هل يعقل ان الله الحكيم العليم الذي من على الانسان بالامانة فطرة ان ينزع الامانة من بالرجل بالنومة فقط لا وانما لاسباب سبقت لامور قد تقدمت منه ما شكر الله على الامانة فخانها المرة بعد المرة وصار غادرا المرة بعد مرة ولذلك يذهب اثر الامانة من قلبه. قال صلى الله عليه وسلم فيظل اثرها مثل الوقت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى اثرها مثل المجلي. الوقت اثر دحرجتي شوكولاتة على ثوبك فان الشوكولاتة يبقي اثرا على الثوب هذا يسمى الوقت ثم قال قال صلى الله عليه وسلم ينام النومة فتقبض فيبقى اثرها مثل المجل. المجل انتفاخة الجلد بسبب الحرارة اذا النبي صلى الله عليه وسلم يشبه ان الامانة لا تخرج دفعة واحدة وانما شيئا فشيئا بسبب ما يقوم في قلوب بعض الناس من الغدر والخيانة عياذا بالله تعالى. ثم مثل ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال كجمر دحرجته على رجلك فنفض. فنفط يعني انتفخ فتراه منتبرا يعني ظاهرا وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون. فلا يكاد احد يؤدي الامانة. فيقال ان في بني فلان رجلا امينا. ويقال للرجل ما عقله وما اظرفه وما اجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان رواه البخاري ومسلم. فهذا الحديث يبين لنا ان الناس لا يشكرون الله على الامانة ثم يضيعونها حتى لا يكاد انسان يثق باحد ثم للرجل الفاجر الغادر الخاين ما اعقله وما اظرفه وما اجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان. هذا دليل على وجوب الحذر من الخيانة فانها المرة بعد المرة تسبب الى ذهاب الايمان وذهاب الامانة من القلوب عياذا بالله. ومن اسباب ذهاب الامانة من القلب الكفر والشرك والنفاق والبدعة والمعاصي. قال عن بسة ابن سعيد الكلاعي رحمه الله تعالى ما ابتدع رجل بدعة الا غل صدره على المسلمين. واختلجت منه واختلجت منه الامانة اي اخذت منه الامانة. وهذا الاثر من هذا التابعي فيه دلالة ظاهرة على ان سبب من اسباب ذهاب الامانة من القلب. ولهذا نجد في المبتدعة من لا عنده الامانة العلمية. يلوي السنة النصوص ويزيد وينقص لاجل ان يوافق ذلك هواه ولهذا ينبغي علينا ان نحذر من ضياع الامانة وان نحذر من الخيانة. يقول الله عز وجل مخاطبا المؤمنين يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون. قال جعفر ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه لملك الحبشة مبينا عظمة هذا الدين ومبانيها المتينة ايها الملك كنا قوما اهل جاهلية. نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش. ونقطع ارحام ونسيء الجوار. يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه. فدعانا الى الله ونعبده ونخلع ما كنا نعبد ونخلع ما كنا نعبد نحن واباؤنا من دونه من الحجارة والاوثان وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكرم مال اليتيم وقذف المحصنة وامرنا ان نعبد الله وحده لا نشركه شيئا. وامرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قال فعدد عليه امور الاسلام فصدقناه به واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا. وحرمنا ما حرم علينا واحللنا ما احل لنا الى اخره. رواه الامام احمد في مسنده. وابن خزيمة في صحيحه. ولو تأملت ان ما ذكره جعفر بن ابي طالب في مجتمعاتنا اليوم لا نكاد نجد كثيرا من هذه الاصول والمباني منطبقة ولا موجودة ولا حول ولا قوة الا بالله. وقال ابو سفيان وهو يومئذ مشرك لم من بعد لهرقل عظيم الروم يصف النبي صلى الله عليه وسلم. لنتأمل وصف رجل كان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم عند ملك الروم يقول يأمرنا ان نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد اباؤنا ويامرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد واداء الامانة. رواه البخاري