الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول هل من بأس في قول احدهم تفخر اسرة فلان باستشهاد ابنها الذي نال شرف الدفاع عن الدين الوطن الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم ان الموت شهيدا في سبيل الله عز وجل له شرفه له شرفه وفخره وعزه وكرامته واجره وثوابه عند الله تبارك وتعالى. وقد وردت الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة المتواترة بفضيلة الشهادة في سبيل والموت في سبيل اعلاء كلمة الله عز وجل. بما لا يتسع المجال لذكره. فاذا افتخر اهل الشهيد في الدفاع عن الاسلام وعن الوطن الاسلامي. فحق لهم ان يفتخروا بهذا الابن الذي قدم روحه رخيصة في سبيل اعلاء كلمة الله عز وجل والدفاع عن وطنه الاسلامي وعن مقدسات المسلمين وعن اعراض المسلمين وعن بلاد المسلمين. واذا لم نفتخر بمثل هذا وامثاله فبمن نفتخر بالله؟ او نفتخر بنجم من نجوم التمثيل؟ او بنجم من نجوم من يسمونهم بالمطربين او نختم او نفتخر لاعبي كرة برز في العائلة او مثل هذا يفتخر بهم؟ لا والله لا فخر بهؤلاء وانما الفخر في من حمل سلاحه دفاعا عن دينه وعن عرض بلاده وعن ارض بلاده ووطنه الاسلام وعن مقدسات ثم يموت بين الصفين وترتقي روحه الى الله عز وجل. فتكون في حواصل طير الخضر لها قناديل تعلق فيها تسرح في الجنة حيث شاءت ثم ترجع لتأوي لتلك القناديل. والله عز وجل يغفر للشهيد ذنب عند اول دفعة من دمه الا الدين. ويقول الله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والخلاصة ان افتخار هذه الاسرة بمن قدمته شهيدا في الدفاع عن دينه وعن وطنه الاسلامي وعن مقدساته انا ارى انه من الفخر بحق ومن الاعتزاز بالحق. وهذا من تشجيع الاسر الاخرى التي جبنت. في تقديم اولادها مجاهدين مدافعين عن دينهم وعن بلادهم واما قول الانسان شهيد في سبيل الله والوطن فان هذا من باب عطف العام على الخاص من باب عطف الخاص على العام فان هذا ليس دليلا على انه عظم الوطن لذات التراب. بل هو عظم وطنه لانه وطن يعبد فيه الله الله عز وجل. ودافع عن وطنه لانه وطن فيه المقدسات. ودافع عن وطنه لانه وطن ترفع فيه راية التوحيد. وفيه علماء اهل السنة والجماعة وفيه المسلمون الموحدون لله عز وجل. فهو لم يدافع عن وطنه من اجل ترابه او جباله او شجره بحاره وانما دافع عن وطنه لانه وطن اسلامي. وفيه المقدسات وفيه ترفع راية التوحيد وفيه تحكم الشريعة وهو قاعدة اهل السنة والجماعة. ونسأل الله عز وجل ان من كانت هذه نيته ان يجعله شهيدا في سبيل الله عز وجل. واذا علم هذا فلا بد من من التنبيه على شيء بسيط. وهي ان الشهادة للمعين بكونه شهيدا حتى وان مات بين الصفين لا تجوز عند اهل السنة والجماعة. مطلقة وانما تجوز مقيدة ببعض الالفاظ التي تدل على مرد العلم الى الله عز وجل. كأن يقال فلان ابننا الشهيد باذن الله. او فلان ابن الشهيد في سبيل الله نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا واما اطلاق الشهادة ووصفه بالشهادة من غير بما يرد بما يرد فيه العلم الى الله عز وجل. فان هذا امر لا ينبغي لان الشهادة امر غيبي. عند الله عز وجل. فرب قتيل بين الصفين الله اعلم بنيته. فبما ان كون فبما ان الحكم بالشهادة في الاخرة امره الى الله عز وجل فلا بد من تقييد الامر الغيبي بما يرد فيه العلم الى الله عز وجل. فيقال فلان شهيد ان شاء الله فلان شهيد نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا. ولذلك قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باب لا قالوا فلان شهيد وروى تحته بسنده حديث ابي هريرة في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مكلوب يكلم في سبيل الله والله بمن يكلم في سبيله الا اذا كان يوم القيامة جاء جرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك او كما قال صلى الله عليه وسلم والشاهد منه قوله والله اعلم بمن يكلم في سبيله. فاذا الدفاع عن الوطن لانه اسلامي نوع جهاد في سبيل سبيل الله والدفاع عن المقدسات نوع جهاد في سبيل الله. والذي يموت في سبيل الدفاع عن ذلك لا جرم انه شهين. ولكن لا تنطلق الشهادة لعينه الا مقيدة بما يرد فيه العلم الى الله عز وجل والله اعلم