منه ولا يطفي لهيب ناري ظمئه فلو كان الحوض في الجنة لما اصاب الناس هذا الهم. ولا هذا الغم ولا ما دفعوا عن الشرب منه. اذ ان نعيم الجنة متاح لكل احد. ولا يمنع من نعيم الجنة احد ولا يصيبهم لا هم ولا ظمأ ولا غم ولا نصب. ولا مخمصة كما قال الله عز وجل ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم المسألة الخامسة ان قيل لك هل الحوض هو الكوثر ام غيره ان قيل لك هل الحوض هو الكوثر ام غيره فتقول الجواب في ذلك خلاف بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فالخلاف في هذه المسألة من الخلاف العقدي الذي ليس محلا للولاء والبراء. وليس وليست هذه المسألة من مسائل الكبار التي يعقد عليها الولاء والبراء والحب والبغض. او الادخال في مذهب اهل السنة والجماعة والاخراج منه والقول الصحيح في هذا الخلاف ان الحوض ليس هو الكوثر اثرا ونظرا اما من الاثر فلان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء يفسر هذا الكوثر في قول الله عز وجل انا اعطيناك الكوثر قال هذا نهر اعطانيه الله في الجنة حافتاه الدر المجوف الى اخر الحديث. فاثبت النبي صلى الله عليه وسلم ان محل هذا الكوثر انه الجنة واما الحوض فقد اثبتت الادلة ان ثمة من يزاد عنه ويمنع من الشرب منه ويبقى ظمآنا لا يجد مصدرا يشرب فبما ان الحوض اثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ثمة من يذاد عنه ويمنع من الشرب منه دل ذلك على انه في في في لا يزال الحساب والجزاء فيه قائما. وهو العرصات ووجه الدلالة منه واضحة. ولان في بعض احاديث روايات الحوض ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليختلجن اناس من دوني فاقول اصيحابي اصيحابي فيقال انهم لا يزالون مرتدين على اعقابهم. وفي رواية انك لا تدري ما بعدك فافاد هذا ان هؤلاء ليسوا من اهل الجنة ليسوا من اهل الجنة فافاد هذا ان مكان هذا الحوض الذي يحصل عنده هذا كله انما يحصل عنده هذا كله انما هو في العرصات في وقت الجزاء والحساب واختار هذا القول الامام الطحاوي باشارة لطيفة منه رحمه الله وهي قوله غياثا لامته. فاثبت رحمه الله ان هذا الحوض انما امتن الله به على محمد وامته من باب غوثهم واهل الجنة لا يحتاجون الى من يغيثهم لانهم في الامن الكامل والشبع الكامل والري الكامل والاطمئنان الكامل. فقوله غياثا لامته دليل على ان الامة تحتاج الى هذا الحوض في وقت تحتاج الى من يغيثها في كربتها. وهذا يدل على ان هذا الحوظ انما هو في العرصات. هذا بالنسبة للتفريق الاثري واما بالنسبة للتفريق النظري فلان الادلة وصفت الحوظ بانه حوض. ووصفت الكوثر بانه واللغة العربية تفرق بين ما هو بين الحوض والنهر فان من طبيعة النهر الجريان والتجدد. واما الحوض فمن طبيعته البقاء الثبوت والدواب فاذا التفريق الاثري والتفريق اللغوي اللغوي يدلان دلالة ظاهرة واضحة على ان الحوظ ليس هو الكوثر على ان الحوظ ليس هو الكوثر. فان قلت واين مكان الكوثر؟ فنقول في الجنة ولكن مادة مادة ماء الحوض انما هي مستمدة من الكوثر كما اثبتت بذلك كما ثبتت بذلك الادلة