الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هل شرب الشوربة التي بها لحم جزور تنقض الوضوء حتى وان لم يأكل من اللحم الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان العبادات التي تنعقد بالدليل لا يجوز الحكم عليها بالبطلان والنقض الا بدليل اخر متقرر عند العلماء ان نواقض الوضوء توقيفية. وقد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في مسألة اكل لحم زوري اهو ناقض ام لا على قولين. والقول الصحيح هو ما ذهب اليه الائمة الحنابلة وغيرهم من المحققين من اهل العلم رحم الله جميع رحمة واسعة من ان من اكل لحم جزور فان وضوءه فان وضوءه يعتبر منتقضا. وذلك لحديثين صحيحين في صحيح الامام مسلم من حديث جابر ابن سمرة رضي الله عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم انا من لحوم الغنم قال ان شئت توضأ وان شئت فلا تتوضأ. قال ان اتوضأ من لحوم الابل؟ قال نعم. فتوضأ من لحوم الابل الحديث وفي السنن باسناد صحيح من حديث البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم توضأوا من لحوم الابل ولا تتوضأوا من لحوم الغنم الحديث وبناء على ذلك فاذا طبخ اللحم في المرق ثم شرب الانسان مرقة ولم يأكل لحما فان اصح اقوال اهل العلم ان وضوءه باق على حاله لانه لم يأكل لحم جزور. وانما شرب المرق والمرق شيء واللحم شيء. والاصل بقاء الطهارة فلا يجوز الحكم عليها بالانتقاض الا بدليل. وليس هناك كدليل يدل على ان شرب ما راقت اللحم التي طبخ فيها الجزور ناقضة للوضوء. والحكم ببطلان الطهارة حكم شرعي والاحكام الشرعية تفتقر في ثبوتها للادلة الصحيحة الصريحة. فاذا كان الانسان قد شرب مرقة وهي خالية الخلو المطلق التام. من اجزاء لحم الجزور فان وضوءه على حاله. واما اذا شرب مرقة قد طبخ فيها لحم الجزور وتقطع اللحم من ها هنا وها هنا. فصار قطعا صغيرة قد يرى بعضها في الملعقة او حال شربه ورشفه من هذا المرق وقد لا يراها فلا جرم ان الاحوط والاكمل اولى للانسان في هذه الحالة ان ان يجدد وضوءه ان يتوضأ من باب الاحتياط للصلاة فصارت المسألة على قسمين. اذا شغل هذا المرق وتأكدنا من عدم وجود اجزاء من لحم الجزور فان مجرد شرب المرق بلا اجزاء لحم الجزور لا تعتبر ناقضة للوضوء. واما اذا شرب الانسان فرقا قد طبخ فيه لحم جزور وتقطع ورشفه رشفا ولا يدري هل دخل في جوفه شيء من اللحم او لا فان الاولى والاحوط والابرأ لذمته ان ان يتوضأ. واما اذا شرب مرقا واكل لحمه يقينا فيجب عليه حينئذ ان يتوضأ فصارت الاحوال ثلاثة اقسام. اذا تيقن او غلب على ظنه انه انما شرب مرقا فلا وضوء عليه واذا شك هل اكل شيئا من اجزاء اللحم مع رشفه للمرق او لا فالاحوط ان يتوضأ. واما اذا تيقن او غلب على ظن انه اكل اجزاء من لحم الجزور فيجب عليه ان يتوضأ. فان قلت يجب علي ان اتوضأ بعد اكل لحم الجزور ولو كان بنسب قليلة ولو كان بنسب قليلة؟ الجواب نعم. الجواب نعم لان المتقرر عند العلماء ان ما نقض كثيره فان يسيره ينقض الطهارة والله اعلم