السؤال الاول في هذه الحلقة جاء من بعض طلبة العلم الذين يقولون احيانا يشغلنا استذكار بعض دروسنا الاخرى بعض ما وعينا من كلام الله عز وجل فهل يأثم من حفظ شيئا من القرآن ثم نسيه هل هذا ذنب هل هذه كبيرة من الكبائر كما ينسب الى بعض اهل العلم ابتداء يرعاك الله من الادب عند الحديث عن كتاب الله عز وجل انه لا ينبغي ان تقول نسيت فيما ضاع من ذاكرتك من كتاب الله عز وجل. بل تقول انسيت او نسيت حديث عبدالله بن مسعود قول النبي صلى الله عليه وسلم بئس ما لاحدهم يقول نسيت اية كيت بل هو نسي استذكروا القرآن فلهو اشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقولها حديث متفق عليه في لفظ مسلم لا يقل احدكم نسيت اية كيت وكيت بل هو نسي. وده التطبيق العملي مع النبي عليه الصلاة والسلام حديث عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل في المسجد فقال رحمه الله. لقد اية كنت انسيتها متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم طيب ما حكم نسيان شيء من القرآن ممن كان حفظا بعض اهل العلم يذهب الى انه من الذنوب بل ومن الذنوب الكبائر الشيخ زكريا آآ الانصاري رحمه الله يقول ونسيانه كبيرة وكذلك نسيان شيء منه لخبر عرضت علي ذنوب امتي فلم ارى ذنبا اعظم من سورة من القرآن او اية اوتيها رجل ثم نسيها وخبر ايضا عند ابي داود والاول عند ابي داود كذلك من قرأ القرآن ثم نسي لقي الله عز وجل يوم القيامة اجزم وآآ الظاهر ان هذا القول مرجوح وان هذين الحديثين لا يصحان لا يصلح الاستدلال بهما نعم فحديثه عرضت علي اجور امتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب امتي فلم ارى ذنبا اعظم من سورة من القرآن. او اية اوتيها رجل ثم نسيها آآ يعني هذا رواه الترمذي وضعفه ونقل عن البخاري استغرابه لهذا وضعفه الالباني في ضعيف الترمذي وحديث سعد بن عبادة ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه الا لقي الله عز وجل يوم القيامة اجزم ضعفه الالباني في ضعيف ابي داود. فالظاهر ان نسيان القرآن ليس ذنبا ولا كبيرا. لكنه عقوبة ومصيبة يبقى والغالب ان يكون بسبب اعراضه عن العمل به وعدم تعاهده. وقد امر بقلا الامرين فلما لم يستجب للامر عوقب بما فيه سلب لخير عظيم. وقد يكون نسيانه له بسبب ذنوب ومعاص يعاقب عليها بسلب القرآن منه اما ان كان النسيان مرده الى الطبيعة الى ضعف الذاكرة الى ضعف القوة الحافظة فهذا لا شيء اليه ولا تثريب على صاحبه. لكن ينصح بتنشيط الذاكرة بكثرة القراءة وبتعهدي ما وعى من كتاب الله عز وجل فان انه اشد تفلتا من الابل المعقولة الحافظ ابن حجر آآ نعم يقول اخرج ابو عبيد من طريق الضحاك ابن مزاحم موقوفا قال ما من احد تعلم القرآن ثم نسيه الا بذنب احدثه. لان الله يقول وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وايضا القرطبي يقول من جمع القرآن فقد علت رتبته ومرتبته وشرف في نفسه وقومه شرفا عظيما. وكيف لا يكون ذلك؟ ومن حفظ القرآن فكأنما ادرجت النبوة بين كتفيه نعم وقد صار ممن يقال فيه هو من اهل الله تعالى وخاصته. واذا انا كذلك فمن المناسب تغليظ العقوبة على من اخل بمزيته الدينية ومؤاخذته بما لم يؤاخذ به غيره كما قال تعالى يا نساء النبيين من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا. لا سيما اذا كان ذلك الذنب مما يحط تلك المزية ويسقطها لترك معاهدة القرآن اؤدي به الى الرجوع الى هذه الجهالة الاتنين دائمة للافتاء في بلاد الحرمين تقول وقد سئلت عن هذا لا يليق بالحافظ له ان يغفل عن تلاوته ولا ان يفرط في تعاهده بل ينبغي ان يتخذ لنفسه منه وردا يوميا يساعده على ضبطه ويحول دون نسيانه رجاء الاجر والاستفادة من احكامه عقيدة وعملا ولكن من حفظ شيئا من القرآن ثم نسيه عن شغل او غفلة ليس باثم وما ورد من الوعيد في نسيان ما قد حفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. شيخ ابن عثيمين رحمه الله سئل نحن طلاب العلم نحفزو الكثير من الايات على سبيل الاستشهاد. نهاية العام نكون قد نسينا الكثير منها. فهل ندخل في حكم من يعذبون بسبب نسيان ما حفزوه؟ فاجاب نسيان القرآن له سبب ما تقتضيه الطبيعة الامر الاول. الثاني الاعراض عن القرآن وعدم المبالاة به. فالاول لا يأثم به الانسان ولا يعاقب عليه فقد وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى بالناس ونسي اية. فلما انصرفا ذكره بها ابي ابن كعب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هلا كنت تذكرت جنيها وسمع صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ فقال يرحم الله فلانا. فقد ذكرني اية كنت انسيتها وهذا يدل على ان النسيان الذي يكون بمقتضى الطبيعة والجبلة ليس فيه لوم على الانسان. اما ما كان سببه الاعراض وعدم المبالاة فهذا قد يأثم به. وبعض الناس يكيد له الشيطان ويوسوس له دخول تلبيس ابليس الا يحفظ القرآن لان لا لا ينساه ويقع في الاثم. وهذا من استدراج الشيطان وتلبيسه فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان كان ضعيفا فليحفظ القرآن لانه خير وليؤمل عدم النسيان وليظن بربه في ذلك خيرا. والله عند حسن ظن عبده بي