الائمة رحمهم الله والله اعلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول هل صحيح ان من قال انه لا يجب مس المصحف من غير وضوء الا الملائكة فقط الحمد لله رب العالمين. الجواب القول الصحيح ان المحدث لا يجوز له ان يمس المصحف سواء اكان حدثه حدثا اكبر او وحدثا اصغر لما رواه الامام ما لك في الموطأ ووصله النسائي وابن حبان من حديث ابي من حديث عبدالله ابن ابي بكر ابن عمرو ابن حزم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمس القرآن الا طاهر. وقال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ولا يمس المصحف الا على طهارة لان هذا من جملة تعظيم كتاب الله وكلامه واما الاية التي اشار اليها السائل او السائلة في قول الله عز وجل لا يمسه الا المطهرون. هنا اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في مرجع الضمير في قوله لا يمسه المرجع الضمير الى الكتاب المكنون اي اللوح المحفوظ ام ان المقصود هو القرآن؟ واختلفوا كذلك في تفسير قول الله عز وجل المطهرون. هل المقصود المتطهرون من الحدث وهم البشر او المطهرون يعني الملائكة وعلى كلا التفسيرين فان المتقرر عند العلماء ان اللفظ واذا احتمل معنيين لا تنافي بينهما فانه يحمل يحمل عليهما. والاقرب ان شاء الله ان الظمير يرجع الى القرآن لا الى اللوح المحفوظ. لان الله عز وجل قال بعد ذلك بعد لا يمسه الا المطهرون. قال تنزيل من رب العالمين والذي حصل فيه التنزيل من رب العالمين ليس هو اللوح المحفوظ وانما هو القرآن. فاذا السياق القرآني قبل هذه الاية وبعدها يدل على ان المقصود هو القرآن. فيحمل ذلك على قرائن الترجيح بان المطهرون اي المتطهرون اي المتطهرون من الحدث؟ وسواء فسرناها بالملائكة او المتطهرين من الحدث فهما تفسيران لا تنافي بينهما قد قامت القرائن على صدق كل منهما واذا احتمل اللفظ معنيين لا تنافي بينهما فانه يحمل عليهما. واذا كانت هذه الاية الاستدلال بها فيه موضع واشكال اننا ندع هذا المتشابه الى المحكمات التي تدل على ان المصحف له حكمه الخاص وليس يعامل كسائر الكتب التي يمسها الانسان في حال حدثه فلابد ان يعطى المصحف حكما خاصا. وهو انه من باب تعظيم المسلم له وقيام هيبة المصحف في قلبه لا يمسه الا على اكمل احواله. وهذا فيما اظن والله اعلم انه مذهب الائمة الاربعة. مذهب الائمة الاربعة فقد اتفق الائمة الاربعة على ان المصحف لا يمس الا على طهارة. ولا يعرف الخلاف في ذلك بين احد من هؤلاء