وداع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاذكر في بداية لقائي هذا موقفا من مواقف المصطفى صلى الله عليه وسلم خرج نبينا صلى الله عليه وسلم يوم بدر بعد ان سمع ان قافلة من قريش قافلة لقريش تجارية جاءت من الشام الى مكة فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يأخذها ليس على جهة الاعتداء وانما على جهة المقابلة لان اهل مكة كانوا قد اخذوا اموال المسلمين قبل ان يهاجروا فاراد ان يستعيظ عما اخذ من المسلمين من المال باخذ هذه القافلة سلك قائد القافلة طريقا بحريا الى مكة واستنجد باهل مكة. فجاء اهل مكة بقوات عظيمة تضاعف قوة المسلمين ثلاثة اضعاف وزيادة وكان معهم من السلاح ومن المركوبات العظيمة ما ليس لدى المسلمين منه شيء كثير فلما التقى الصفان دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه دعاء عظيما اكثر فيه من طلب النصر من رب العزة والجلال. واطال الدعاء حتى قال ابو بكر الصديق كفاك مناشدتك لربك يا رسول الله فان الله ناصرك فهذا فيه معنى الا وهو ان من المقاصد الشرعية ان نسعى الى طلب النصر من رب العزة والجلال لاننا نعرف ان ازمة الامور بيد الله وان النصر بيده سبحانه ينصر من يشاء من عباده. كما قال تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وقال تعالى والله يؤيد بنصره من يشاء. وحينئذ جاءت الشريعة بان نستشعر ان النصر ليس بقوتنا ولا بمهارتنا ولا بما لدينا من العدد والعتاد والسلاح وانما هو منة من رب العزة والجلال يهبها لمن يشاء من عباده وحينئذ نسعى الى طلب النصر من رب العزة والجلال وفي يوم بني النظير كانوا في حصون عظيمة الشأن وظنوا ان حصونهم مانعتهم. وهكذا ظن بعض اهل الاسلام فاتاهم الله من حيث لم يشعروا ولم يحتسبوا فقذف في قلوبهم الرعب والخوف فنزلوا من حصونهم واستسلموا وفي يوم حنين لما اعجب بعض اهل الاسلام بما لديهم من القوة والقدرة ظنوا انهم سينتصرون وان الله عز وجل ناصرهم بهذه القوة. فبين الله عز وجل لهم ان النصر بيده وتعالى ولذلك ولوا مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين فنزل النصر بعد ذلك لما بقي الثابتون المستنصرون بالله جل وعلا والناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد هذا جليا واضحا. انظر مثلا في يوم الاحزاب اجتمعت قبائل العرب بتحالف فيما بينها وايدهم بعض القبائل الموجودة داخل المدينة ونقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم من قبائل اليهود ولكن الله عز وجل نصر نبيه بارسال ريح وجنود لم يرها احد فقلبت على باقي الموازين فانقلبوا خاسرين مهزومين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد. اللهم انصرنا بنصرك اللهم انصرنا بنصرك اللهم انصرنا بنصرك وصلي اللهم على نبينا محمد وداع الى الله رب الانام. فكان المثال وكان الايمان