قالوا ايضا الصحابة رضوان الله عليهم والمسلمون عملوا بالمصالح المرسلة وعملوا اشياء منها دواوين الجن والديوان وديوان المال وبيت المال في عهد عمر ودواوين الجند في عهد عمر ثم المدارس ثم شق الطرق ما حدث في اعادة ثم تقييم الدور ونزع الملكيات واتخاذ دور للسجن في عهد عمر رضي الله عنه ونحو ذلك من اعمال كثيرة لم تكن في عهده عليه الصلاة والسلام والجواب عن ذلك ان البدع غير المصالح المرسلة المصالح المرسلة هذا بس واما البدع فهذه امر اخر والفرق بينهما ان المصلحة المرسلة وسيلة لتحقيق ضروري في الدين فا ازالة الحرج عن المسلمين او حفظ امر ضروري عليهم في دينهم او في انفسهم او في دنياهم او في عقولهم هذا امر واجب شرعا لانه من الامور الضرورية الخمسة المعروفة فما كان وسيلة الى الواجب فهو واجب لان الوسائل لها احكام المقاصد لهذا المصالح المرسلة هي وسائل لتحقيق امر مطلوب في الشرع واما البدع فالبدعة نفسها هي الغاية لانه يتعبد بها فتلك الوسيلة ليست متعبدا بها واما هذه فنفس الوسيلة يتعبد بها. من جهة انها غاية. فالذين احدثوا المحدثات من البدع التقرب الى الله جل وعلا وجعلوا تلك المحدثات غاية لهم فاذا عملوها حصل لهم ما يريد ما يريدون لانهم يريدون الخير كما يزعمون فصار الفرق بين المقامين ان باب الوسائل ظاهر في المصالح المرسلة ليه نفي الحرج على الناس ولحفظ امر ضروري من الضروريات الخمس. اما البدع فهي عند اصحابها مقصودة لذاتها وليست مقصودة لتحقيق امر ضروري. ولهذا ما تسمى مصلحة مرسلة. حتى الذين حسنوها مثل العز بن عبد السلام ومثل لم لم يسموا البدع الحسنة في عرفهم لم يسموها مصالح مرتلة لانهم يعلمون ان حد المصلحة لا ينطبق عليها فاذا لا يسوغ الاحتجاز ببناء المدارس وبالدواوين وباحداث الطرق وبنزع الملكيات ونحو ذلك على ذلك الامر وبتأليف كتب لا يصوغ لان هذا من باب الوسائل التي لها احكام المقاصد واما ذاك فالعمل في نفسه يراد التعبد به. وهذا فرق مهم بين المقامين كما اوضح ذلك الائمة بي بحثهم عن المصالح المرسلة والبدع