الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. هل استجابة الناس للدعوة دليل على اخلاص الداعي في دعوته؟ الحمد لله رب وبعد ليس هناك تلازم ابدا بين استجابة المدعو لما دعوته اليه وبين كونك مخلصا لله عز وجل وذلك لان المتقرر عند العلماء ان استجابة القلوب مردها الى الله عز وجل وهي التي يسميها بعض اهل العلم الله تعالى بهداية التوفيق والالهام. ومن المعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي يوم يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرهط الرهيطة ويأتي النبي وليس معه احد. ومن المعلوم ان الانبياء انما قاموا انما قامت دعوتهم على ساق الاخلاص لله عز وجل فهل عدم استجابة المدعوين لهذا النبي الذي لا يستجيب له احد من امته يوم القيامة دليل على خلل في نيته معاذ الله ان ان نظن ذلك او ان يتطرق في اذهاننا شيء من ذلك على مقام النبوة. وقد ثبت عن نوح عليه الصلاة والسلام انه جلس في زمن الدعوة في عمر في قومه الف سنة الا خمسين عاما. ومع ذلك يقول الله عز وجل وما امن معه الا قليل. فالاكثرية لم يستجيبوا له هل هذا دليل على خلل في نيته؟ معاذ الله ان نظن شيئا من ذلك. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه دعا كثيرا ومع ذلك لم يستجب له اكثر كفار قريش. واكثر القبائل المجاورة لقريش. فهل هذا دليل على خلل في النية معاذ الله ان نظن شيئا من ذلك. فلذلك لا ينبغي ان نعقد تلازما لا دليل على تلازميته. من الدليل لا من الكتاب ولا من السنة ولذلك فالمتقرر عند العلماء ان استجابة ان استجابة ان عدم استجابة المدعو لما دعوته اليه ليس دليلا على قدح في نيتك كما ان استجابته ايضا ليس دليلا على كونك مخلصا. فاستجابته شيء ودعوتك واخلاصك شيء اخر. فقد تدعو الله عز وجل باخلاص ولا يستجيب لك المدعو. وقد تدعو الى الله عز وجل وفي قلبك شيء عظيم من الرياء والسمعة ويستجيب المدعو. فاذا انعدم اجابته او استجابته ليست دليلا لا على وجود الاخلاص ولا على انعدامه. فلا ينبغي ان نفرض شيئا من التلازم الذي لا دليل عليه في الشرع فنحاسب او نقيم دعوتنا بناء على ذلك التلازم الذي لا برهان عليه. والله اعلم