الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل هل من يخبر اصحابه انه ختم القرآن حفظا يعتبر من الرياء؟ علما انه يريد ان يظهر نعمة الله وتوفيقه له. الحمد لله وبعد الجواب المتقرر عند العلماء ان الامور بمقاصدها وان الاعمال بنياتها. والمتقرر عند ان ميزان ان ميزان اعمال الظاهر راجع الى النظر في اعمال الباطن فلا ينبغي للانسان ان يفتي في شيء من الاعمال الظاهرة بفتيا الا بعد ان يستفسر. عن المقصود به في الباطن. فان العمل قد يكون في الظاهر صالحا ولكنه بني على باطل فاسد فما بني على الفاسد في الباطن فانه فاسد في الظاهر. اذا علم هذا فليعلم ان اظهار كونك حافظا للقرآن امام زملائك هذا عمل ظاهري. وهذا العمل الظاهري نحن نرده الى نيتك وقصدك لك على اخبارهم. فان كنت تريده الرياء والتسميع ويعلم الله عز وجل منك هذا القصد فلا جرم ان هذا الاخبار يعتبر محرما لانه بني على فاسد وما بني على الفاسد فهو فاسد. فاذا كنت تخبرهم تريد ان ان تراعيهم او ان تعظم في اعينهم او ان يتحدثوا بانك حافظ للقرآن او ان ينظروا لك نظرة الاكبار والتبجيل او تريد ان تترفع عليهم بكونك حافظا للقرآن او ان تزكي نفسك امامهم فلا جرم ان هذه المقاصد والبواعث محرمة ولا يجوز صدورها من قلب مسلم. وما بني عليها من الاخبار في الظاهر يعتبر اثما وحراما تعاقب عليه عند الله عز وجل يوم القيامة. واما اذا كان اخبارك هذا لزملائك بانك حفظت كتاب الله كان مبنيا على رديء شكر الله عز وجل وحمده واظهار الثناء له. ومن باب التحديث بنعمة الله عز وجل. تحديث الشاكرين حامدين المثنين بنعم الله عليه لا تحديث المتكبرين المتغطرسين المتعالين بنعم الله عز وجل. فهذا من باب التحديث نعمة الله وانت مأجور عليه. وهذا من باب الفرح بفظل الله عز وجل. وقد قال الله عز وجل واما بنعمة ربك فحدث فهذا من باب الشكر العملي. ويقول الله عز وجل قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا خير مما يجمعون فاذا مرد هذا الاخبار في جوازه او منعه مصب على ما تعلمه انت من نيتك في هذا الاخبار فان كنت تعلم من نيتك انك لا تريد الا حمد الله عز وجل واظهار فضله عليك ان هذا امر طيب حسن. واما اذا كنت تقصد شيئا من المقاصد التي لا تجوز فان اخبارك يعتبر غير جائز والله اعلم