الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول وردتنا رسالة ذكر فيها ان احد العلماء قد وجد او حصل على براءة اختراع في تطوير علم ان اسماء الله الحسنى لها طاقة شفائية لعدد من الامراض. فما توجيهكم في ذلك احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان ما كان مبنيا على شيء من امور الغيب فانه يكون توقيفيا على النص ولا يجوز للانسان ان يثبت اثرا غيبيا على شيء من الامور الا وعلى ذلك الاثبات دليل من الشرع ومن المعلوم ان الادلة قد جاءت بمشروعية الرقية بالقرآن المتظمن لاسماء الله عز وجل وصفاته. فالرقية بكتاب بالله عز وجل قد وردت به الادلة. قال الله تبارك وتعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. وقال الله عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاؤه ورحمة للمؤمنين. وقد اجمع العلماء فيما اعلم على ان الرقية لا تكون رقية شرعية الا اذا توفرت فيها ثلاثة شروط والتي منها ان تكون بكلام الله عز وجل او التعويذات الشرعية والادعية الصحيحة التي لا تتضمن شيئا من الحرام. فالى هذا الحد نحن نتفق اتفاقا كاملا ولله الحمد في ان الرقية مشروعة بمثلها. فاذا كان الانسان يرقي باسماء الله عز وجل على انها من جملة ايات القرآن كقول الله عز وجل في اخر سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الى اخره. على انها من جملة ما يجوز الرقية به هو كتاب الله فلا نرى في ذلك حرجا ولا بأسا ان شاء الله عز وجل لثبوت الادلة بذلك. واما ان يتجاوز الانسان بعقله العاجز الضعيف على التخوض في امر غيبي بلا دليل ولا ولا برهان فان هذا امر لا نقبله احفظه ونأباه كالذي يجعل طاقة شفائية في كل اسم من اسماء الله عز وجل فاننا نقول هل عندك على هذا اثارة من علم؟ من نصوص الوحيين؟ هل ثبت ذلك الامر عن النبي صلى الله الله عليه وسلم هل ثبت ذلك الامر عن احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او عن احد من التابعين واتباعهم او عن احد من سلف وائمتها فان ترتيب اثر معين على اسم من اسماء الله هذا مآله الغيب. وما كان مآله الغيب فانه مبني على التوقيف. فلابد ان يأتينا من يدعي ذلك من يدعي ذلك بدليل يدل على هذا التوقيف لان العلاج باسماء الله عز وجل هو من باب العلاج الروحي وعلاج والعلاج الروحي مبني على التوقيف فلا يجوز ان نسن به سنة العلاج التجريبي. كعلاج بقية الامراظ كالصداع ووجع السن فان ادوية وعلاجات هذه الامراض العضوية الحسية مبنيون على التجارب. واما ما كان مآله الغيب فانه لا يسن به سنة العلاج التجريبي بل هو توقيفي ولابد ان يغلب فيه جانب التوقيف نكتفي شر هؤلاء المتخوضين في علم الغيب بلا علم ولا برهان ولا دليل. فالذي ارى ان ما يقوله هذا الشخص هو تهوق وتخوض وتخرص في شيء غيبي. ولم يأتنا ببرهان من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا من فعل احد الصحابة ولا من فعل احد من من سلف الامة وائمتها يدل على صحة نتيجته التي توصل اليها وخلاصة الكلام ان الرقية باسماء الله التي تتضمنها ايات كتابه عز وجل هذا امر متفق عليه بين اهل السنة لم يخالف فيه احد. ولكن الذي نرفضه ونأباه ولا نقبله ونحذر من الامة من اعتقاد صحته هو ان نجعل لكل اسم من اسماء الله طاقة شفائية لمرض معين فهذا امر لا نقبله لانه ترتيب اثر غيبي. على امر وامور الغيب توقيفية على النص. فارى ان هذه الرسالة لم تبنى على علم ولا على هدى من الله عز وجل. بل هي بنية على التكهنات والتخرصات والتخوض فيما لا علم للانسان به والله اعلم