وفي الكون وانه لا راد لما قضى ولا مانع لما اعطى وانه جل وعلا هو المتصرف في الخلق بما يشاء كذلك من التعلق بالله عز وجل ان نحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وداع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الشريعة قد جاءت بالمحافظة على مقاصد تتحقق بها مصالح العباد في دنياهم واخرتهم ومما جاءت به الشريعة ان علقت القلوب برب العزة والجلال. بحيث يتعلق الناس به سبحانه هو تعالى فاذا تعلقت القلوب بالله وحده كان ذلك من اسباب عزة النفوس ورفعة الدرجة ويتكفر الله عز وجل بشؤون العبد في دنياه واخرته. اليس رب العزة والجلال يجيب من دعاه كما قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم اليس رب العزة والجلال يكفي من كان متوكلا عليه كما قال اليس الله بك افا عبده اليس رب العزة والجلال هو الذي بيده الارزاق كما قال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. وكما قال الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر في نصوص كثيرة اليس رب العزة والجلال قادرا على كل شيء؟ ومن ثم فكيف لا تتعلق قلوبنا برب العزة والجلال والتعلق بالله عز وجل قد يكون على انواع متعددة. منها اعتقاد ان الله هو المتصرف اليس الله هو الذي قد وعد المؤمنين بالاجر الجزيل والثواب الكبير كذلك من التعلق بالله عز وجل ان نكثر من دعائه سبحانه وتعالى. كما قال تعالى يا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. ومن التعلق بالله عز وجل ان نكثر من الصلوات وخصوصا في حال السجود فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. ولذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء في اثناء السجود ان التعلق بالله سبحانه وتعالى بحيث نفوظ الامور اليه ونتوكل عليه سبحانه يكون من اسباب رفعة درجات العبد يوم القيامة. وكذلك يكون من اسباب ابتعاد الشرور عن العبد في الدنيا ان التعلق بالله سبحانه وتعالى يجعل الانسان لا يخشى من احد من الخلق كائنا من كان. كما قال تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله ان التعلق بالله سبحانه وتعالى يجعل الانسان يحسن الظن به سبحانه وتعالى وبالتالي يكثر من عباده عبادته ومن دعائه ومن التضرع بين يديه ومن الصلاة له سبحانه وتعالى ان تعليق القلوب برب العزة والجلال هو مبدأ دين الاسلام. ومبدأ التوحيد وهو رأس كل خير فان العبد متى كان معلق القلب بالله كان هذا من سببه صلاح حاله اموره ان التعلق بالله جل وعلا يجعل العبد في منزلة رفيعة فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان اعلى مراتب الدين رتبة الاحسان وهي تكون في التعلق بالله عبادة له واستشعارا لمراقبته فانه لما سئل عن الاحسان اخبر بانه تاب ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وداع الى الله رب الانام فكان المثال وكان الايمان