احسن الله اليكم شيخنا سائل يقول هل نقل عن السلف قولان فيما يتعلق بالاعمال في مسألة مسمى الايمان؟ يعني هل ثبت عن ام انهم يرون الاعمال شرط كمال لا شرط صحة الحمد لله لا اعلم عن احد من اهل السنة والجماعة ممن ينتسب الى مذهب اهل السنة من يقول بان العمل ليس من حقيقة الايمان ولكنني احفظ اجماعات كثيرة نقلها ائمة كثر الى يومنا هذا تحكي اجماع اهل السنة على ادخال الاعمال في حقيقة الايمان. فالايمان له ثلاث ركائز. قول اللسان واعتقاد الجنان وعمل الجوارح والاركان فلا اعلم عن احد من اهل السنة ممن ينتسب حقا وصدقا الى السنة يقول بان الاعمال ليست داخلة في مسمى الايمان هذا لا اعلمه عن احد من اهل السنة ولكن بقينا في جزئيات لا بد ان نفصل فيها قليلا. الجزئية الاولى الجزئية الاولى العمل الذي هو ركن في الايمان. ما العمل الذي هو ركن في الايمان؟ متى ما تحقق تحقق الايمان؟ ومتى ما انتفى انتفى الايمان؟ الجواب هو جنس الاعمال لا احدها الا بدليل. فجنس العمل ركن في لا احاد الاعمال الا بدليل. فلا ينتفي الايمان عن شخص الا اذا انتفى جنس العمل واما اذا كان عنده جنس العمل ولكن خالف في احادها فهنا ينقص ايمانه الواجب ويبقى فالمخالفة في احاد الاعمال تنقص كماله ولا تنقض اصله. وانما الذي اصله هو ترك جنس العمل. فان قلت اضرب لنا مثالين حتى تتضح لنا الصورة فاقول لا بأس. المثال الاول ما رأيكم في رجل نطق بالشهادتين؟ ثم اكتفى من الاسلام بالشهادتين لم يعمل بعدهما اي عمل. هذا ترك جنس الاعمال. فحينئذ ليس بمؤمن. لانه ترك جنس الاعمال ومن ترك جنس العمل فانه يخرج عن دائرة الايمان انتم معي بهذا؟ طيب المثال الثاني يوضحه لو ان انسانا اخر نطق بالشهادتين وصلى وصام وزكى ولكن لم هذا ترك جنس الاعمال او احاد الاعمال احاد الاعمال لا تعتبر ناقضة لاصل الايمان ولكنها منقصة لكماله منقصة لكماله بقدرها. فيكون تارك هذا الواجب من جملة اصحاب الكبائر الذين هم تحت مشيئة الله عز وجل. فاذا مني هذه القاعدة جنس الاعمال ركن في الايمان لا احادها لا احادها الا بدليل. وقولنا الا بدليل حتى نخرج الصلاة مثلا. فالصلاة من تركها كفر مع انها واحدة من الاعمال. فمهما كان الانسان يزكي ومهما كان يعتمر ويحج ومهما كان مربي للحيته ومهما كان قائما بشرائع الدين كلها لكنه ترك الصلاة الترك المطلق فانه لان احاد العمل هذا قد دل الدليل بخصوصه على ان المخالفة فيه كفر. لقول النبي صلى الله عليه وسلم العبد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وقوله عليه الصلاة والسلام بين الرجل والكفر او قال الشرك ترك الصلاة. انتم لهذا لكن اما ما لم يدل عليه دليل فاننا نجعل تركه تركه نجعل تركه منقصا لكمال الايمان لا ناقظا لاصله. اذا هذه جزئية لا بد من فهمه. الجزئية الثانية. هل يوصف العمل بانه شرط او ركن هل يوصف العمل بانه شرط؟ للايمان؟ او ركن؟ اقول من لا يعرف دلالات الاصولية فالامر عنده مبني على السعة. ولا نحاسبه محاسبة من يعرف الدلالات الاصولية والفروق بينها. فلو ان عاميا قال انا اعتقد ان الاعمال ركن او جاء عامي وقال انا اعتقد ان الاعمال واجبة من واجبات الايمان او قال شرط من شروط الايمان فاننا نقبل كلامه بانه ليست عنده التفاصيل الجزئية التي يعرفها خواصه طلاب العلم في الاصول لكن اذا اردنا ان نحرر المسألة فان التعبير بقولنا الايمان ركن عفوا الاعمال ركن الايمان اصح من قولنا الاعمال شرط للايمان. فان قلت ولماذا؟ اقول لان الركن داخل في ماهية والشرط يأتي قبله. لو قلت لك الطهارة شرط للصلاة؟ لقلت نعم. لان الطهارة شيء يطلب قبل الدخول في الصلاة لكن الركوع شرط في الصلاة؟ الجواب لا بل هو ركن في الصلاة لان الصلاة من ماهيتها الركوع فما كان داخلا في الشيء فركن وما كان خارجا عنه فشرط انتم معي في هذا؟ استقبال القبلة شرط لانه يطلب تحقيقه قبل الدخول في مسمى الصلاة. لكن القيام الركوع السجود القعود قراءة الفاتحة هذه اركان. لماذا؟ لانها مماهية الشيء. فهل الايمان عفوا فهل الاعمال خارجة عن دائرة الامام؟ ام هي داخلة في حقيقة الايمان؟ داخلة في حقيقة الايمان اذا التعبير بانها ركن افضل من التعبير عنها بانها شرط انتم معي بهذا؟ هذا هو الاصح عندي والله اعلى واعلم