الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول قل هل عمل المرأة في البيت مجرد معروف منها وليس فرض وواجب عليها؟ بمعنى ان قامت به تؤجر وان لم تفعل فلا تأثم الحمد لله رب العالمين مفاد هذا السؤال وخلاصته هل يجب على المرأة ان تخدم زوجها في بيتها ام لا يجب عليها خدمته وهذه مسألة اختلف فيها الفقهاء رحمهم الله تعالى فذهب جمهور اهل العلم رحمهم الله تعالى الى ان المرأة لا يجب عليها شيء من خدمة زوجها. وانما الواجب عليها ان تمكنها ان تمكنه من نفسها فقط فان خدمت فانها قد احسنت له من باب الندب والاحسان لا من باب الوجوب والتحتم. وذهب بعض اهل العلم رحمهم الله تعالى الى وجوب خدمتها لزوجها. فهما قولان لاهل العلم رحمهم الله وتعالى والقول الصحيح منهما ان المرأة يجب عليها ان تخدم زوجها بالمعروف من مثله لمثلها فما جرت به العرف فما جرى به العرف في بلادهما وزمنهما من الخدمة الواجبة فانه يجب على المرأة ان تبذلها لزوجها وما جرى به العرف انه من الخدمة المندوبة المستحبة غير الواجبة فانه لا يعتبر من الخدمة الواجبة فلا نقول بان خدمة المرأة لزوجها واجبة مطلقا في كل الاحوال والانواع والصور. ولا نقول بان خدمة المرأة لزوجها ليست بواجبة على وجه الاطلاق والعموم. وانما خدمتها له تجيب في بعض الصور ولا تجب في بعض طور والتحديد في الخدمة والتفريق بين الخدمة الواجبة من غير الواجبة انما يرجع فيه الى العرف. وذلك لان الله عز وجل امر الزوجين بان يتعاشرا فيما بينهما بالمعروف فاغلب امور الزوجين انما مردها الى العرف فالعرف هو الذي يحدد الخدمة الواجبة من الخدمة المندوبة فاي خدمة عدها عرفك ايتها السائلة انه من الخدمة التي يجب على الزوجة ان تبذلها لزوجها فانه يجب عليها ذلك. واي خدمة ينص على انها من الخدمة المندوبة المستحبة فانه لا يجب عليها ذلك. فطهي الطعام للزوج من الخدمة التي يقضي العرف بانها واجبة. فلا يجوز للمرأة ان تتخلف عن طهي الطعام لزوجها واولادها كذلك تنظيف بيتها وغسل ثيابه. ايضا هذا من الخدمة الواجبة على ما قضى به العرف. فان تطوع الزوج بالاتيان بخادمة على الوجه الشرعي فلا حرج. وهذا من باب الاحسان منه لزوجته. واما اذا لم يأتي بخادمة فان هذا من على المرأة فطهي الطعام وغسل الثياب وكنس البيت هذا من الامور الواجبة على المرأة. والتي فيها الاجر والثواب من الله عز عز وجل. وكذلك من الخدمة الواجبة خدمة اولاده بالتربية. ايضا هذا من الامور التي يجب على المرأة القيام بها في بيت زوجها. ومن الخدمة الواجبة الا تخالفه في نفسها فيما لو ارادها فلا حق لها ان تعترض الا اذا كان هناك مسوغ شرعي وعذر مرعي فهذه صور من الخدمة الواجبة. ولكن هناك خدمة تقدمها الزوجة لزوجها من باب الندب والاحسان لا من باب الوجوب والتحتم كخدمة والديه مثلا اذا كان والداه محتاجين الى شيء من الخدمة فانه لا يجب على المرأة ان تقوم بتلك الخدمة ولكن ان قامت بها من عنده من عند نفسها فجزاها الله خيرا. وعلى كل حال في مثل هذه المسائل ينبغي ان نحرص على المقصود العام والاصل المتقرر وهو وجوب بقاء البيوت سالمة من الخصومة والنزاع فعلى كل من الزوجين ان يتقي الله في نفسه وان يؤدي ما اوجبه الله عليه من الحقوق تجاه الاخر. وعليهما ان ان يتجاوز عن بعض التقصير. فاذا قصرت الزوجة في بعض الخدمة فليتجاوز الزوج عنها. واذا واذا قصر الزوج في بعض الامور الواجبة عليه تجاه زوجته تتجاوز عنه فان البيوت انما تقوم على المحبة والايثار وعلى التضحية وعلى الصبر واحتساب الاجر وعلى التنازل عن بعض التقصير في الحقوق. والله تعالى اعلى واعلم. فهذا هو الذي يترجح عندي في هذه في هذه المسألة. فان قلت واين الدليل الدال على ذلك؟ فاقول الدليل على ذلك قول الله عز وجل لهن مثل الذي عليهن بالمعروف فاذا هناك حقوق على الزوجة تجاه زوجها. وهناك حقوق لزوجه آآ للزوجة على وقال الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف فهذا امر من الله عز وجل بالمعاشرة بالمعروف. وفي الصحيحين من حديث فاطمة رضي الله عنها انها اتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو اليه ما تلقى من الرحى. فقد تشققت يداها رضي الله عنها وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتسأله خادما فلم تجده. فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها. فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبرته عائشة. ذهب اليهم النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهم قد استعدوا للنوم فجاء حتى جلس بينهم وقال الا اخبركم بخير من خادم ثم امرهم بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا ثلاثين قبل النوم. فلو كانت خدمة المرأة لزوجها حتى يحصل في يديها ما حصل في يدي فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كانت خدمتها لزوجها ليست بواجبة لقال لها النبي ولماذا يكلفك علي ابن ابي طالب بان تخدميه؟ لابد ان يوفر لك خادما لكنه امرها بالاستمرار على ذلك ووجهها لفعل وذكر يقوي جسدها ويعينها على على هذه المسألة. المسألة. فاذا خدمة المرأة لزوجها داخلة في قول الله عز وجل الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم والله اعلم