الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هل هذا الدعاء من يرتكب شيئا محرم ويعرف انه محرم ولم يستطع ان يتركه فليقل هذا الدعاء. اللهم احرمني لذة معصية وارزقني لذة طاعتك. الحمد لله رب العالمين. المتقرر عند العلماء ان الاصل في الفاظ الادعية الحل والاباحة الا فيما خالف النص فالانسان اذا اراد ان يدعو بدعاء فلا يشترط ان تتفق الفاظ دعائه مع مع الفاظ الدعاء المنقولة كتابا وسنة فانه ربما تكون له حاجة اخرى تتضمن الفاظ دعاء غير موجودة في الكتاب والسنة. فحينئذ ان يدعو بما شاء من خيري الدنيا والاخرة سواء اوافقت الفاظه الفاظ دعاء الكتاب والسنة او لا؟ ما دامت الفاظه داخلة في حيز المشروع لا الممنوع هذا بالنسبة للجائز. ولكن الافضل في ادعية الانسان ان تتفق مع الفاظ ادعية الكتاب والسنة فان ادعية الكتاب والسنة هي خير الدعاء. واعظم الدعاء وافخم الدعاء على الاطلاق. وابعد الدعاء عن ان يدخل فيه شيء مما لا من المخالفات ولا من حيث لا يشعر الانسان بها. فالانسان اذا دعا بشيء من ادعية الكتاب والسنة فان قلبه يكون مطمئنا من عدم دخول شيء مما يوجب الوقوع في المخالفات الشرعية. فاذا عندنا امر جائز وعندنا امر افضل. اما الامر الجائز فلانسان ان يدعو بما شاء من الفاظ الدعاء اذا لم تتضمن مخالفة شرعية. واما الامر الافضل والاكمل فهي ان تتفق دعواته مع ادعية الكتاب والسنة. اذا علم هذا الاصل وفهم هذا التنظير فاقول للسائل وفقه الله ان مثل هذا الدعاء لا ارى فيه حرجا لان الانسان انما يقع في المعصية بسبب وجود هذه اللذة النفسية التي يجدها في قلبه. وان كثيرا من هذه اللذة انما هو املاء وتزيين من الشيطان لا حقيقة لها لكن العاصي يجد عند مزاولة معصيته هذه اللذة سواء اكانت لذة حقيقية واقعية او شيطانية متوهمة لكن انه يجد لذة ويجد شهوة فهو يدعو الله عز وجل ان يحرمه وجود هذه اللذة لان حرمانه من وجود هذه اللذة الى عدم مزاولته لهذه المعصية فان الحامل للمعصية انما هي وجود الشهوات. ولذلك المريض غالبا لا في شيء من المعاصي لانه لا يحس بوجود اللذة عند مقاربته لهذه المعصية. وانما يقع في المعاصي من يستشعر لذتها ويحب شهوتها. فهو يدعو من الله فهو يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء ان يحرمه من وجود هذه اللذة وان يغلق هذه اللذة على نفسه. لماذا؟ لانه اذا عصى بلا لذة فسيحمله عدم وجود لذته والاستئناس بها الى تركها. فقوله اللهم احرمني لذة المعصية. بمعنى انك اكفني شر مزاولتها واقطع الطريق لفعلها. واقطع الطريق لفعلها. مع ان لفظة احرمني لا احبها في هذا الدعاء. وانما للانسان ان يستبدلها بقوله اللهم اكفني فعل هذه المعصية. اللهم اكفني شر نفسي تلك العبارات التي لا تكون مجملة في مثل هذه المواضع التي لا ينبغي فيها الاجمال. فعلى كل حال هذا الدعاء لا بأس به الا في كلمة احرمني. فليستبدلها بقوله اكفني. امنعني امنعني من وجود هذه المعصية امنعني من محبتها امنع قلبي من الاستئناس بها يا مثبت القلوب ثبت قلبي على طاعتك. اكفني شر نفسي وشيطاني ونحو تلك الادعية التي ليس فيها شيء من المداخلات والخلاصة ان دعاءك هذا لا بأس به الا في كلمة احرمني لعلك تستبدلها بغيرها من العبارات التي لا تكون مجملة والله اعلم