الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول يتناقلون البعض رسالة مفادها قول الله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى. يقول جاء النهي عن العبوس في وجه الاعمى وهو لا يرى. فكيف بمن يرى تبسموا لمن لكم في الحياة قصيرة فهل هذا صحيح لا بأس بهذا الكلام ان شاء الله. لانه يتضمن تحقيق مقصود من مقاصد الشارع. وهو بعث الالفة والمحبة توادد والاخاء وتقوية اواصر الاخوة الدينية الايمانية. فان الابتسامة فان تبسم المسلم لاخيه المسلم يحقق هذا المقصود الشرعي وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم لن تسعوا الناس باموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق رواه الامام مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق رواه الامام الحاكم والبيهقي في شعب الايمان. وفي الحديث عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت. ولا رآني الا تبسم في وجهي. وهذا الحديث رواه الامام البخاري. ويقول صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه اخيك صدقة. تبسمك في وجه اخيك صدقة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم من اكثر الناس تبسما وكان ضحكه تبسما. وكان يضحك حتى تبدو نواجذه صلى الله عليه وسلم فهذا من باب الاناث وانبساط النفوس وانشراح الخواطر وتقوية اواصر الالفة فلا حرج في هذا التعبير وارى انها رسالة صحيحة وذلك لا وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم عبس في وجه من جاءه وهو اعمى لاشتغاله بدعوة بعض كبراء وصناديد قريش. فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن العبوس في وجه من اراد من جاء يسعى وهو يخشى بحجة الاشتغال بغيره. وهذا من المواضع التي عاتب فيها الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم. فاذا كان قد عاتبه ونهاه عن ذلك فيكون هذا من الاحكام الثابتة في حقه صلى الله عليه وسلم. والمتقرر عند العلماء الله تعالى ان كل حكم ثبت في حقه صلى الله عليه وسلم فانه يثبت في حق امته تبعا الا بدليل الاختصاص ان الاصل في التشريع التعميم فاذا كان منهيا عن العبوس في وجه الانسان وهو اعمى فيكون امته كذلك اقتداء به ولقد قال الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فلا ارى حرجا في ارسال هذه الرسالة لما تتضمنه من تحقيق مبدأ من مبادئ الشرع وقاعدة من قواعده وهي تقوية اواصل الاخوة الدينية الايمانية والله اعلم