الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة ما حكم اعطاء الطالبات لمعلمتهن اشياء بسيطة؟ نظرا لتواجدها معهن داخل الفصل اكثر الوقت فتقاسمهن احتساء القهوة وشرب الشاي وتناول التمر ونحوه. واحيانا نحضر هدايا بسيطة تقول السائلة واحيانا يحضرن هدايا لهن كطالبات كاكواب ومساويك فنعطيها ونقسم لها تبعا لحضورها معنا. علما بان المعلمة لا تشارك الطالبات ماديا في ذلك لا كاعداد قهوة ونحو فلا تدفع مقابل ذلك مبلغ. انما تشاركنا من باب الاخوة فهل يدخل في عموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم هدايا اما الغلول الحمد لله رب العالمين وبعد؟ الجواب المتقرر عند العلماء ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح اقرروا عند العلماء ان الشريعة جاءت بتقرير المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها. ولا جرم ان اهداء الطلاب لمعلمهم شيئا هذا من ما يظهر تودد الطلاب له. ومما يظهر محبتهم له واحترامهم له وهذه مقاصد حسنة يشكر عليها الطلاب وهي تدل على كبير العلاقة بين الطلاب ومعلمهم وعلى كبير احترامهم لمعلمهم. وعلى انكسار تلك الحواجز بين المعلم وطلابه. فكل ذلك كشيء حسن. وهي مصالح طيبة وحسنة. ولكن لا ينبغي الانسان ان ينظر الى المسألة من جانب واحد. وهي جانب المصلحة فيها. وانما ينظر الى الجانب الاخر وهي ان هذه المصلحة وهي مصلحة اهداء الطلاب لمعلمهم شيئا تقابلها مفسدة وهي ان المعلم سيكون قلبه مأسورا لهؤلاء الطلاب. لان الهدايا تأسر القلوب. فربما قالوا مع هؤلاء الطلاب فيما لا يجوز التساهل فيه. وربما اوجب ان يزيدهم ما لا يستحقونه من الدرجات او يخفف عنهم بسبب بذلك الاختبارات بينما يثقلها على غيرهم ويحرم غيرهم من ذلك كله لانهم لم يعملوا معه ما عمله الطلاب دول وبناء على ذلك فعندنا مصلحة وهي الهدية للمدرس. لكن هذه المصلحة قابلها مفسدة. والمتقرر عند العلماء ان درء المفاسد في هذه الحالة مقدم على جلب المصالح لذلك جاء الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم هدايا العمال غلول. لعظم المفسدة المترتبة على تلك الهدايا مع ان في مصلحة وانا لا اقطع وجه المصلحة فيها. بل فيها مصلحة واقر بان فيها مصلحة. ولكنني اقول بان مصلحة تقابلها مفسدة. والعاقل يعلم ان الشرع جاء بدرء المفاسد وتقديمها على جلب المصالح وبناء على ذلك فكل من قام بعمل واجب عليه فلا يجوز له ان يأخذ ممن وجب نفعه بذلك العمل مقابلا. فلا يجوز للرئيس ان يقبل هدية من المرؤوس. ولا يجوز للمدير ان يقبل هدية من موظفيه. ولا يجوز للامير ان يقبل هدية من احد افراده افراد من من هو امر عليهم فجميع ما يأخذه الرئيس من المرؤوس بسبب رئاسته يعتبر غلولا ومن يغلو ليأتي بما غل يوم القيامة بغض النظر عن كونه اهداء شيء يسير او كبير. الحكم واحد في الاشياء الصغيرة والكبيرة على حده على حد سواء. فالمعلم اذا كان يأخذ على هذه الوظيفة اجرا من غير المتعلم. فلا يجوز له ان يأخذ من متعلم هدية او ان يطالبه بتقديم خدمة له. لانه يؤدي هذا العمل ويأخذ عليه من الدولة اجرة فلا يجوز للمعلم للمعلم ان يقبل هدايا من الطلاب حتى ولو كانت قلما او سواكا. سدا لذريعة مجاملتهم فيما لا تجوز مجاملتهم فيه او التساهل معهم فيما لا يجوز التساهل فيه او الاخلال بالنظام من اجل مراعاة خواطرهم بسبب وبانهم كانوا يهدون له والله اعلم. وهذا الحكم ما دام معلما لكم لكن ان تخرجتم من هذه المدرسة يوما من الايام وزالت رئاسته عنكم فلكم ان تجتمعوا بارك الله فيكم وتدعوه وليمة غداء او عشاء وتهدونه من الدروع والهدايا الثمينة ما تشاؤون. لان المفسدة زالت وتبقى المصلحة بلا مفسدة مقابلة. واما ما دمتم تحت سلطانه ورئاسته فلا يجوز لكم ذلك. والله اعلم