الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هل صحيح نتشبه بالكفار في الظاهر يجر الى التشبه بهم في الباطن فان قال قائل انا لم اقصد التشبه قلنا له ان التشبه لا يفتقر الى لان التشبه يعني المشابهة في الشكل والصورة. فاذا حصل فهو تشبه سواء نويت ام لم تنوي ولكنك اذا نويت صار اشد واعظم اثما. الحمد لله رب العالمين وبعد. الكلام الذي ذكره السائل يعتبر كلاما صحيحا وهو الذي قرره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة اصحاب الجحيم ومن المعلوم المتقرر عند العلماء في اصول اهل السنة والجماعة انه لا يجوز للمسلم ان يتشبه بالكفار فيما هو من عباد او من خصائص عاداتهم. فلا بد من من التنبيه على هذا لاننا نرى شريحة كبيرة من المسلمين صار قد تتبعوا الغرب في هديه الظاهر سواء اكان في لباسه او كان في اكله وشربه او كان في ذاته اليومية حتى ان بعض المسلمين صار يتشبه بهم في مخاطباتهم فيتكلم بلغتهم الاجنبية بلا داع ولا حاجة انما مبدأ ذلك الاعجاب بقضاء بحضارة الغرب التي هي في حقيقتها قذارة. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم. فلا بد من التنبيه على ان التشبه المحرم بالكفار انما هو فيما يختص به الكفار سواء اكان في باب العبادات فلبس الصليب او شد الزنار او غيرها او كان من قبيل العادات التي لا تعرف الا من قبلهم. الا من قبلهم. فلا يجوز للمسلم ان يتتبع هدي الكفار يتمثله وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بان طائفة من هذه الامة سوف تتبع هدي الكفار من اليهود والنصارى قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. والله عز وجل قد فرض للمسلم شخصية مستقلة يمليها عليه الاسلام فلا يحتاج الانسان الى ان يتشبه بهؤلاء الكفار فيما هو من عاداتهم او ولذلك فنجد النبي صلى الله عليه وسلم حرم علينا اشياء كثيرة وعلل التحريم بان هذا من التشبه بالكفار فامرنا بحف شواربنا من باب مخالفة اليهود. فان اليهود تطيل سبالاتها كما في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم جزء او جزوا الشوارب واعفوا اللحى خالفوا المجوس. وفي حديث ابن خالفوا المشركين. بل ان الفقهاء رحمهم الله تعالى نصوا على فروع فقهية كثيرة حرموها على المسلم وعللوا هذا بان فيه تشبها بالكفار. فالتشبه بالكفار وتقليدهم والسعي ورائهم في هو هو في فيه استعباد فكري وخنوع وذل وانطراح وانكسار نفسي امام هذه الحضارة الغربية وهذا كله لا يجوز وينبغي للمسلم ان يعتز باسلامه وان يفتخر بشريعته المحمدية على صاحبها افضل الصلاة وازكى وازكى التسليم. اذا علم هذا فليعلم ان مجرد التشبه في الظاهر محرم. سواء اصاحبه قصد التشبه ام لا؟ فان صاحبه قصد التشبه عظم تحريمه فيكون محرما من جهتين. من جهة الموافقة الظاهرية ومن جهة المتابعة القلبية. فلا يجوز لنا ان نتشبه بهم حتى وان ادعى من تشبه بهم انه لا يقصد التشبه فان مجرد الاتفاق في الظاهرية محرم ومن المعلوم في عادات الناس ان التشبه بالغير في الظاهر يقود الى محبته والى التوادد في الباطن فسدا لذريعة وجود المحبة القلبية لهؤلاء الكفار في الباطن نسد الذريعة بتحريم التشبه بهم في الظاهر والله اعلم