السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخواني واخواتي حياكم الله وبياكم وسنبدأ معكم باذن الله تعالى في سلسلة جديدة بعنوان نصرة للشريعة نصرة للشريعة هذه السلسلة هي صوت من الاصوات المنادية لاخواني العاملين للاسلام في البلدان التي سقطت فيها الانظمة. فاعطوا فيها فرصة لقيادة الشعوب. عن ايها العاملون للاسلام احذروا من الانزلاق وتقديم التنازلات. وكذلك هي صوت ام ايتها الشعوب الاسلامية؟ الاسلام لم يدخل المعركة بعد في كثير من الساحات التي ينادى فيها بطروحات يقال انها اسلامية. فاذا ما اخفق الاسلاميون في محاولاتهم لانقاذكم فلا تقولوا جربنا الاسلام في فيما جربنا ولم ينفعنا فكثير من هذا الذي ترون ليس تمثيلا صحيحا للاسلام. واخفاقه ليس اخفاقا للاسلام. دفعني الى البدء في هذه السلسلة ما نسمعه بعض العاملين للاسلام هدانا الله واياهم من انهم ان وصلوا الى الحكم فلن يفرضوا احكام الشريعة دفعة واحدة بل سيتدرجون في تطبيقها وهذا الظن ان لانسان ان يتدرج في تطبيق الشريعة مما لا نرتضيه لمسلم ان يعتقده فضلا عن ان يكون به العاملون للاسلام. لذا فهذه مناصحة لاخواني اسأل الله تعالى ان يهدينا فيها الى الصواب وان يأخذ بنواصينا الى الحق اخذا رفيقا. وكون الموضوع متشعبا جدا فان ساعالج في كل حلقة نقطة واحدة باذن الله. واتوقع ان تطول السلسلة لكنها نافعة باذن الله. فلن يجد القارئ او السامع مبحثا متكاملا في كل حلقة على حدة ولابد ان تثار لديه اسئلة كثيرة لكن كل ما يثار عادة سيتم الاجابة عنه في حلقات اخرى باذن الله تعالى ابدأ بالنقطة الاولى. النقطة الاولى. الذين يقولون بالتدرج في تطبيق الشريعة من حججهم انه لابد بداية من القضاء على الفقر والبطالة والفساد وانعدام الامن. يقولون اطعم الناس ووفر لهم الامن ثم طبق الشريعة. هذا الطرح مدخل بالجراح والتناقضات. فاولا كمسلمين نؤمن بان الفقر والبطالة والفساد هذه كلها من نتائج تغييب الشريعة. قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. من معاني الفساد كما ذكر المفسرون قلة البركة وضيق العيش وكساد السلع وغلاء الاسعار. ما المطلوب اذا حتى يرفع هذا الفساد؟ لعلهم يرجعون اي الى شريعة الله تعالى كاملة عقيدة وتطبيقا ومنهجا وقال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. وتغيب شريعة الله تعالى من الكفر بانعمه. يتقلب العبد في نعم الله ثم لا ينصاع لامر ويطبق غير شريعته. هذا هو سبب الخوف والجوع. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي اخرجه ابن ماجة والحاكم والبزار والمنذري وغيرهم لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا فشافيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن مضت في اسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان الا اخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة اموالهم الا منعوا قطر من السماء. ولولا البهائم ولم يقضوا عهد الله وعهد رسوله الا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فاخذوا بعض ما كان في ايديهم. وما لم تحكم ائمة بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما انزل الله الا جعل الله بأسهم بينهم. انظر الى الحال الموصوفة في هذا الحديث. كلها اشكال من تعطيل الشريعة ظهور الفاحشة من نتائج تعطيل حد الزنا. والسماح بما يسمى بالحريات الشخصية. ومنع الزكاة لان الدولة ليست اسلامية تفرض الزكاة على من تجب عليه. نقض عهد الله وعهد رسوله اوضح اشكاله ترك تطبيق الشريعة بشموليتها. ثم نص النبي صلى الله عليه وسلم على الحكم نصا قال وما لم تحكم ائمتهم بكتاب الله. هذه المقدمات كلها هي من اشكال تعطيل الشريعة. ما نتائجها؟ الامراض والسلطان يعني الديكتاتورية منع المطر احتلال البلاد وضياع الثروات ان يكون بأس المسلمين بينهم يعني الخوف والحروج وقطع الطرق وضياع الامن هذه كلها نتائج تعطيل الشريعة. ما نعانيه اليوم هو من تعطيل الشريعة. وهؤلاء يقولون ابق الشريعة معطلة الى ان نتخلص من الفقر والفساد وانعدام الامن. يريدون مداواة المرض بسببه. في حديث اذا تبايعتم بالعينة الذي نعرفه كلنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم في اخره سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم. هذا هو الحل. ان نرجع الى ديننا. ان نرجع الى شريعتنا. والا سنبقى ندور في حلقة مفرغة نريد علاج مشاكلنا بما يزيد هذه المشاكل كالمستجير من الرمضاء بالنار. ما الحل؟ الحل في اقامة شريعة الله. قال الله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وقال تعالى ولو ان اهل الكتاب ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولا ادخلناهم جنات النعيم. ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم اما يعملون. فاذا كنا نريد القضاء على الفقر والبطالة والفساد والخوف والفوضى فليس لنا الا شريعة الله تعالى. والا في السراب والركب الجزرة المربوطة بالعصا. الخلاصة لن تحل مشاكل المجتمع قبل تطبيق الشريعة. والى لفتة اخرى في الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته