من لقاءاتنا في هذا البرنامج نتحدث عن الوسطية التي جاءت بها هذه الشريعة وسطية حقيقية بين طرفين متقابلين نقيضين كما قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا اي خيارا بين شرين داع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على النبي الكريم محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ففي لقاء جديد وهكذا كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في كل احواله يختار الوسطية ومن هنا لا غلو في هذا الدين ولا انحلال لا زيادة بمراسيم الشرع عما قرر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه لما جاء ثلاثة نفر الى بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا عن عبادته كأنهم تقالوها فقال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر وقال الاخر واما انا فاقوم فلا انام وقال الاخر اما انا فلا تزوج النساء فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انا فاصوم وافطر واقوم وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي اليس مني ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يكون جديرا بان يقدر ويحترم ذكر منهم حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وهكذا شأن وهكذا شأن هذا الدين وهو حال سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم توسط فلا غلو وهكذا ايظا لانحلال ولا تفلت من الاحكام الشرعية وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم صحابته لذلك فمن وجد منه زيادة في التعبد ارشده ووضح له الطريقة فهكذا في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لما اخبر بما كان يفعله من العبادة الشديدة استدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن صومه فذكر انه كان يصوم الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الدهر ثم امره بصيام ثلاثة ايام. فلما ذكر ان عنده قوة امره صيام اه بالتدرج في الصيام حتى وصل به الى ان امره بصوم يوم وافطار يوم. قال اني استطيع افظل من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا افضل من ذلك. وذكر انه صيام عبد الله داوود عليه السلام وقد سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءته للقرآن فذكر انه يختم في كل يوم فارشده النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يختم في الشهر مرة ثم ارشده الى فقال اني استطيع فوق ذلك فتدرج به حتى امره ان يختم كل سبع مرة وهكذا سأله عن صلاته في الليل واخبر انه كان يقوم الليل كله وارشده الى ان يقوم في الثلث الاخير من الليل كما كان فعل داوود عليه السلام اه المقصود ان هذه الشريعة المباركة وسطية لا غلو ولا انحلال وتفلت من دين الله هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم دين. وداع الى الله رب الانام. فكان المثال وكان الايمان