الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول نريد تعليقا من شيخنا على هذه الرسالة التي انتشرت بين الناس مواقع التواصل وخلاصتها يقول احذروا من كلمة المطر. فالمطر لم يذكر في القرآن الا ومعه العذاب فهل هذا الكلام صحيح الحمد لله وبعد هذا الكلام ليس بصحيح على اطلاقه. فان السنة قد وردت باستعمال لفظة المطر في والرحمة والقاعدة التي ينبغي ان يرجع اليها في ذلك تقول ان اللفظ يختلف معناها باختلاف سياقها فاذا وردت لفظة المطر في سياق القوم المعذبين فهذا المطر مطر عذاب. لقول الله كما حكى الله عز وجل انه امطر قوما مطر سوء لان هذا المطر او هذه اللفظة وردت في سياق قوم معذبين. ففهمنا ان مطر سوء ومطر عذاب ومطر لعنة وعقوبة بدلالة السياق. ولا ينبغي ان نستنبط من ذلك قاعدة عامة بان كل لفظة مطر فيراد بها العذاب لا وانما نرجع الى تحديد معنى اللفظة المشتركة النظر فيما قبلها وما بعدها من السياق. ولذلك ورد في صحيح الامام رحمه الله تعالى من حديث انس بن مالك قال اصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثوبه حتى اصابه من المطر. فقلنا لم فعلت ذلك يا رسول الله؟ قال لانه حديث عهد بربه. وفي صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم المطر. الا قال اللهم صيبا نافعا. فالمطر في هذا السياق لا يفهم منه انه عذاب وانما يفهم منه انه رحمة. فاختلف معنى اللفظتين في مطر العذاب ومطر الرحمة بالنظر الى السياق بالنظر الى السياق. وفي سنن ابي داوود من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال اصابنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة مطر في يوم عيد. قال مطر في يوم عيد فصلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد صلاة العيد في المسجد. وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه في قضية اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وتحديد ليلة القدر والحديث طويل. وخلاصته وقال فمطرت السماء تلك الليلة. وكان المسجد على عريش فوقف المسجد فابصرت عيناي رسول الله. صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته اثر الماء والطين. صبيحة احدى وعشرين. والشاهد منه قول ابي سعيد فمطرت وفي الصحيحين من حديث خالد بن زيد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في الحديبية على اثر سماء كانت من الليل. فلما سلم اقبل علينا بوجهه فقال اتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا لم يقل اغثنا وانما قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. والاحاديث اذا تتبعناها في هذا الموضوع كثيرة. والخلاصة ان القاعدة اللغوية تقول ان اللفظة ذات المعاني المشتركة اللفظة اذا كانت تدل على عدة معاني فان تحديد احد المعاني يرجع فيه الى النظر للسياق. فلفظة المطر ان وردت في سياق العذاب فيكون عذابا وان وردت في سياق الرحمة فيكون رحمة والله اعلم