الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قل احسن الله اليك الاب اذا لم يكن صالحا او اعان الابن على الفساد ولكن الابن كان صالحا فهل ينتفع الاب بدعوة ابنه في قوله او ولد صالح يدعو له ام ان المانع الذي من قبل الاب قد يحول دون استجابة الدعاء الحمد لله في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث ذكر منها او ولد صالح يدعو له. وقد اطلق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء. ولم يقيدهم ولم يقيد النبي صلى الله عليه وسلم انتفاعه بصلاح بكون الاب صالحا او بكون الاب صالحا. فمتى ما دعا الولد لابيه باي دعاء فان الله عز وجل ينفع اباه بهذا الدعاء. سواء اكان الاب صالحا او طالحا. وسواء كان هو السبب في فساد او كان هو السبب في صلاحه. لان المتقرر في قواعد الاصول ان ما ورد من الادلة مطلقا فان الواجب بقاء على اطلاقه ولا يقيد الا بدليل. فمن قيد انتفاع الاب بدعاء احد اولاده بكون الاب صالحا فانه مطالب بدليل هذا التقييد. فالوالد ينتفع بدعاء ولده حتى ولو كان الاب فيه شيء من التقصير او الفساد والفسق. بل لعل دعوة الولد تعتبر طريقا صلاح والده. فان قلت وما دليل ذلك فاقول دليل ذلك ابراهيم عليه الصلاة والسلام اولم يدعو لوالده مع ان والده ازر كان هو الذي يصنع الاصنام وهو الذي يدعو ابراهيم وقومه الى عبادتها ولكن الله عز وجل انما نهى ابراهيم عن الدعاء لوالده لان والده قد مات على الكفر وتلك الدعوة من ابراهيم انما كانت بعد موت والده. لكن لو كانت في حياته لانتفع بها ازر ولكان سببا لهدايته اذا قبل الله عز وجل دعاء ابراهيم لابيه. فاذا دعاء الولد الصالح لابيه فاسق من اعظم ما يحتاجه هذا الاب. لان هذه الدعوة اذا تقبلها الله فستكون صلاة سببا لصلاح لصلاح ولدك وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لاحد ان يعز ان يعز الله عز وجل الاسلام باحد باحب الرجلين اما ابي جهل او عمر ابن الخطاب فوقعت الدعوة في نصيب عمر ابن الخطاب مع شدة عمر على المسلمين وعلى الدعوة حال كونه مشركا. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لدوس. وقال اللهم اهد دوسا وات بهم مسلمين كيف جاءوا مسلمين بين يديه النبي صلى الله عليه وسلم؟ فاذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو لاقوام كفرة ونفعهم الله عز وجل بدعائه لهم. فكيف بابيك اذا كان عنده شيء من الفسوق وانت قادر على ان تدعو الله عز وجل له فلا جرم انك ينبغي لك ان تكثر من الدعاء لابيك بالصلاح والاستقامة والهداية وان ينشرح صدره للحق وان يقبل الله وان يوفقه الله عز وجل للتوبة وان يرده اليه ردا جميلا فان اباك في هذه الحال من احوج ما يحتاجه لدعائك والله اعلم