الا في سبيل المجد ما انا فاعل عفاف واقدام وحزم قنائل واني وان كنت الاخير زمانه لاثم بما لم تستطعه الاوائل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. سلام من الله عليكم. وتحية مني اليكم واهلا بكم مع حلقة او في حلقة جديدة مع نابغة اخر من نوابغ الشعراء انه فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة ابو العلاء المعري الشاعر الكفيف الذي اتعب المبصرين بعبقريته بذكائه بسعة اطلاعه باحساسه بادراكه بعلمه بمعرفته هو احمد بن عبدالله ابن سليمان التنوخي المعري شاعر فيلسوف ولدا ومات في معرة النعمان في بلاد الشام كان نحيف الجسم اصيب بالجدري صغيرا فعمي في السنة الرابعة من عمره وقال الشعر وهو ابن احدى عشرة سنة ورحل الى بغداد سنة تلاتمية وتمانة وتسعين لانه ولد سنة تلاتمية وتمانة وستين ويعني في بعد منتصف القرن الرابع آآ للهجرة وتوفي في منتصف القرن الخامس للهجرة بعد ان رحل الى بغداد اقام بها سنة وسبعة اشهر وآآ هناك لقي ما لقي ليعود الى معرة النعمان ولا يخرج منها بل لا يخرج من بيته قط طبعا هو من بيت علم كبير آآ ابوه كان شيخا ولما مات وقف على قبره زهاء ثمانين شاعرا يرسون خلف ابو العلاء ثلاثة دواوين من الشعر عظيمة. الاول لزوم ما لا يلزم. واو اللزوميات طبعا سماه لزوم فلا يلزم لانه التزم في قافيته حرفين لا حرفا واحدا يعني عنده دائما التزام بحرفين او اكثر هذا ما جعله يسميه باللزوميات. واما الديوان الثاني فسماه سقط الزند واما الثالث فهو ضوء السقط وقد ترجم الكثير من اشعاره الى غير العربية. على انه لم يكتفي بالشعر فقد خلف في دنيا النثر ما لا يقل قيمة ادبية وعلمية عما الفه في الشعر. وكلنا يسمع ويعرف بعضنا يعرف تماما رسالته العظيمة رسالة الغفران التي صور فيها رحلة للعالم العلوي وصور وقوفه على النعيم والجحيم واسقط عليها اسقاط ادبية بحسب آآ رأيه في الشعراء. على كل ان اخوض فيها لانها تحتاج الى حلقة كاملة في الواقع. وله آآ آآ من من كتب النثر آآ الصاهل والشاحج وله تاج الحرة وله الايك والغصون وله كتاب الوليد شرح به وشرح به ونقذ ديوان البحتري وقد نشرت الكثير من كتبه وبعض ما زالت طي المخطوطات بل بعضها لم يعثر عليه بعد. ولعل من اعظم شروحه دواوين الشعراء شرح ديوان المتنبي. وقد سماه معجز احمد. وقد الف الكثير عن ابي علاء المعري الف طه حسين ذكرى ابي العلاء والف سامي الكيادي ابو العلاء المعري. واحتفل به في مؤتمرات ونذواتن وكتبت عنه بحوث ومقالات لا تحصى. اول ما نقف مع ابي العلاء على ملامح من عبقرية هذا الرجل التي تبدت مذ كان صغيرا. وآآ اكتفي منها ثلاثة اخبار ايها الاخوة الكرام. الخبر الاول ذاك الذي يقول انه آآ تعثر برجل احدهم ولعل ذلك كان في مجلس الشريف المرتضى فقال له هذا الذي تعثر برجله يا كلب البعيد يعني اعزكم الله قال ابو العلاء الكلب من لا يحفظ للكلب سبعين اسما وسردها له الكلب من لا يحفظ للكلب سبعين اسما. جاء السيوطي بعده بقرون فنظم منظومة سماها التبري من معرة المعري التبري من معرة المعري نظم فيها اسماء الكلب كي يبعد عنا