الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فسؤال السائل هل الصحابة كلهم من اهل الجنة وما الدليل على ذلك وهل يجوز تعيين افرادهم انهم من اهل الجنة وهل وقع في ذلك اجماع بين اهل السنة ام لا نقول هذا السؤال مبني على عدة اسئلة السؤال الاول هل الصحابة كلهم من اهل الجنة وما الدليل على ذلك؟ نقول نعم الصحابة كلهم من اهل الجنة. والادلة على ذلك من حيث العموم ان كل مسلم في الجنة فان الله عز وجل وعد اهل الاسلام والايمان بالجنة ومن حيث الدليل الخاص فان الله سبحانه وتعالى قال في سورة الفتح لا يستوي منكم والخطاب للصحابة من انفق من قبل الفتح وهم المهاجرون والانصار وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وهم الذين يسمون بمسلمة الفتح ثم قال جل وعلا وكلا وعد الله الحسنى اي كلا من الصحابة فاي صحابي فهو موعود بوعد الله عز وجل بالحسنى والحسن الجنة كما قال تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اي الجنة. اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون وكذلك الله سبحانه وتعالى اخبر ان المهاجرين والانصار في الجنة من حيث العموم بدون قيد فقال جل وعلا في الاية المئة من سورة التوبة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين تبعهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه اه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار ذلك الفوز العظيم كذلك الله سبحانه وتعالى اخبر عن توبته على المهاجرين والانصار عموما فقال لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة فهذا عام في كل آآ مهاجري وانصاري ومما يدلنا على انهم كلهم موعودون بالجنة ما جاء من الايات الخاصة في فضائلهم مثل قوله تعالى لفقراء المهاجرين من الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله. اولئك هم الصادقون اه وايضا جاء في اه الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل اه النار احد اذا بدرا وكذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم في اهل بيعة الرظوان وقد قال الله فيهم لقد تاب الله لقد آآ في قوله سبحانه وتعالى ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيأتيه اجرا عظيما كذلك الله سبحانه وتعالى آآ على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم اخبر عن فضائل الصحابة كما في اياته كما في احاديث كثيرة. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لا تمسوا النار رجل رآني كما في الظياء. وقال صلى الله عليه وسلم الله الله في اصحابه فمن احبهم فبحبي احبهم وكل هذه الاحاديث تدل على ان الصحابي رضوان الله عليهم مغفور لهم وان الله تاب عليهم مع علمه انهم بشر وانه سيصدر منهم ما يصدر لكنه سبحانه علم بانهم سيثبتون المهاجرون والانصار ولذلك تاب عليهم وهم احياء شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة من حيث العموم ولأعيان بعضهم من حيث الخصوص واما السؤال الثاني هل وقع اجماع بين اهل السنة؟ الجواب نعم وقع اجماع بين اهل السنة ان الصحابة كلهم في الجنة ولكن وقع النزاع في مسألة واحدة وهي الصحابي الذي لم يشهد له آآ النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من حيث الخصوص وهو داخل في عموم فضائل الصحابة ووعد الله لهم بالجنة. هل يشهد له او لا في ثلاثة اقوال لاهل السنة؟ والصحيح والله واعلم ان الصحابة رضوان الله عليهم يشهد لهم بالجنة باعيانهم وبعمومهم واما من عاداهم فاننا لا نشهد الا للعموم على الصحيح من اقوال اهل العلم على خلاف في الاقوال الثلاثة فان قال قائل فان كنا نشهد لاحاد الصحابة باعيانهم بانهم في الجنة وما الفائدة من آآ بشارة رسول الله؟ لبعضهم بانه في الجنة نقول الجواب من وجهين. الاول ان البشارة هي بشارة ولم يحصل لغيرهم. والثانية ان خبر النبي ان خبر النبي صلى الله عليه وسلم قطعي. واما شهادة الشهود فهي شهادة قد تكون مقبولة عند الله وقد تكون مردودة لكن نشهد لقوله النبي صلى الله عليه وسلم انتم شهداء الله في ارض فاذا كان العلماء قد شهدوا للصحابة بانهم في الجنة من حيث العموم فاننا نعلم ان كل صحابي يدخل الجنة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد