القول الخامس من قال في اعجاز القرآن فيما اشتمل عليه فالقرآن اشتمل على امور غيبية لا يمكن ان يأتي بها النبي عليه الصلاة والسلام. في امر الماضي وفي امر المستقبل واشتمل القرآن ايضا على امور تشريعية لا يمكن ان تكون من عند النبي عليه الصلاة والسلام. واشتمل على هداية ومخالطة للنفوس لا يمكن ان تكون من عند من عند بشر. وهذا قول لبعض المتقدمين وجمع من المعاصرين لان القرآن مشتمل على هذه الاشياء جميعا. ولكن هذا القول يشكل عليه ان القول في ان اجاز القرآن الذي تحديت به العرب والعرب حينما خوطبوا به خوطبوا بكلام مشتمل على اشياء كثيرة وكان التحدي واقعا ان يأتوا بمثل هذا القرآن او بمثل سورة او بمثل عشر سور او بعشر سور مثله مفتريات كما زعم هذا يؤول الى ما تميزت به العرب. وهو مسألة البلاغة وما تميزوا به من رفعة الكلام وفصاحته وبلاغته. والعرب لم تكن متقدمة عارفة بالامور الطبية ولا بالامور الفلسفية ولعب الامور العقدية ولا بالغيبيات وليس عندهم معرفة بالتواريخ على تفاصيلها ونحو ذلك حتى يقال ان الاعجاز وقع في هذه الجهة لكنهم خوطبوا بكلام من جنس ما يتكلمون به لكنهم يعني من جهة الالفاظ والحروف لكنهم عجزوا عن الاتيان بذلك لانه كلام الله جل وعلا