من المثال العقلي خير شاهد على ذلك ليتأمل العاصي حال نفسه لو دخل بيت ملك من ملوك الدنيا هل صيام جهده في الافساد والمعاصي او يعمل جهده في اظهار حسن الحال سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله مسألة مهمة جدا ان الانسان يدرك ان العاصي نقصان عقله في معصيته لربه وما ذكره المصنف في بيت الملك ورعاية الملك لو ان الانسان فكر هذا التفكير يدرك تمام الادراك ان العاصي حصل نقصان في عقله فعصى ربه والا فكيف يعصي ربه وهو في قبضته في داره فوق ارضه تحت سمائه في مرأى من عينه الانسان لا يعصي لا يعصي امام ابيه من يجرؤ من العقلاء فضلا عن المسلمين من يجرى من العقلاء فظلا عن المسلمين ان يجني امام ابيه وامام امه. الكفار ما يجرؤون لماذا لا يجرؤون؟ لانهم يرون شناعة هذا الفعل من يسرق امام ابيه وامه لا احد بل الناس اليوم لا يسرقون امام الكاميرات طيب اذا كان الناس لا يفعلون الذنوب والمعاصي امام محبيهم وامام كبارهم فندرك ان العاصي نقص عقله اذ عصى ربه. وهذا ظاهر والا فاين عقله فاين عقله؟ اذا اثر لذة ساعة لذة على طاعة الله عز وجل على قرة العين على روح رضا الله وحبه المعاصي تؤثر على عقل البصيرة والادراك وتؤثر على العقل المعيشي فصاحب الذنوب والمعاصي كلما افرط في ذنوبه ومعاصيه كلما ضيع بمقدار ذلك حتى دنياه فمثلا الذي يسكر كثيرا يضيع ماله وعقله ويضيع عليه معاشه وربما يفصل من وظيفة الذي يسرق ربما يسجن ان لم يقطع يده فضاع عقله ولم يمتثل امر ربه وضيع الدنيا وهكذا يتأمل الانسان في هذا الحال مثلا الانسان الذي يعاكس النساء عياذا بالله كم ساعة يجلس في السوق مثلا ينظر الى هذه وتلك حتى مثل الذئاب التي تنظر الى النعاج الذاهبة والايبة حتى يجد نعجة يلائمه يتعب وينصب ويضيع اوقاته وعمره. فضلا عن ما له. في النظر الذي لا ينفع بل ويضر دنياه في المكالمات في الرسائل يشوش عليه فكرة يصبح لا يعرف حتى كيف يحصل معاشه ذلك يقول ما انقص عقل من باع الدر بالبعر لو اعطينا ياقوت الماس لانسان وقلنا اذهب او حافظ على هذه فراح وباعها بالبعر. شو نقول عنه؟ نقول عنه مجنون طيب والذي يبيع لذة الطاعة والعبادة لذة المباحات بالمحرمات اشبه المجنون فما انقص عقل من باع الدرة بالبعر والمسك بالرجيع سبحان الله العظيم ثم مع هذا كله غير الرفقة لن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين سيكون مع من روحي طبلي مع الفاسقين ان كان زانيا فمع الزنا كان سارقا فمع اللصوص ان كان مغتابا فمع المغتابين ان كان كذابا فمع كذابين وان كان مرابيا ففي نهر الدم مع المرابي الذي يستبدل هذا الحال يدل على نقصان العقل نسأل الله ان يحفظنا واياكم بحفظه ومن هنا ندرك لماذا قال عز وجل عن العاصين انهم يرتكبون الذنب بجهالة انما التوبة على الله للذين يعملون شو ها ها بالجهاد ما في اجهل من المذنب يجهل هذه الامور فيرتكب السوء ويرتكب الذنوب والمعاصي. والا لو عنده عقل يعلم ويتذكر قد يعلم قد يكون عنده علم لكن علم لاحظ يسمى علم بالمسألة لا علم بالحال علم بالحكم لا علم بالمآل حصل عنده غفلة ولذلك ارتكب المحرم نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل