الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسن الله ونفع الله بعلمك وبارك الله فيك. نسمع يقول نسمع من بعض المشايخ الغيورين والحريصين على الخير والنفع للامة نداء لنا نحن الشباب بترك مجالاتنا وتخصصاتنا والتفرغ للعلم الشرعي تعلما وتعليما. لحاجة الامة الماسة للعلم. يقول وقد امضيت سنوات عدة في الحلق والدروس واجد مشقة كبيرة ونفورا في نفسي من المراجعة والظبط ودراسة علوم الالة والاصول. واجد نفسي منشرحة في مجالات اخرى كالاعلام وعلوم التقنية. واجد اني قادر على توظيفها في الدعوة الى الله ونفع الناس فهل انا اثم بترك التفرغ للعلم والانشغال بغيره؟ وهل هو صحيح؟ كلام احد الاخوة الى ان ذلك دليل على ان الله الم يرد لي خيرا كما قال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين الحمد لله رب العالمين. الجواب المتقرر عند العلماء ان خدمة الدين لا تحمل صورة واحدة. فينبغي لكل من ينتسب لهذا الدين ان يخدم الدين في الذي يتقنه ويعرفه فاذا كان مجال الانسان علميا وفتح الله عز وجل قلبه لطلب العلم والتفقه في الدين. فالف المؤلفات ودرس وعلم ونشر العلم بين فئام المسلمين في ارجاء هذه المعمورة فالحمد لله هذا مجاله الذي اتقنه. بينما نجد رجالات من رجالات الاسلام لم يفتح عليهم ابواب العلم. ولكن فتح الله عليهم ابواب المال فنفعوا الامة مالهم فطبعوا الكتب باموالهم وخدموا الاسلام بمالهم في حفر الابار وبناء المساجد وتمويل المشاريع الخيرية فهؤلاء يخدمون الدين بمالهم. بينما نجد اناسا عندهم القدرة على الادارة. وترتيب الامور المشائخ وترتيب اللقاءات والمحاضرات. لكنه اغلق عليهم دائرة العلم وتحقيق الكتب وكثرة القراءة والمطالعة. فليخدموا الدين في مجالهم الذي يعرفونه بينما نجد اناسا اخرين اعطاهم الله عز وجل القدرة على الخروج الاعلامي واسلمت البرامج الاعلامية وخدمة الاسلام بنشر قضايا الامة. بقول الكلمة الصادقة في برامج اعلامية هادفة فان هذا خدمة لمجال الدين عظيمة لا ينبغي التقصير فيها لا سيما في هذا الزمان الذي صارت صار الاعلام فيه سلطة من يعني سلطة عظيمة من آآ جنود الدول. فهذا الاعلام لابد من الاهتمام به فمن كان قادرا على الخروج الاعلامي وقول كلمة الحق. ونشر قضايا المسلمين على وجهها ونقل الاخبار الصحيحة ينبغي له ان يقصر او يتكاسل او يفتر عن نصرة المسلمين في هذا المجال. فاذا يجب عليك ان تخدم الاسلام هذه قاعدة عامة لكن كيفية خدمتك للاسلام هذا متروك لمجالك الذي فتحه الله عز وجل عليك. فلا يلزم ان تكون الامة كلها ولا يلزم ان تكون الامة كلها تجار واغنياء ومنفقون. ولا يلزم ان تكون الامة كلها اعلامية وانما كل يخدم الاسلام بمجاله الذي فتحه الله عز وجل عليه ويسره له وعلم من نفسه انه سيتقن خدمة الاسلام في هذا المجال. فاذا كنت ايها السائل قد فتح الله عليك مجال الاعلام وكنت قادرا على الخروج الاعلامي وقادرا على ضبط نفسك في هذا المجال وعلى نقل خبر الحق وكلمة الحق ونشر قضايا المسلمين التحليل الصادق وايصال كلمة المسلمين والمستضعفين في مشارق الارض ومغاربها الى الناس. في ارجاء هذه المعمورة فاياك ان او تتأخر او تتقاعس او تتشاغل بما لا بما لم يفتح عليك فيه من مجالات خدمة الدين الاخرى. فالغني ينفع الدين مالك؟ والعالم ينفع الدين بعلمه. والاعلامي يخدم الدين باعلامه. والاداري يخدم الدين بادارته. والطبيب يخدم الدين بطبه فكل هذه المجالات وان اختلفت مسمياتها وتنوعت مشاربها واشكالها الا انها تصب في حوض واحد وهو خدمة الدين فكل يخدم الدين بما يقدر عليه وبما فتحه الله عليه من المجال والله اعلم