فمن دعا الله وقد فاته شرط او دعا الله وقد وجد في حقه مانع فلو دعا من هنا الى قيام الساعة قد لا قد قد لا يستجاب له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام ان يستجاب ان معناها بعد. يعني بعد ان يستجاب. اي قد يستجاب ولكن الاستجابة بعيدة. لكن قد يستجيب الله لمن يأكل الحرام بسبب ضرورة او بسبب الحاح واستمرار في الدعاء. لكن الاصل ان استجابة الله لمثل هذا العبد الذي فاته في هذا الوعد شرط او وجد في حقه مانع انها بعيدة. فهي ليست مستحيلة لكنها بعيدة. هو لم يقل فلن استجاب له قال انى وفرق بين التعبيرين. وهذا ايضا من رحمة الله عز وجل فهو لم يقطع رجاء العاصي في الدعاء. وانما بين شؤم المعصية على الدعاء. فان كنت تريد الاستعجال في الاستجابة ابا فاترك هذا الذي صار سببا في التأخير او او الرد. وكذلك قد يدعو العبد ربه ببعض الدعوات ولكن هذه في ذاتها اثم فوجود الاثم في الدعاء مانع من موانع الاستجابة قد يدعو العبد وفي اثناء الدعاء يستعجل فيقول دعوت دعوت ولم ارى يستجب لي. فالاستعجال مانع من الموانع. عدم الاستجابة لله بفعل الاوامر واجتناب النواهي مانع. ولذلك قال بعد هذه الاية في اثناء قال فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي. فاعظم دواعي الاستجابة ان تستجيب لله. انت تريد ان يستجيب لك ان تستجيب له. كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل. اما ان تذكر يا ابن ادم حقك على الله عز وجل الذي اوجبه على نفسه تفضلا ولا تذكروا حقوق الله عليك ثم تريد ان يستجاب لك افهمتم هذا؟ فاذا وعد الله لا ينبغي ان يفهم مطلقا. وانما لابد ان تنظر في شروطه فتحققها. وفي موانعه فتجتنبها والا فمهما فعلت فانت لا تدخل في في هذا الوعد ولست ولست بمستحق له لا تدخل في هذا الوعد ولست بمستحق له. مغفرة الذنوب اياتها كثيرة. اليس كذلك هل مغفرة الذنوب تأتي هكذا او لها اسباب وشروط؟ لها اسباب وشروط وفيها موانع. لا بد ان تتوب حتى يكفر عنك، لا بد ان لابد ان تفعل شيئا من الطاعات التي اثبتت الادلة انها مكفرات ونحو ذلك. فاذا لا ينبغي للعبد ان ينظر الى مغفرة الله فيطمع قلبه في مغفرته وهو لم يحقق شرطا ولم يجتنب مانعا وكذلك الوعيد الوعيد ايات السخط ايات الغضب ايات اللعنة كلها وعيد. هذا الوعيد لا يستحقه الا من ثبتت فيه شروط استحقاقه وانتفت وانتفت موانعه. وانتفت موانعه كما كقول النبي صلى الله عليه وسلم اكثر عذاب القبر من البول هذا وعد ولا وعيد؟ وعيد. طيب من يستحق هذا الوعيد؟ هو من تساهل فيه هذا الامر فرفع ثيابه وسراويله قبل الاستنجاء والاستئمار الاستجمار وقطرات البول لا تزال تنتثر على ثيابه من ها هنا ها هنا يؤدي ذلك الى بطلان طهارته والى بطلان صلاته وعبادته المتساهل في مثل ذلك قد توفر فيه شرط الاستحقاق. كذلك ما وعد الله عز وجل به اصحاب الكبائر. وعد القاتل ببعض العذاب وعد الزاني ببعض العذاب وعد السارقة ببعض العذاب هذا العذاب في الاخرة مشروط بماذا؟ بشروط وفيه موانع من شروطه ان يموت مصرا عليه ومن موانعه التوبة. ومن موانعه قبول الشفاعة في صاحب الكبيرة يوم القيامة فمن قبل الله فيه الشفاعة من اصحاب الكبائر فقد وجد مانع من من نفوذ هذا الوعيد في حقه فاذا يا اخواني هذه قاعدة متفق عليها بين اهل السنة والجنة. ان وعد الله ووعيده لا ينبغي ان ينظر اليهما اطلاق بل لا بد ان ينظر لهما ها مستشعرا ان في كل واحد منهما شروطا لابد من تحقيقها وموانع لابد من اجتنابها والا فلست مستحقا للوعد ولست ناجيا من الوعيد ما دام ثمة شرط اختل او مانع وجد فان قلت وهل احد خالفنا في هذه القاعدة؟ فاقول نعم. خالفنا فيها طائفتان المرجئة والوعيدية من الخوارج والمعتزلة المرجئة والوعيدية من الخوارج والمعتزلة ماذا قال المرجئة المرجئة اوجب على الله عز وجل انفاذ وعده مطلقا بغض النظر عن الشروط والموانع. فهم يفهمون وعد الله على وجه الاطلاق غير مقيد بشيء فاذا هم يؤمنون بوعد الله لكنه الايمان المطلق غير مظبوط لا بشروط ولا بموانع ولذلك قالوا كل من فعل الذنوب والكبائر ومات على اصل الاسلام فسيثبت في حقه دخول الجنة الابتدائي من غير تعذيب ولا نار ان الله لان النبي قال من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة. ولم يقل ما لم يرتكب كبيرة ولم يفعل ولم يفعل خلاص تغلبوا نظرة الاطلاق على التقييد. فاصابوا في جانب واخطأوا في جانب. اصابوا في جانب الايمان بالوعد والتصديق به. لكن انهم اخطأوا في فهمه انه مطلق وليس بمقيد وقابلهم في ذلك ايش الوعيدية. ماذا قال الوعيدية؟ قالوا نؤمن بوعيد الله ولكنه ايضا مطلق ليس مضبوطا لا بشروط ولا بانتفاء موانع. ولذلك كل من مات زان فسيثبت فيه عقوبة الزاني وان شفع فيه من شفع يوم القيامة. بل لا تنفعه شفاعة الشافعي. كل من مات على ما على توعد الله فاعله بالعقوبة فسيثبت في حقه العقوبة. فيجيبون على الله عز وجل انفاذ وعيده ايجابا مطلقا فهؤلاء ايضا اصابوا في جانب انتم معي ولا لا؟ واخطأوا في جانب فاصابوا في جانب ماذا؟ الايمان احسنت الايمان والتصديق بوعيد الله لكنهم اخطأوا في ماذا؟ اخطأوا في فهمه انه وعيد مطلق غير مضبوط لا بشروط ولا بانتفاء موانع. طيب جاء اهل السنة وما ماذا قالوا امنوا بالوعد والوعيد امنوا بالوعد والوعيد ولكن لا على وجه الاطلاق وانما على وجه ماذا ها الشروط والموانع. فاذا وعد الله ليس مطلقا بل فيه شروط وموانع ونفوذ وعيد الله ليس مطلقا وانما فيه شروط موانع فان قلت ومن اين استفدت هذه القاعدة؟ من كلام الامام الطحاوي نقول اخذناها من قوله رحمه الله ونستغفر لمسيئهم. نستغفر ونخاف عليهم فقوله نستغفر لمسيئهم دليل على ان العبد وان مات من اهل الايمان على شيء من الذنوب. فالامام الطحاوي يقول لا نقنط من مغفرة الله له اذ قد يوجد شيء من استغفار المؤمنين فيكون حاجزا ومانعا من نفوذ وعيد الله فيه فلو كان الامام الطحاوي يفهم ما يفهمه الخوارج والمعتزلة لقال ان من مات من المؤمنين على معصية فاننا وان استغفرنا له وسألنا الله ان يمسح عنه اساءته فان ذلك غير نافع. اذ لابد من ان ينفذ فيه وعيد الله. فلما اثبت ان الاستغفار مانع من موانع نفوذ الوعيد علمنا ان ايش؟ مذهب اهل السنة مبني على ان الوعد والوعيد لا ينبغي فهمه مطلقا بل هما محاطان بشروط وموانع. فمن ثبتت في حقه شروط الوعد استحقه وان وجد فيه مانع من موانع الوعد حرمه وان وجدت شروط شروط الوعيد نفذ فيه. وان وجدت بعض موانع الوعيد نجا منه. هكذا مذهب اهل السنة والجماعة وقد بينت لكم وسطيتهم في هذا. جلسنا نصف ساعة طيب نكتفي بهذا القدر وبقية القواعد والتفاصيل الدرس القادم ان شاء الله والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد