وداع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان من المقاصد العظيمة التي جاءت بها شريعتنا المباركة ونستخلصها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ان نعرف ان الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى وهل جزاء الاحسان الا الاحسان وكما قال تعالى ان تنصروا الله ينصركم في نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى والمطالع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد انه عمل بهذه القاعدة الا اذا وجد معارض ارجح منها ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم يعامل اولئك الذين يتقربون لله عز وجل بالتعامل الحسن والاخلاق الفاضلة فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر الاية وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يعامل اولئك المحسنين بالاحسان يجازيهم على ما يؤدونه من عمل صالح صالح بجزاء حسن لكنه في مواطن كثيرة كان يفاوت بين اولئك المسيئين فمرة يجازيهم بحسب اعمالهم متى ظن ان مصلحة ذلك العامل او ان المصلحة العامة تكون بالمعاقبة وفي مرات كثيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعفو عن اولئك المسيئين ومن امثلة هذا ما ورد في الحديث ان الصحابة كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلوا واديا فتفرقوا في الشجر في ذلك الوادي فجاء اعرابي معه سيف حتى وقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا محمد من يمنعك مني فقام النبي صلى الله عليه وسلم فنظر اليه وقال الله فشام السيف من ذلك الرجل. وسقط من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم من يمنعك مني فقال الرجل كن خير اخذ. كن خير اخذ فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجازه بفعله فجاء الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجل جالس بحضرته قد اسلم بعد ان وهذا الموقف العظيم وهكذا في وقائع عديدة. كان صلى الله عليه وسلم يتجاوز عن ساءة المسيئين رغبة في ان يتجاوز جزى الله عز وجل عن عنه فان الجزاء من جنس العمل واذا تجاوز العبد عن اساءة غيره فان الله عز وجل يتجاوز عن اساءته وقد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا ممن قبلنا كان يداين الناس فكان فيقول لغلمانه تجاوزوا عن المعسر لعل الله ان يتجاوز عنا فقال الله عز وجل انا احق بالتجاوز منه فتجاوز الله عز وجل عنه وحينئذ نأخذ من هذه التوجيهات وهذه الطريقة النبوية الايمانية ان نقابل اولئك المحسنين باحسان يماثل احسانهم ويزيد كما قال تعالى واذا حييتم بتحية فحييوا باحسن منها او ردوها. اسأل الله جل وعلا ان واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين وداع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان