الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول سائل هل محاسبة النفس على ما تقترفه؟ يعتبر تكفيرا للذنوب؟ لا جرم ان من الامور التي ينبغي للانسان ان يحرص عليها ان يحاسب نفسه على كل قنطار طير الوقت مير وعلى كل صغير وكبير وعلى كل دقيق وجليل. ولا ينبغي له ان يهمل نفسه بل عليه ان يأخذ بزمامها وان يعصرها على الحق قصرا. وان يلزمها بشريعة الله عز وجل. وان يحاسبها اشد من محاسبة الشريك الشحيح لشريكه والا يدع فيها شاذة ولا فاذة تصدر منها الا ويسألها ماذا ارادت به وكيف عملته فمن علامات فمن علامات توفيق الله عز وجل للعبد ان يحاسب نفسه وان يكون دائم المحاسبة. دائم المحاسبة وهذه لا نراها في كثير من الناس. ولذلك كثير من الناس اطلق زماء الزمام لنفسه تسرح في هذه الدنيا وشهواتها كيفما شاءت. وهذا مآله الى خطر عظيم والعياذ بالله. فاذا ترك الانسان محاسبة نفسه سلط الشيطان عليه ودعته نفسه الامارة بالسوء الى كل معصية وزين له الباطل وثبط على الاعمال وصد عنها واذا ترك محاسبة نفسه كذلك تمكنت منه الغفلة والعياذ بالله. فتجده يسبح في هذه الحياة وملذاتها وشهواتها غافلا قلبه بسبب تركه لمحاسبة نفسه. وقد يؤدي والعياذ بالله ترك محاسبة النفس الى نهايات خطيرة وهي ان يعلو على القلب القفل والران فلا يعرف هذا القلب بعد ذلك معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشربه من شهوته وهواه. وقد امرنا الله عز وجل بمحاسبة نفوسنا فقال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ذكر العلماء من اهل التفسير ان معنى قول الله عز وجل ولتنظر نفس ما قدمت لغد اي حاسد انفسكم قبل ان تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لانفسكم من الاعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم قم على ربكم فان محاسبة النفس امر مهم علينا ان نحرص عليه جميعا. وقد ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان محاسبة النفس تكون قبل العمل وبعد العمل. فعلى الانسان ان يحرص على محاسبتها وعلى الاخذ بزمامها وعلى اصلها وقهرها على متابعة الحق وترك الباطل. واما هل محاسبة النفس تعتبر كفارة للذنوب فنقول نعم باذن الله عز وجل. لان الانسان اذا حاسب نفسه عرف تقصيره وجوانب قصوره مع الله عز وجل فحينئذ يسعى الى تكميل هذا القصور. والى لئم هذا الصدع. الذي حصل بسبب اقترافه لهذا الذنب فان اول درجات التوبة باذن الله عز وجل محاسبة النفس. ولذلك اكثر الناس توبة اكثرهم محاسبة لنفسه ويحاسبها ثم يتوب بعد ذلك فتكون محاسبته وتوبته واستغفاره كفارة لما ارتكبه من الذنوب والمعاصي. والله اعلم