قول السائل هل وجود المذاهب يخدم اذا كان الجواب لا؟ فلماذا اقرها وعمل بها رجال الدين؟ اذا كان الجواب نعم فلماذا لا نعمل على انتاج المزيد من المذاهب لخدمة الدين. الجواب اولا ان هذا السؤال سؤال مجمل وحصر الجواب في لا او نعم خطأ. بل الصواب اننا نقول ان وجود المذاهب التي تخدم الدين اذا كان بلا اختلاف وانما باتفاق كخدمة النحويين لعلماء الاصول وخدمة الاصول علماء الفقه وخدمة المفسرين لعلماء الفقه وخدمة المحدثين للجميع فهذا من باب اختلاف اه العلوم وهذا لا تظاد بينها وهذا امر مباح ولا زال الى اليوم يوجد كليات وجامعات متنوعة ومدارس جديدة لخدمة هذا الدين. اما اذا كان المقصود في مذاهب يخدم الدين يعني مذهب اه يكون هذا المذهب هو الصح نتقيد به مثل مذهب الحنفية او الشافعية والمالكية وما سواه من المذاهب نلغيه فهذا لا نقول انه من الدين حتى نقره او ليس من الدين حتى وانما نقول ما وافق فيه الحق فهذا من الدين ونقره وما خالف فيه الحق فهذا نرده واما فلماذا اقر رجال الدين هذه المذاهب؟ فهذا كلام غير صحيح وانما المذاهب الاربعة المشهورة والمذاهب الاخرى مثل مثل مذهب الاوزاعي والليث وسفيان واسحاق وغيرهم من المذاهب التي هي معروفة في بطون الكتب انما سبب اقرارها ليس هو رجال الدين وانما الدول. فالدولة العباسية كانوا لا يعينون القضاة الا ان يكونوا الا في بعض البلدان. ثم الدولة الايوبية ودولة المماليك كانوا يخدمون المذهب الشافعي والمرابطون وغيرهم في اه بلاد المغرب كانوا يخدمون المذهب المالكي وهذا هو السبب في انتشار هذه المذاهب واما رجال الدين آآ فلا يوجد شيء عندنا اسمه رجال الدين وانما يوجد شيء عندنا اسمه علماء. العلماء هم ينقسمون الى الى ثلاثة اقسام قسم فيهم عصبية للمذاهب والتقليد وجمود فهؤلاء ذمهم العلماء الاخرون. وقسم هذه المذاهب نبذا تاما كما فعله من يسمي نفسهم اليوم يوم بالمتنورين او بما يسمي نفسه قديما بالمعتزلة وقسم توسطوا فقالوا ان هذه المذاهب فيها حق وينبغي الاستفادة منها وفيها اشياء مخالفة للشرع ينبغي تركها وتجنبها والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد