شيخنا احسن الله اليكم. سائل يقول قالوا الدعاء يرد القضاء الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرظ في القواعد ان الالفاظ المجملة لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا وانما هي موقوفة على الاستفسار حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد فكلمة القضاء في السؤال هذه لفظة مجملة. اي قضاء تقصد لان القضاء عندنا معاشر اهل السنة والجماعة ينقسم الى قسمين. الى قضاء مبرم وهو ما كتب في اللوح المحفوظ والى قضاء معلق وهو ما كتب في الصحف التي بايدي الملائكة فالقضاء الذي كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ نسميه معاشر اهل السنة بالقضاء المبرم بالقضاء المطلق. فهذا القضاء لا يدخله تبديل ولا تحويل ولا تغيير ولا محو ولا اثبات ولا زيادة ولا نقص هذا القضاء المطلق فالدعاء لا يرد هذا النوع من القضاء فكل شيء قضاه الله عز وجل عليك في القضاء المبرم في القضاء المطلق في اللوح المحفوظ فهذا لا يرده الدعاء فالدعاء لا يرد القضاء المطلق الذي كتب في اللوح المحفوظ وفرغ منه ولكن اما القضاء الذي في ايدي الملائكة فقد ينفع فيه الدعاء فاذا قدر الله عز وجل عليك في الصحف التي في ايدي الملائكة شيئا وعلقه على الدعاء فان دعوت انصرف فصرف عنك وان لم تدع اصابك فحين اذ الدعاء يرد هذا النوع من القضاء اذا اراد الله عز وجل واستجاب لك دعاءك وعلى ذلك ما في حديث النعمان رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد القضاء الا الدعاء ولا يزيد في العمر ولا يزيد في في العمر الا البر. وهو حديث وان كان فيه نظر لكن قال فيه بعض المعاصرين حسن لغيره. فقوله لا يرد تريد القضاء الا الدعاء لا يقصد به القضاء المبرم المطلق الذي كتبه الله في اللوح المحفوظ. هذا لا يرده شيء. لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه فيما حكم وقضى به في اللوح المحفوظ. لكن يبقى ان هناك قضاء اخر وهو القضاء المعلق وهو الصحف التي في ايدي الملائكة التي يمحو الله عز وجل فيها ما يشاء ويثبت ويزيد وينقص منه على حسب حكمته عز وجل فهذا القضاء المعلق هو الذي هو الذي قد يرده الدعاء اذا استجاب الله عز وجل. فلا نقول بان الدعاء يرد مطلقا ولا نقول بان الدعاء لا يرد القضاء مطلقا وانما نفصل في نوعه القضاء. فنقول الدعاء لا يرد القضاء المبرم المطلقة المكتوب في اللوح المحفوظ ويرد القضاء اذا استجاب الله عز وجل لصاحبه في القضاء المعلق وهي الصحف والتي في ايدي الملائكة وبالتفصيل يزول الاشكال ان شاء الله والله اعلم