السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة على موعد مع اللقاء الثاني والخمسين من لقاءات العقيدة والتوحيد وتجديد الايمان مع حديث جبريل الذي يشتمل على الدين كله ولا زال حديثنا بحول الله ومدده عن الركن الثاني من اركان الاسلام الا وهو الصلاة والحديث عن الصلاة حديث ماتع طويل ممتد يحتاج اليه الامة الان بلا نزاع بعد ان تحدثنا في اللقاء الماضي مع حضراتكم عن فضل واحكام صلاة الضحى ساتحدث الليلة الى حضراتكم عن صلاة كثر فيها السؤال ويريد كثير من المسلمين ان يقفوا على حقيقة هذه الصلاة الا وهي صلاة التسابيح ما هي صلاة التسابيح؟ وما حكمها؟ وما فضلها وهل صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لا ولماذا سميت بهذا الاسم تسابيح كما قال الامام النووي رحمه الله تعالى في تهذيب الاسماء واللغات قال اما صلاة التسبيح يعني التسابيح المعروفة فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها بخلاف العادة في غيرها من الصلوات يبقى سميت صلاة التسابيح او التسبيح بهذا الاسم لكثرة التسبيح فيها بخلاف غيرها من الصلوات ليس لها وقت معين سائر الصلوات المعلومة لنا جميعا باوقاتها المحددة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فليس لصلاة التسابيح وقت معين عند من يرى جوازها وانما تؤدى في اي ساعة من ليل او نهار بعيدا عن اوقات النهي التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرتها قبل ذلك بفضل ربنا جل وعلا تدبروا معي لهذا التأصيل المهم للعلماء في صلاة التسابيح قولان معروفان من باب العدل والانصاف للعلماء في حكم صلاة التسابيح او التسبيح قولان القول الاول لا تشرع صلاة التسابيح هكذا قال انصار هذا الرأي واصحاب هذا القول قالوا لا تشرع صلاة التسابيح ولم يثبت فيها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل وفي هيئتها وكيفيتها تغيير لنظم الصلاة المعروف لجميع المسلمين. وقالوا لو كانت صلاة التسابيح مشروعة لنقلت للامة نقلا لا ريب فيه واشتهرت هذه الصلاة بينهم هذا هو القول الاول القول الثاني قال انصاره واصحابه بل ان صلاة التسابيح سنة وقد وردت صلاة التسابيح من طرق كثيرة مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم وموقوفة ومتصلة ومرسلة. اكرر القول الثاني قالوا لا لا لا صلاة التسابيح سنة وقد وردت من طرق كثيرة مرفوعة وموقوفة اي على بعض الصحابة رضي الله عنهم ومتصلة ومرسلة واصح هذه الروايات والطرق حديث ابن عباس رضي الله عنهما وحديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ما هو حديث ابن عباس وسنكتفي به عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس ابن عبدالمطلب يا عباس يا عماه الا اعطيك الا امنحك الا احبوك الا افعل بك عشر خصال اذا انت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك اوله واخره قديمه وحديثه خطأه وعمده. صغيره وكبيره سره وعلانيته. ايه ده ايه الفضل ده؟ تاني تاني يا عباس يا عماه الا اعطيك الا امنحك الا احبوك الا افعل بك عشر خصال اذا انت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك اوله واخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال ان تصلي اربع ركعات ان تصلي اربع ركعات والراجح من اقوال من صحح احاديث وحسن احاديث صلاة التسابيح انها اربع ركعات متصلات اربع ركعات متصلات ان تصلي اربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن اذا فرغت من القراءة في اول ركعة وانت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر عشان كده سميت التسابيح لكثرة التسبيح فيها تقرأ الفاتحة وتقرأ سورة من سور القرآن ثم وانت قائم بعد فراغك من قراءة الفاتحة وقراءة السورة تقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وانت راكع عشرا والصحيح ايضا ان هذا بعد تسبيح الركوع وبعد تسبيح السجود يعني بعد سبحان ربي العظيم وبعد سبحان ربي الاعلى فاذا ركعت اقولها وانت راكع عشرا وانت قائم خمس عشرة مرة لكن في الركوع اقولها عشرا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ثم ترفع رأسك من الركوع. سمع الله لمن حمده ثم تقولها عشرا. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ثم تهوي ساجدا فتقولها وانت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود يعني في الجلسة بين السجدتين وتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك وتجلس جلسة اخرى فتقولها عشرا قبل ان تقوم للركعة الثانية كذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة تفعل ذلك في اربع ركعات ان استطعت ان تصليها في كل يوم مرة فافعل. هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام لعمه العباس ان استطعت ان تصليها في كل يوم مرة تفعل في اي وقت بعيدا عن اوقات النهي فان لم تفعل في كل جمعة مرة فان لم تفعل ففي كل شهر مرة فان لم تفعل في كل سنة مرة فان لم تفعل ففي عمرك مرة من الائمة الذين رووا حديث صلاة التسابيح روى الحديث الامام ابو داوود وابن ماجة والترمذي وابن خزيمة والبيهقي والحاكم الطبراني نضارة قطني وغيرهم منهم من صحح الحديث ومنهم من حسنه وهذا هو محل الخلاف بين علمائنا بين من يقول بمشروعية صلاة التسابيح وبين من يقول بعدم مشروعيتها. فالخلاف بينهم في الحكم بسبب اختلافهم في حكمهم على حديث صلاة التسابيح من الذين صححوا او حسنوا حديث صلاة التسابيح الحافظ بن حجر السنة الحافظ ابن حجر احاديث صلاة التسابيح وكذلك الامام النووي في تهذيب الاسماء واللغات والامام البيهقي وابن الصلاح الشيخ احمد شاكر شعيب الارنقوط شعيب رحمه الله حسن حديث صلاة التسابيح وكذلك الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند وصحح الحديث الشيخ الالباني ومن هؤلاء ايضا ممن صححوا او حسنوا الامام ابن منده والاجر والسند والخطيب وابو سعد السمعاني وابو موسى المديني والمنذري وابن عابدين والدارقطني. وقال الامام النووي في الاذكار وبلغنا عن الامام الحافظ ابي الحسن الدار قطني رحمه الله انه قال اصح شيء في فضائل الصور فضل سورة الاخلاص. قل هو الله احد واصح شيء في فضائل الصلوات فضل صلاة التسبيح او التسابيح طيب الفريق الاخر الذين لا يرون مشروعية صلاة التسابيح وحكموا على احاديثها بالضعف سندا ومتنا بل ومنهم من حكم عليها بالوضع قال الامام الترمذي وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث في صلاة التسبيح ولا يصح منها كبير شيء هذا قول الامام الترمذي وقد رأى الامام ابن المبارك وغير واحد من اهل العلم صلاة التسابيح وذكروا الفضل فيه هكذا انصاف العلماء هكذا يقول الامام الترمذي رحمه الله تعالى من باب الانصاف والتجرد والعدل كذلك الامام احمد رحمه الله تعالى لا يرى صحة احاديث الصلاة التسابيح بل لقد حكم الامام ابن الجوزي عليها بانها احاديث موضوعة. اي مكذوبة من كرة وكذلك ممن انكر هذه الاحاديث شيخ الاسلام ابن تيمية والامام المزي والامام ابن مفلح المقدسي وكذلك الامام الهيثمي الشوكاني انكر هذه الاحاديث ومن المعاصرين الشيخ ابن باز قال المعتمد قول من قال من العلماء ان احاديث صلاة التسابيح غير صحيحة واسانيدها معلولة. وكذلك قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله قال الراجح من اقوال اهل العلم ان احاديثها احاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة جمهور اهل العلم يرى مشروعيتها بل لقد اختلف قول الامام احمد نفسه فيها وقد قال المحب الطبري رحمه الله في الاحكام قال جمهور الشافعية لم يمنعوا من صلاة تسابيح يقول وقد تقدم كلام ابن العربي من المالكية وهو يدل على انه لا يرى بها بأسا يقول واما الحنفية اي الاحناف فلم ارى عنهم شيئا الا ما نقله السروجي عن مختصر البحر في مذهبهم انها مستحبة عند الاحناف وثوابها عظيم قال الامام ابن قدامة المقدسي في المغني ولم يثبت احمد رحمه الله تعالى الحديثة المروي في صلاة التسابيح ولم يرها مستحبة يقول ابن قدامة وان فعلها انسان فلا بأس فان النوافل والفضائل لا يشترط صحة الحديث فيها قال الامام احمد ابن حنبل رحمه الله ما تعجبني قيل له ولم وقال ليس شيء يصح فيها ونفض يديه هكذا كالمنكر وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله عن احمد ابن حنبل رحمه الله انه رجع عن القول بعدم استحبابه طب ايه وجه الانكار من سادتنا وعلمائنا الذين لا يرون مشروعية صلاة التسابيح. ما وجه الانكار لماذا قالوا لضعف السند في الروايات الثابتة في صلاة التسابيح وان صح السند المتن فيه نكارة الاحاديث الثابتة في صلاة تسابيح ضعيفة الاسناد وان صح الاسناد في بعض الروايات فمتن الروايات متن فيه نكارة ليه ؟ قالوا لبخالفة هذه الصلاة لهيئة الصلاة المعروفة الامام الشوكاني رحمه الله يقول ولا شك ولا ريب ان هذه الصلاة في صفتها وهيئتها نكارة شديدة مخالفة لما جرت عليه التعليمات النبوية قول الامام الشوكاني ومنهم من قال ايضا لهذا الثواب العظيم جدا المترتب على ادائها ورد سادتنا وعلماؤنا الذين يرون مشروعيتها ممن صححوا احاديثها او حسنوها ردوا بما يلي قالوا حديث صلاة التسابيح صح سنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وله طرق كثيرة وموضوعه امر تعبدي لا دخل للعقل فيه يسع المؤمن الا ان يسلم وان يصدق ما دام قد صح السند لقوله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم الاية وقالوا ليس من شرط صحة الصلاة ان تكون الصلاة موافقة موافقة لهيئة الصلاة المعروفة لنا وقد قبل العلماء بلا خلاف صلاة الخوف صلاة العيد صلاة الكسوف صلاة الاستسقاء وصلاة الجنازة وكل هذه الصلوات مخالفة في هيئتها لصلاتنا المعروفة وكل هذا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا والزيادة في صلاة التسبيح هي زيادة في التسبيحات وزيادة في جلسة الاستراحة وكل هذا له اصل في السنة وفي الصلاة ولقد قال عليه الصلاة والسلام في الصلاة انما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن اما الاجر كذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقد يترتب على عمل صغير مغفرة لما تأخر من الذنب كما حصل مثلا لاهل بدر وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة انه يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة اتية كما ان العبادة الهر في زمان الغفلة يضاعف اجرها العبادة في الهرج كهجرة الي كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث معقل بن يسار العبادة في زمان الفتن في ايامنا هذه يضاعف اجرها في صلاة الشروق مثلا كاجر حجة تامة تامة تامة وقيام الليل فيه من الاجر ما قد ذكرناه وفضل الله عظيم لا منتهى لحده الله واسع عليم هذه باختصار اقوال سادتنا وائمتنا من اهل العلم والفضل في صلاة التسابيح وانا مع من يقول بمشروعيتها فاقل درجات الحديث كما قال كثير من ائمتنا انه حديث حسن ولو فعلتها ولو في العمر مرة فلا بأس بذلك