انا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد احد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال لا ولكن كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الاودية والشعاب فقلنا استطير او اغتيل. فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما اصبحنا اذا هو جاء من قبل حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك وقرأ عليهم القرآن وقراءته للقرآن على الجن تدل على انه مكلفون بهذا الكتاب كما كلف به الانس ايضا في حديث جابر ابن عبدالله خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال التاني هل الجن مكلفون بكل ما جاء في القرآن من صلاة وصيام وزكاة وحج ويجب ان ينتهوا عن كل ما جاء في القرآن والسنة من الزنا والربا والكذب وكل ما نهي عنه ام انهم مكلفون بالايمان بالله ورسوله فقط وبناء عليه يدخلون الجنة والسؤال الفرعي ان القرآن ذكر لقد ان القرآن ذكر لقد جاءكم رسول من انفسهم ليذكرنا نحن البشر فهل رسول الله كان مرسلا للجن ايضا وكان يتحدث معهم وعذرا في سؤالي؟ لماذا لم يرسل الله لهم رسلا من بني جنسهم؟ وجعل انا بهم شرطا لدخول الجنة والامان من العزاب نعم اقول للسائل الكريم لقد اتفق المسلمون اجمعون وتواتر عن نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله قد ارسله الى الثقلين الجن والانس وان الثقلين جميعا جنا وانسا مكلفون بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقد كان الانبياء من قبله كل نبي يرسل الى قومه خاصة اما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ارسل الجميع الجن والانس لم يبعث رسول الى الجن والانس جميعا اي جميع الجن وجميع الانس الا محمد صلى الله عليه وسلم ابن القيم رحمه الله يقول في قوله تعالى واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن الاية تدل على تكليف الجن من عدة وجوه ان الله تعالى صرفهم الى رسوله يستمعون القرآن ليؤمنوا به ويأتمروا باوامره وينتهوا عن نواهيه انهم اخبروا انهم سمعوا القرآن وعقلوه وفهموه وانه يهدي الى الحق هذا القول منهم يدل على انهم عالمون بموسى وبالكتاب المنزل عليه. وان القرآن مصدق له وانه هاد الى صراط مستقيم وهذا يدل على تمكنهم من العلم الذي تقوم به الحجة وهم قادرون على امتثال ما فيه. والتكليف انما يستلزم العلم والقدرة الثالث انهم قالوا لقومهم يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به. والاية صريحة في انهم مكلفون مأمورون باجابة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر حافظ ابن كثير في تفسيره ايضا يقول في قوله تعالى يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به وفي هذا دلالة على انه تعالى ارسل محمدا صلى الله عليه وسلم الى الثقلين الجن والانس حيث دعاهم الى الله تعالى وقرأ عليهم السورة التي فيها خطاب الفريقين وتكليفهم ووعدهم ووعيدهم وهي سورة الرحمن. ولهذا قال اجيبوا داعي الله بعض ما جاء في السنة من اقوال النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على انه مكلفون بالايمان برسالته مسلا ناخد هذا ما اخرجه مسلم في صحيحه عن من حديث عامر قال سألت علقمر هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقلع القمة فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال اتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن فانطلق بنا فارانا اثارهم واثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في ايديكم اوفر ما يكون لحما وكل وعرة علف لدوابكم فقال صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فانها طعام اخوانكم فدل هذا الحديث على ان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه داع الجن في احدى الليالي ذهب معه فقرأ سورة الرحمن من اولها الى اخرها فسكتوا قال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا احسن مردودا منكم كلما اتيت على قوله تعالى فبأي الاء ربكما تكذبان قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب ابن القيم يقول وهذا يدل على ذكائهم وفطنتهم ومعرفتهم بمؤنة الخطاب وعلمهم انهم مقصودون به حديث الخصائص فضلت عند مسلم من حديث ابي هريرة فضلت على الانبياء بست اعطيت جوامع الكذب ونصرت بالرعب واحلت لي الغنائم وجعلت الارض طهورا ومسجدا وارسلت الى الخلق كافة هذا محل وارسلت الى الخلق كافة وختم بي النبيون. فهذه الكلمة تشمل الجن والانس لكن بعد هذا الاستطراد نصيحة لك يا رعاك الله الا تتعمق في هذه المسألة اكثر من ذلك فان هذا ونظائره مما لا ينبني عليه عمل واخشى ان يكون الخوض في تفاصيله من التكلف الذي نهينا عنه واسأل الله ان يلهمنا واياك الرشد اللهم امين