وعنه هذه المعرة لانه لان هذه المعرة يعني شملت كل الناس فيما يبدو لانه من من يحفظ للكلب سبعين هذا شيء يعني من العنت الخبر الثاني انه لما دخل لما جلس في مجلس الشريف المرتضى في بغداد هذه في رحلته التي ذكرناها في ترجمة يبدو ان الشريف المرتضى لم يكن يحب المتنبي اما ابو العلاء فكان معجبا به ابلغ الاعجاب. لذلك لما غمز الشريف المرتضى من قناة المتنبي يعني ذكره بما يسوء قاطعه ابو العلاء وقال لو لم يكن للمتنبي الا قصيدته التي يقول في وعيها لك يا منازل في القلوب منازل اقفرت انت وهن منك اواهل لكفاه. فاذا الشريف المرتضى يغضب اشد الغضب ويقول اخرجوا هذا الاعمى. اخرجوه ويعني استغرب الناس طبعا اخرجوه. فلما عادوا وهم يعني في اشد آآ حالات الاستغراب والعجب مما فعله شيخهم الشريف قال والله لقد استعرضت هذه القصيدة فلم اجدها من احسن شعر المتنبي ولكن فيها بيتا هو بيت القصيد هو الذي اراده هذا الاعمى. اراد في هذه القصيدة قول المتنبي واذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل فعلمت انه يشتمني مني في مجلسي ولهذا اخرجته واما الخبر الثالث الذي يدل على عبقريته وقوة حافظته هو ما رووا من انه كان له جار فارسي سافر جاره واذا برجل من اقاربه يأتي آآ لزيارته فلما لم يجده تأسست تأثر غاية التأثر. فأشار اليه ابو العلاء ان آآ يعني آآ ماذا تريد؟ فتكلم بالفارسية بان آآ كلاما لم يفهمه ابو العلاء ولكنه حفظه. فلما جاء جاره قال جاء جاءك ضيف. وقد قال كذا وكذا وكذا وهو لا يعلم معنى الكلام فاذا بالفارسي يلطم وجهه ويبكي اشد البكاء فقال ابو العلاء مالك قال والله لقد بلغني ان ابي قد مات ومات معه بعض اخوتي في حادث آآ اليم وآآ آآ اعلن يعني الحزن الشديد وبدا عليه الحزن الشديد. فانظر يا رعاك الله الى حفزه لي ثامن من لغة لا يعرف عنها شيئا. هذا من اعجب العجب. ولابد لي ان اتوقف عند اه بعض فلسفة هذا الشاعر وهو شاعر فلاسفة وفلسوف الشعراء اخذ نفسه بفلسفة آآ تشاؤمية آآ شديدة الوطأة فهو اولا رهيب الحبسين. كما اطلق على نفسه وفي هذا ما هما المحبسين المحبسين هو حبس العمى وحبس البيت الذي اغلقه على نفسه فلم يخرج منه الا الى القبر. حبس نفسه في بيته بعد ان عاد من رحلته الوحيدة الى بغداد. وفي هذا يقول وهو يزيد في محابسه فيقول انها ثلاثة يقول في الثلاثة من سجوني فلا تسأل عن الخبر النبيث لفقدي ناظري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث. والعياذ بالله واما الفلسفة الاخرى التي اخذ بها نفسه فهو انه لم يكن يقرب اللحم. لا يأكل اللحم ابدا. حتى انه مرض مرة فوصف له الطبيب الفروج دجاج فلما جيء به لمسه بيده وقال استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الاسد يعني يتقوى عالاسد الاسد. فما اراد ابدا ما ما قارب اللحم في في حياته وقيل انه قال ما اريد اصلاح نفسي بافساد هذا ولم يتناوله واما الاخيرة فهو انه اوصى ان يكتب على قبره هذا جناه ابي علي ما جنيت على احد فهو لن يتزوج ولم يعقب واعتبر ان وجوده جناية من رحمه الله ورحم اباه فقد اهدى للبرية عبقريا من عباقرة الشعر والفلسفة والحكمة والعلم من الناس من لفظه لؤلؤ يبادره اللقط اذ يلفظ وبعضهم قوله كالحصاد يقال فيلغى ولا يحفظ ومن ذلك قوله يسوسون الامور بغير عقل فينفذ امرهم ويقال ساسة فاف من الحياة واف مني ومن زمن رئاسته خساسة وما اعلم ان هناك آآ بيتين يماثلان هذين البيتين في فضح آآ فساد بعض الساسة ومن ذلك قوله الذي بدأت به حلقتي في هذا اليوم وهو واني وان كنت الاخيرة زمانه لات بما لم تستطعه الاوائل. وقد روي ان طفلا صغيرا قال لابي العلاء ان الاوائل قد جعلوا حروف العربية تسعة وعشرين حرفا. فهلا زدت فيها حرف فافحم طبعا هذه رواية والله اعلم بها لكن هذه القصيدة في الواقع من غرر قصائده وهو يقول في مطلعها الا في سبيل المجد ما انا فاعل عفاف واقدام وحزم ونائل النائل هو العطايا. فقد وصف نفسه بالعفاف بالشجاعة الاقدام بالحزم وهو في الرأي وبالكرم في النهاية النائل هو الكرم. ثم يقول اعندي اعندي وقد مارست كل حقيقة يصدق واش او سائل يصف نفسه بطول التجربة وبانه لا يمكن ان يخدع ثم يقول تعد ذنوبي عند قوم كثيرة ولا ذنب لي الا العلا والفواضل يعني يتحدث الناس عن ذنوبي مع انه لا ذنب لي الا انني ابتغي العلا وانني الفواضل. كاني اذا قلت الزمان واهله رجعت وعندي للانام طوائف وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم باخفاء شمس ضوئها متكامل. هنا يتحدث عن عن الحساد الذين يحاولون ان يطفئوا آآ نوره وان يغيبوا ذكره. يقول لهم باخفاء شمس ضوئها متكامل. يهم الليالي بعض ما انا مدمر. ويثقل وبعض ما انا حامل يقول انما اضمره يجعل الليالي فيهم ان الهم الذي احمله يهم حتى الليالي الايام وهذا مبالغة فيما يحمل من هم. ثم يقول ويحمل ويثقل رضوى. رضوى هو جبل معروف يثقله يقول ما انا حامل. فاذا هو ما يحمله من اه الهموم ومن ومن المعارف يثقل الجبل المعروف رضوى. وان كان في لبس الفتى شرف له فما السيف الا غنده والحمائل ثم ينتقل الى فكرة عجيبة عظيمة. يقول ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا تجاهلت حتى اني جاهل على ما قال الاخر ليس الغبي سيدا في قومه لكن سيد قومه المتغابي يضطر يعني وهو في غاية النباهة. وهو في غاية العلم والذكاء والعبقرية ان يبدو وكانه جاهل ليساير من حوله من الجهلة. فوعجبا لم يدع الفضل ناقص وواسفا. كم يظهر النقص فاضل؟ مقابلة عجيبة. بعض اهل الفضل يدعون النقص وبعض اهل النقص يدعون الفضل وكيف تنام الطير في وكناتها وتحصد اسحاري علي الاصائل ثم يقول وطال اعترافي بالزمان واهله فلست ابالي من تغول الغوائل الى ان يصل الى بيت القصيد واني وان كنت الاخير زمانه لات بما لم تستطعه الاوائل. ويتابع في هذا المقطع بفخر عجيب يقول فيه ولي منطق لم يرض لي كونه منزلي على انني فوق السماكين نازل والسماكان نجمان في السماء. والحق اني لا اريد ان اترك ان ادع هذه القصيدة الا بعد ذكر ابيات فيها سارت ايضا مسير الامثال. وهو يقارن فيها مقارنة عجيبة يقول اذا وصف الطائي بالبخل مادر وعير قسا بالفهاهة باقل الطائي هو حاتم اكرم العرب. ومادر هو ابخل العرب. فاذا وصف الطائي اذا اذا مادر البخيل وقف وصفحات حاتما بالبخل وعير قسا وقص هذا هو اكثر العرب فصاحة وبيانا وخطابة. عيره من باق وهو اعيا العرب يعني الاقل يعير الاعظم باعظم ما عنده من عبقرية. وقال سهى والسهى نجم ضئيل جدا. وقال سهى للشمس انت خفية. وقالت دجى يا يا صبح لونك حائل تصوروا ان الدجى الليل المظلم يقول للصبح لونك حائل مو عاجبني. وطاولت الارض السماء سفاهة الحصى والجنادل يعني ان الارض تريد ان تطاول السماء والحصى والجنادل تفاخر ماذا تفاخر الشهب ايضا في السماء اذا حصل ذلك يقول فيا موت زر ان الحياة ذميمة ويا نفس جدي ان دهرك هازل. اذا حصل كل ذلك فالموت خير لي وباطن الارض خير من ظاهرها واما القصيدة التي اريد ان اختم بها حلقتي مع ابي العلاء فهي تلك التي منها هذا البيت المشهور تعب كلها الحياة فما اعجب الا من راغب في ازديادي وهو من قصيدة يرثي بها احد الفقهاء. يقول في مطلعها غير مجد في ملة واعتقادي لوح باك ولا ترن مشادي. يعني لوح الباكي على الميت وترنم الشادي بالمولود نفس الشيء لذلك يقول وشبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل نادي. هذه من التشاؤمية يسوي بين المولود والميت. هذا مقبل وهذا مدبر. يقول صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل نادي ابكت تلكم الحمامة ام غنت على على فرع غصنها الميادي هذا الهديل في الحمام يا ترى بكاء غناء صاحي هذه قبورنا تملأ الرحم. فاين القبور من عهد عادي خفف الوطأة ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد. يعني الارض التي نمشي عليها كلها اجساد. اديموا الارض هذا عبارة عن اجساد توالت وقبيح بنا وان قدم العهد هو ان الاباء والاجداد. خفف الوطء يعني انت اتقوا على ابائك واجدادك وقبيح بنا هوان الاباء والاجداد. ثم يقول سر ان اسطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد. هنا موعظة جليلة لكي يعني آآ يخفف المرء من كبريائه ومن غروره فالحياة لا تستأهل كل هذا. ثم يقول رب لحد قد صار لحدا مرارا ضاحكا من تزاحم الاجداد. يعني هذا القبر هو قبر للكثيرين تزاحمت عليه الاضضاد دفن فيه الغني والفقير الامير والحقير ودفن فيه ما لا نعلم من الناس. ويتابع بقوله ودفين اي كم دفين على اه يا دفين في طويل الازمان والاباد. سم يقول مخاطبا القارئ فاسأل الفرقدين عمن احس من قبيل وانس من بلاد اسأل النجمين عن ما تقلب عليهما في البلاد والعباد. ان حزنا في ساعة الموت اضعاف سرور في ساعة الميلاد خلق الناس للبقاء فضلت امة يحسبونهم للنفاد. وبرأي هذا البيت يعني فيه اعلان لايمانه عكس ما يتهم به ابو العلاء. فيقول خلق للبقاء اي للخلود. فظلت امة يحسبونهم للنفاذ ضل من يحسب ان هذه الحياة لا حياة بعدها سم يقول وهذا ايضا يشير الى ايمانه انما ينقلون من دار اعمال الى دار شقوة اورشات ينقلون من دار الدنيا التي هي اعمال آآ تهيئ لدار اما دار شقاء او دار سعادة ونعيم جعلنا الله واياكم من اهل السعادة والنعيم. وهنا تنتهي حلقتنا لهذا اليوم والى حلقة مقبلة. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته