وداعا الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد وارحب بكم ايها السادة المشاهدون ترحيبا حارا لتدارس مقاصد الشريعة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ان من المقاصد العظيمة التي يلاحظها الانسان عند قراءته لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي توحيد رب العزة والجلال والمراد بذلك افراد الله بالعبادة بحيث لا تصرف شيء من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى قومه كان يدعوهم الى شهادة التوحيد لا اله الا الله وقد وصف الله عز وجل مقابلة اهل مكة له بانهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون وكانوا يعترضون ويقولون اجعل الالهة الها واحدا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على قبائل العرب ويدعوهم الى توحيد رب العزة والجلال بافراد الله بالعبادة اقتداء بالانبياء السابقين الذين سبقوا صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يدعون اقوامهم ويقولون لهم ان اعبدوا الله وان لا تعبدوا الا الله دعوة النبي صلى الله عليه وسلم اكتفى فيها دعوة الانبياء السابقين وقد سار صلى الله عليه وسلم في هذه الدعوة في كل حياته لما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه الى شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية الى ان يوحدوا الله وفي اواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه وفد اهل الطائف طلبوا منه ان يبقي لهم بعض اصنامهم وهو صنم اللات ثلاث سنين فرفض النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنازلوا فجعلوه سنتين الى سنة الى ثلاثة يشعر وكل ذلك يرفض صلى الله عليه وسلم محافظة على المقصد العظيم الذي جاءت به الشريعة من ايد رب العزة والجلال الا انهم في اخر الامر رضوا بان تهدم واشترطوا ان يكون هدمها من قبل غيرهم. وذلك ان نفوسهم لا زالت تهاب هذا الصنم وتظن ان من اذاه يقع به شيء من الشرر والظر وبعث النبي صلى الله عليه وسلم احد افراد تلك القبائل وهو المغيرة ابن شعبة فهدمه امام الناس لقد كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم جلية واضحة في افراد الله بالعبادة سواء بهدم الاصنام فقد آآ فقد كسر ثلاثمائة وستين صنما لما دخل الى مكة اه في يوم الفتح وهكذا كان يرسل اصحابه رضوان الله عليهم لهدم الاصنام في مشارق الارض ومغاربها لانها كانت تعبد من دون الله عز وجل. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم في اخر لحظة من لحظات حياته من اتخاذ قبور الانبياء مساجد. وبين ان لعنة الله قد حلت باولئك الذين اتخذوا قبورا انبيائهم مساجد وما ذاك الا محافظة على هذا المقصد العظيم الا وهو افراد الله بالعبادة مقصد التوحيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اغلق الطرق المؤدية الى استنقاص هذا المقصد مقصد التوحيد ومن هنا كان يأمر اصحابه بالتوقي في الالفاظ التي يتكلمون بها. فنهى ان يقول العبد ما شاء الله ما شاء الله وشاء فلان. ونهى عن الحلف بغير الله عز وجل محافظة على هذا المقصد. اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من اهل التوحيد. وان يجعلنا واياكم ممن افرد الله بالعبادة هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين وداع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان