السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي الكرام. ما زلنا في سلسلة نصرة للشريعة. في الحلقة الماضية ذكرنا فوائد من حديث معاذ رضي الله عنه اليوم نحن مع فائدة مهمة جدا. المتابع لهذه الحلقات عندما يسمع اننا نطالب الاسلاميين بعدم تقديم التنازلات عن شيء من قد يظن اننا نطالبهم بان يخرجوا على الناس ويقولوا لهم نحن اذا حكمناكم فسنفرض الحجاب على النساء ونمنع الخمر ونقطع يد السارق ونجلد الزاني. في الواقع نحن نحذر اخواننا اصحاب المشروع الاسلامي من ان يجروا الى نقاش الفرعيات بدلا من الاصوليات. من ان جروا الى نقاش الاحكام بدلا من بيان العقيدة. نحن كاصحاب مشروع اسلامي لسنا مكلفين الان ان نرد على توجسات الناس حتى نقنعهم باختيار الشريعة. قضيتنا الكبرى الان هي ان نبين للناس انهم عباد لله وحده. لا تحرر لهم الا اذا عبدوا الله وحده. وهذه العبادة لا تتحقق الا بتطبيق الشريعة بمفهومها الشامل. قضيتنا الكبرى هي ان نبين للناس انه لا يصح اسلامهم الا اذا خضعوا لشريعة وان قبول الاحتكام الى غير الله شرك اكبر. نحن اذا اغرقنا في الحديث عن تفاصيل الشريعة وفي الدفاع امام العلمانيين عن نظام العقوبات الاسلامية مية مثلا اذا استطردنا في الحديث عن الحلول التي تقدمها الشريعة لمشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية فاننا نضيع قضية العبودية لاننا سنبدو حينئذ كتاجر يروج سلعته ويحاول اقناع الزبائن بميزاتها او الدفاع عن عيوبها. كاننا نكرس لدى الناس مفهوم ان الشريعة خيار من الخيارات المطروحة يمكن مقارنته بالخيارات الاخرى بناء على ميزاتها الدنيوية. بينما علينا في ان نقول للناس الستم مؤمنين بالله تعالى؟ فليس لكم حينئذ الا قوله تعالى. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فايتها الشعوب الشريعة لا غنى عنها ولا خيار غيرها. نحن لا نبيع سلعة لنجد مضطرين ان نبين لزبائننا ما فيها حتى يشتروها على نور. ولا يقول لاحقا اننا خدعناهم. نحن بالمناداة بالشريعة نطالب الشعوب ان تلتزم بتبعات لا اله الا الله التي نطقت بها. والتي تعني الرضا بالله عز وجل. ربا وشرعا وحاكما فلا ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما سلموا تسليما. نحن لسنا في مأزق حتى ندافع عن طرحنا. بل الذي يدعي الاسلام ثم يرفض الشريعة هو الذي في مأزق الازدواجية والنفاق والتناقض هذه الفائدة من حديث معاذ رضي الله عنه نفهمها من انه عليه الصلاة والسلام لم يوجه معاذا ان يعرض تكاليف الشريعة كاملة على اهل اليمن ليدرسوها كخيار ويقارنوها بالخيارات الاخرى ثم يقبلوها او يرفضوها. ان اهل اليمن عندما يشهدون الشهادتين فليس من ثم الا الخضوع والتنفيذ. اذا اخواني نقطة مهمة جدا لا ينبغي استخدام الحلول التي تقدمها الشريعة للمشاكل والرفاهية التي تحققها للمجتمعات كميزة تسويقية للشريعة. هذه انما هي بركات وهدايا تأتي تبعا لتطبيق الشريعة بصدق واخلاص ميزة الشريعة انها دين الله تعالى. الله الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء. هل العلمانيون يخلقون او يرزقون او يميتون او يحيون؟ هل البرلمانات تفعل من ذلك شيئا فكيف يشرعون؟ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من سبحانه وتعالى عما يشركون. ثم هنا مسألة مهمة جدا. نحن ان نادينا بتطبيق الشريعة على اعتبار انها تحل مشاكل المجتمع وتحقق الرفاهة الدنيوية. اذا استجاب الناس لدعوتنا هذه وقبلوا بتطبيق الشريعة على هذا الاساس. هل نكون قد حققنا المقصود ابدا ابدا فالمقصود من تطبيق الشريعة المقصود من تطبيق الشريعة هو العبودية لله تعالى فان اختارتها الشعوب لميزاتها الدنيوية فانها لا تحقق معنى العبودية. مرة اخرى اذا اختارت الشعوب تطبيق الشريعة بناء على المصالح الدنيوية وان الشريعة ستحل المشاكل وتحقق الرفاه فان الشعوب حينئذ لم تحقق معنى العبودية بتطبيق الشريعة. ولم تحقق المقصود. ثم ان اختيار تطبيق الشريعة بصدق في بلد ما يتوقع ان يعقبه فترة من التضحيات امام اعدائها في العالم. وهي فترة كفيلة بان تجعل من اختار الشريعة للدنيا على عقبيه. اخواني هذا دين الله عز وجل. اجل من ان يعرض على الرف مع غيره ويعدل فيه لواثق اهواء الزبائن. في هذه السلسلة سابين باذن الله تعالى. انه ليس هناك شيء من الشريعة نستحي منه. بل والله كل جانب منها بحد ذاته مفخرة نرفع بها رؤوسنا وباذن الله سابين جمال نظام العقوبات الاسلامية ورحمته. نظام العقوبات؟ نعم نظام العقوبات. لكن علينا ان نعلم ان هذا كله ليس ما نقنع به الشعوب. لا ان نعرض هذه المفاضلة على انها ميزتنا التسويقية لتسويق الشريعة. نقارن شريعة الله عز وجل بحثالات افكار واضعي القوانين وضعية الوضيعة؟ الم تر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصى؟ انما ميزة الشريعة انها دين الله اتغير الله يبتغي كما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. طيب اذا سألك المماحك حول نظام العقوبات مثلا. ماذا تفعلون بمن يخالف الشريعة؟ يقال له ولماذا يخالفها من يسأل سؤالا كهذا فهو دلالة ابطال سوء. لانه يريد مخالفة احكام الله. فلماذا يخالفها ابتداء؟ اخواني الذين كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام ما كانوا يسألونه ماذا ستفعل بنا ان خالفنا اوامر الشريعة؟ بين لنا قبل ان نبايعك لانهم يعلمون ان هذا سؤال لا اسأل بل هو يدل على عدم الجدية في المبايعة على الاسلام. ونحن يراد لنا من مناوئي الشريعة ان نغرق في الردود على الشبهات المثارة عن الشريعة ونلتهي عن طرح ميزتها العظمى الا وهي انها شريعة الله خالق الانسان والاعلم بما يصلح له ويصلحه. هذه هي الميزة التي جعلوا قضيتنا هي الوحيدة الرابحة والتي ينبغي ان نركز عليها. اذا عند الحديث عن الشريعة كنظام يجب ان تحتكم اليه الشعوب الاسلامية علينا ان ننتبه الى عدم الانشغال بالدفاع عن جزئيات الشريعة امام الشبهات. قد تقول لكن المعارضين للشريعة سيتهموننا حين فإذا بأننا نخبئ اجندة سرية. ايها الاحبة المعارضون للشريعة لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم. ان رفضنا الانشغال بالردود وركزنا على العبودية سيقولون اجندة سرية والذي يرد على الشبهات يجادلونه فيها جدالا يضيع قضية العبودية. والذي يعدهم باحترام رغباتهم حال استيلاء الحكم سيقولون انه يبطل غدرا. فيدعي احترام قواعد اللعبة الديموقراطية لكنه سينقلب عليها اذا موكل. ولن يرضوا عن احد حتى يتبع عملتهم فلنلزم الحق لنكسب معية الله عز وجل. خلاصة الحلقة الشريعة ليست خيارا يقارن بالانظمة الوضعية. وميزتها هي انها دين الله خالقنا ورازقنا ومميتنا ومحيينا. والى لقاء في الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته