هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ايها الاخوة المستمعون الكرام كان الحديث في الحلقة الماضية حول التنوع الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولعلكم تبدأون شيخ عبد الكريم اه وتكملون ما بدأتم به حول ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من التقلب في انواع العبادات في رمضان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اشرنا في حلقة سابقة لتنوع العبادات انها من بنعم الله جل وعلا على هذه الامة آآ لان في هذا التنوع تكثر ابواب الخير ومن ثم تكثر يكثر تحصيل الاجور المرتب على هذه الخيرات ويتيسر على الامة عرفنا ان من الناس من تفتح له ابواب الخير البدنية ومنهم من تيسر له الاعمال المالية ومنهم من يطيق النفع المتعدي ومنهم من لا يستطيع ذلك وعرفنا ان النبي عليه الصلاة والسلام ظرب في هذه الابواب كلها من الامثلة اروعها. في سائر الازمان والامكنة لكنه كما اشرنا يتضاعف جهده وكرمه وتزداد عبادته وتلاوته للقرآن في هذا الشهر العظيم الذي تضاعف فيه الحسنات وقد اقتدى خيار هذه الامة وسلفها من الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان فاكثروا من فعل الخيرات من صلاة وتلاوة وحفظ للصيام بانواع الطاعات فظلا عن ترك المحرمات وحال السلف في رمظان يعجز البيان عن وصفها حال السلف في هذا الشهر العظيم يعجز البيان عن وصفها اقتداء بنبيهم صلوات الله وسلامه عليه. بحيث لا يملك الانسان اذا سمع اخبارهم في هذا المظمار الا ان يتحسر على وضع الامة المزري في هذه الازمان حيث تكثر مزاولة كثير ممن ينتسب الى الاسلام في هذا الشهر للمنكرات ويعكف كثير منهم على الالات المحرمة ومشاهدة القنوات التي تبث السموم القاتلة من الشهوات والشبهات الا رحم الله ومن اسلم الناس من من يسروا ليله في المباح وينام في النهار فلا لذة في صيامه ولا حضور في قيامه ولا تدبر في تلاوته والله المستعان يقول ابن القيم رحمه الله وكان يعني النبي عليه الصلاة والسلام يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور حتى انه كان ليواصل فيه احيانا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة. وكان ينهى اصحابه عن الوصال. كان النبي عليه الصلاة والسلام يواصل في رمظان لا لذات الوصال وانما ليتوفر له الوقت ساعات الليل والنهار كما كان يفعله في عرفة حيث يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر في وقت الاولى ليتوفر له الوقت في الدعاء للدعاء والتضرع والالحاح على الله عز وجل في افضل الاوقات في عشية عرفة والله المستعان. وكان عليه الصلاة والسلام ينهى اصحابه عن الوصال لما عرف عنه عليه الصلاة والسلام من من الشفقة والرأفة والرحمة بامته عليه الصلاة والسلام. فيقولون له انك تواصل وهذا هذه محاجة للنبي عليه الصلاة والسلام آآ ليس المراد منها ذات المحاجة وانما المراد منها الحرص على فعل الخير والاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام فيقول يجيب عليه الصلاة والسلام لست كهيئتكم اني ابيت وفي رواية اني اضل عند ربي يطعمني ويسقيني وقد اختلف الناس كما قال ابن القيم اختلف الناس في هذا الطعام والشراب المذكورين على قولين آآ احدهما انه طعام وشراب حسي بالفم طعام وشراب حسي للفم. قالوا وهذه حقيقة اللفظ ولا موجبة للعدول عنها لا شك ان الظاهر من اللفظ ابيت عند ربي يطعمني الطعام والشراب لا حقيقة له في آآ اللغة ولا في العرف الا الطعام والشراب الحسيين لكن يمنع من ارادة هذه الحقيقة ما يذكر ما يذكره ابن القيم في آآ القول الثاني الثاني يقول رحمه الله ان المراد به ما يغذيه الله به من معارفه وما يفيض على قلبه من لذة مناجاته وقرته عينه بقربه وتنعمه بحبه والشوق اليه وتوابع ذلك من الاحوال التي هي غذاء القلوب ونعيم الارواح وقرة العين وبهجة النفوس والروح والقلب وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو اعظم غذاء واجوده وانفعه وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الاجسام مدة من الزمان هذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام نعم قد يكون للانسان نصيب من الاقتداء به من هذه اللذة بحسب اقتدائه بالنبي عليه الصلاة والسلام وائتسائه به يكون له نصيب من هذه اللذة فكم تحدث العلماء عن لذة المناجاة وما يحصل لهم بسببها؟ كم السلف عما يحصل لهم من اه بسبب صيام الهواجر رغم مشقته على النفوس وقيام ليالي الشتاء رغم شدة برده يتلذذون بذلك وجاهدوا انفسهم حتى حصلت لهم هذه اللذة والله المستعان. وابن القيم رحمه الله تعالى لما تحدث عن للمقربين ووصفهم بما جاء من النصوص في الكتاب والسنة اه رغم ما عرف عنه من آآ السهم الوافر من انواع العبادات لا سيما البدنية رحمه الله تعالى مشهود له بذلك اقسم مع ذلك انه لم يشم لهؤلاء رائحة. وهذا ابن القيم فكيف بنا؟ فكيف بمن دون ابن القيم رحمه الله يقول وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الاجسام مدة كما قيل ثم ذكر ابيات لها احاديث من ذكر تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد لها بوجهك نور تستضيء به. ومن حديثك في اعقابها حادي اذا شكت من ال السير اوعدها روح القدوم فتحيا عند ميعاد يقول ابن القيم ومن له ادنى تجربة وشوق يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الحيواني ولا سيما سرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قد قرت عينه بمحبوبه وتنعم بقربه والرضا عنه والطاف بمحبوبه وهداياه الى الى اخر ما قال رحمه الله تعالى لكن لا يدخل الدخل على كما دخل على بعظ من آآ يزعم قضاء اوقاته جميعا في آآ العبادات وانهم ينقطعون ويتركون الاكل مدة تصل احيانا الى اربعين يوما يوجد هذا لبعض المتصوفة انه ينقطع عن الاكل على حد زعمه عن الاكل اربعين يوما ثم تظهر له اه بحيث يصقل قلبه وتظهر له المكاشفات ويطلع على شيء من الغيوب بسبب هذه آآ بسبب هذه المجاهدة. نعم. بسبب هذه المجاهدة والرياضة اللي تسمونها رياضة. ذكر الحافظ الذهبي في سير اعلام النبلاء عن بعضهم هذا الكلام وفنده وقال ان هذه الكشوف وهذه الغيوب التي يكشف لهم عنها انها ظرب من الهلوسة وخلل في العقل والله المستعان. اه فرق بين مثل هذه التصرفات وبين ما يحصل من اللذة وطيب العيش والسرور بالناشئ من الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام. ولذا يقول ابن القيم رحمه الله الطاف محبوبه وهداياه وتحفه تصل اليه كل وقت. ومحبوبه حفي به معتن بامره مكرم له غاية الاكرام المحبة التامة له. اليس افليس في هذا اعظم غذاء لهذا المحب؟ فكيف بالحبيب الذي لا شيء اجل منه ولا اعظم ولا اجمل ولا ولا اكمل ولا اعظم احسانا اه اذا امتلأ قلب المحب بحبه وملك حبه جميع اجزاء قلبه وجوارحه وتمكن حبه منه اعظم تمكن وهذا حاله مع حبيبه. يعني فرق بين من يقول ارحنا بالصلاة وبين حال من يقول ارحنا من الصلاة هذه حال كثير من الناس اليوم اذا اطال الامام في القيام دقيقة واحدة اذا اطال الامام القيام دقيقة واحدة تجد الانسان يتبرم وينظر في الساعة سواء كانت الحائط هي التي هي امامه في المسجد او في يده وقد آآ اه يتصرف ويتبرم ويتظايق مما يدل على عدم اقباله على هذه العبادة العظيمة ولو كان قلبه معلق بالله ومعلق بهذه الصلاة التي هي افضل العبادات لاشتاق اليها اذا انقطع عنها اشتاق اليها وتلذذ بها اثناء مزاولته لها. واعرف شخصا بلغ من العمر مئة سنة بلغ من العمر مئة سنة وكان يصلي صلاة التهجد هذا شخص توفي رحمه الله يصلي صلاة التهجد خلف امام صوته ليس بذاك يعني لا يقال انه متلذذ بالصوت صوته ليس بذاك مع انه متقن للقرآن لكن صوته ليس بذاك ومع ذلكم لما خف الامام قراءته في يوم من الايام اه عاتبه عتابا شديدا فقال له لما جاء بلهجته لما جاء وقت اللزوم يعني اخر الليل تخف بنا الصلاة العجلة على ماذا وقد افضى رحمه الله الى ما قدم ونحسبه والله حسبنا واياه من خيار الناس. ولا نزكي على الله احدا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان