فيه مصالحه للامة. فالمكان الذي تعلم انك ستنفع الامة والدين فيه فبقاؤك فيه افضل بحسبك انت قال هذه القاعدة ابو العباس ابن تيمية رحمه الله. فليست الافظل فليس الافضل للانسان ان يجاور في الحرمين مطلقا وانما الافضل ان يجاور الانسان في المكان. او يبقى الانسان في المكان الذي يعظم نفعه فيه نفعه فيه. فالمقام بالحرمين لا جرم ان له فضل. قد ثبتت به الادلة عند اهل العلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول لي صديق من جاءه عمل في مكة ونصحه اخر بعدم استحباب المكوث في مكة وان هذا كان رأي الامام الشافعي وقد استدل على ذلك بعدم الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة بعد الفتح وكذلك الصحابة. فهل هذا صحيح؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. هذا الكلام وفيه نظر لان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام تركوا مكة مهاجرين لله عز وجل فارين بدينهم من غطرسة الكفار واذاهم. ولذلك حرم النبي صلى الله عليه وسلم على المهاجرين ان يقيموا مكة ثلاثة ليال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث سعد بن ابي وقاص ولكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مات بمكة. فاذا انعدم مكث الصحابة في مكة بعد انتهاء نسكهم هذا كان بامر النبي صلى الله عليه وسلم وهو من الاحكام الخاصة بهم بسبب انهم هاجروا منها لله تركوا ديارهم واموالهم وارضهم ومسقط رؤوسهم لله. ومن ترك شيئا لله عز وجل فلا ينبغي له ان يتراجع ان يتراجع ويمن به ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين ان يقيموا بعد الفراغ من نسكهم في مكة ثلاث ليال. واما غير فلا يقاس عليهم في هذه المسألة. بل المجاورة في بل المجاورة في الحرمين افضل باعتبار الاصالة. والا فالقاعدة المتقربة في مثل هذا الباب عند العلماء ان الافضل ان يقيم الانسان في المكان الذي تعظم فيه عبادته لله عز وجل وتكثر في الله تعالى قال الله عز وجل ان اول بيت وضع للناس للذيب بكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينة مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا وهذا من فضائل المجاورة. وكذلك تضعيف الصلوات في المسجد الحرام. يقول النبي وسلم في الصحيحين من حديث ابي هريرة صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام. ومن المعلوم ان الصلاة في المسجد الحرام مئات افضل من مئة الف صلاة فيما عداهم من مساجد من مساجد الله عز وجل في الارض. ولما قيل لاحمد رحمه الله كيف لنا بالجوار بمكة؟ فقال النبي صلى الله فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج منها والله انك اي مكة لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله. ولولا اني اخرجت منك ما خرجت فالقول الصحيح في هذه المسألة ان المجاورة بمكة فيها فضل عظيم الا ان مجاورة الانسان في المكان الذي يعظم فيه نفعه للدين في الدين لا جرم انه افضل. واما الاستدلال بان الصحابة لم يطيلوا الجوار في مكة نقول ذلك لان لحكم يخصهم. فلا يشاركهم غيرهم في لهذا الحكم والله اعلم