الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة احسن الله اليك احد اقاربها طلق امرأة من زوجها بسبب عدم تكافؤ النسب فهل هو اثم في ذلك؟ تقول هو الذي سعى بالطلاق الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى انه متى ما تم ما تمت شروط العقد انتفت موانعه فانه يعتبر صحيحا. فالعقد الذي توفرت فيه شروط صحته وانتفت فيه موانعها فان انه يعتبر من العقود الصحيحة السارية والتي يترتب عليها الاثر ولا اعلم في الحقيقة دليلا يدل على ان الكفاءة في النسب من الشروط التي يتعلق بها صحة عقد النكاح ولا اعلم كذلك دليلا يدل على ان من جملة الطلاق السائغ شرعا ان يطلق الانسان زوجته او ان يجبر الانسان على تطبيق زوجته لمجرد انه او انها لا تكافئه في النسب. لا اعلم دليلا يدل على هذين الامرين طيب ولكن اعلم دليلا يدل على خلافهما تماما. ففي صحيح الامام مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها وهي حسيبة قرشية ان النبي صلى الله عليه وسلم زوجها اسامة وهو مولى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي سنن ابي داوود من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بني بياضة وهم من انساب العرب انكحوا ابا هند وقد انا حجاما انكح ابا هند وانكحوا اليه. وهو من جملة مواليهم فليس هناك دليل يدل على ان من شرط صحة العقد التكافؤ. وبناء على ذلك فاي انسان سعى في التفريق بين رجل وزوجته بحجة انه لا يناسبها نسبا. او لا تقاربه حسبا. فانه هو يعتبر ساع في افساد العلاقة الزوجية وانفصام هذا العقد المقدس ظلما وعدوانا. ويعتبر من جملة من يخبب الزوجين على على احدهما. ومن خبب امرأة على زوجها او زوجا على امرأته فانه ملعون بلعنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. فليس هناك دليل يدل على هذه العصبية المقيتة التي لا بها الاسلام فيجوز للحسيبة ان تتزوج غير حسيب. ويجوز للحسيب ان يتزوج غير حسيبة اذا كان كل منهما يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وكان سالما من الموانع التي تفسد عقد النكاح كالزنا وغيره مما هو معلوم عند اهل العلم رحمهم الله تعالى. فوصيتي لمن وقع له شيء من ذلك ان يتوب الى الله والا يسعى في التفريق وهدم العلاقة الزوجية لمثل هذه الترهات التي تبنى على العصبيات القبلية الجاهلية التي ما انزل الله بها من سلطان. وهي من امور الجاهلية التي لن يتركها الناس. ولكن مع ذلك حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه سلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة. والمتقرر ان اكرمنا عند الله عز وجل اتقانا. لا ارفعنا فلنتقي الله في مثل هذه المسألة ولا نكن سببا في التفريق بين الزوجين ولا التخبيب بينهما بسبب انه حسيب وهي غير حسيبة او انها حسيبة وهو غير حسيب فان هذا من مراعاة شيء لم ينظر له الشارع بعين الاعتبار والله اعلم