ان مبدأ الخلل هو الجمع بين المختلفين. والقياس بين امرين غيبيين. والقياس لا مدخل له في مسائل الغيبيات وذلك لانه ظن ان الدرجة التي يرتفع بها الساجد هي عينها صفة وكيفية وهيئة ومقدارا هو هي نفس الدرجة التي يرتفع بها المجاهد عند الله. فلما اختلط عليه فلما ما قرن بين الدرجتين في المقدار ورد عنده هذا الاشكال. فهذا هو مبدأ الاشكال عندك ايها الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. ورد في الحديث ان المسلم يرتفع بكل سجدة درجة. والدرجة كما بين السماء والارض يقول سمعت في حديث اخر ان الشهداء لهم مئة درجة كل درجة كما بين السماء والارض. فهل معنى هذا ان المسلم لو سجد لله في في حياته الف سجدة مثلا له الف درجة يعني يكون اعلى من منازل الشهداء الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر في قواعد اهل السنة هو حمل الاحاديث على ظاهرها حمل النصوص امن النصوص الشرعية كتابا وسنة على ظاهرها. ولا يجوز لنا ان ننتقل عن هذا الظاهر الا اذا وردت قرينة تنقلنا عنه اذا علم هذا الاصل العظيم فاننا فاننا نؤمن ايمانا جازما بان كل بان الانسان كلما سجد لله سجدة رفعه الله عز وجل بها درجة وحط عنه بها خطيئة. وبرهان ذلك ما في صحيح الامام مسلم من حديث معدن ابن ابي طلحة. رضي الله تعالى عنه قال لقيت ثوبان فقلت اخبرني بعمل يدخلني الله به الجنة. قال فسكت عني ثم سألته الثانية فسكت. ثم سألت الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة. قال ثم لقيت ابا الدرداء فقال لي مثل ما فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان. فهذا الحديث ظاهره ان العبد يرفع درجة كلما سجد ويحط عنه خطيئة. والحديث الثاني يثبت فيه النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ان المجاهد له ان من ان المجاهد اذا مات في اذا استشهد في سبيل الله مقبلا غير مدبر فان له في الجنة مئة درجة. ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والارض. فكلا الحديثين حق يجب قبولهما واعتمادهما واعتقاد مدلولهما ولا يجوز ان نسمح لعقولنا ولا لقلوبنا ولا نفتح بابا شياطيننا في ايراد اي اشكال على هذه الاحاديث الصحيحة. وان اي شيء يرد على من ذلك فلنتهم فهمنا وعلمنا وتقصيرنا في البحث والنظر ونكل امر حقيقة امر الحقيقة والواقع الى الله تبارك وتعالى. فيكفينا ان نؤمن بان الله قد اعد للمجاهدين مئة درجة. كما بين ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والارض. ويكفينا ان نؤمن بان العبد كلما سجد ارتفع عند الله عز وجل وجل درجة وحط عنه بها خطيئة. وما زاد على ذلك فلسنا مطالبين بالبحث والتنقيب عنه. هذا هو الذي ينبغي ان نتربى عليه في ولهذا الجواب لان الانسان لو سمح لنفسه وعقله ان يورد اشكالات او اسئلة على ما صحت به النصوص انها سلسلة لا تكاد تنقطع. لا تكاد تنقطع. فيجب علينا ان نبني ايماننا بالله ورسوله على كمال الاذعان وكمال التسليم والقبول والانقياد. هذا اصل كاهل السنة والجماعة. واما كسب شبهة السائل وفقه الله. والتي اوردها الشيطان على قلبه فنقول ان وهي انك ظننت ان درجة ارتفاع الساج درجة التي يرتفع بها الساجد هي في مقدارها عين الدرجة التي يرتفع بها المجاهد ولو سألتك ما مبدأ هذا لقلت ان مبدأه الاتفاق في اسم الدرجة. فحينئذ اقول لك ان اتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات والمقدار. فالامر غيب فتلك هؤلاء يرتفعون درجات وهؤلاء يرتفعون درجات ولكن الحديث لم يتكلم عن مقدار هذه الدرجة. وصفة هذه الدرجة وكيفية هذه الدرجة وعظم هذه الدرجة التي لهؤلاء وهؤلاء فلا يجوز لنا ان نحمل الحديث ما لم يحتمل وان نؤمن به على ظاهره فقط. فالدرجة التي اعدها الله للمجاهدين ليست في صفتها كالدرجة التي اعدها الله فمن قال انها هي بعينها فانه يرد عليه هذا الاشكال. فاذا حاول بارك الله فيك ان تفك ما اراد الشيطان ان يقرن بينهما في عقلك وهو ان الدرجة في صفتها وكيفيتها هي عين الدرجة الاخرى وهذا لا دليل لا دليل عليه. فهؤلاء يرتفعون درجات الله اعلم بكيفيتها وعظمها وكبرها وفخامتها وضخامتها وهؤلاء اي الساجدون يرتفعون درجة الله اعلم كيفيتها وكبرها وعظمها. فلو امنت بذلك ولم تتدخل فيما لا شأن لك به فيما هو من علم الغيب لما ورد على ذهنك هذا الاشكال وفقك الله والله اعلم