الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة هل يجوز ان يذهب والدي لزوجته الثانية ويجلس عندها اكثر من عندنا الحمد لله رب العالمين وبعد لا يجوز لمن عدد في زواجه بزوجتين او اكثر ان يميل الى احداهما او ان يفضل احداهما على الاخرى تفضيلا ظاهرا في نفقة او مسكن او كسوة او مبيت لان العدل بين الزوجات من واجبات التعدد. قال الله عز وجل فان خفتم الا تعدلوا فواحدة فاشترط الله عز وجل لجواز التعدد ان يعلم المعدد او يغلب على ظنه انه قادر على العدل بين زوجتيه ويفهم من هذا مفهوم مخالفة ان من كان عالما من نفسه او يغلب على ظنه انه غير قادر على ان يعدل بين زوجتيه بين الزوجتين فانه يحرم عليها التعدد لفوات شرطه وقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان له زوجتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل والعدل الذي يجب بين الزوجات انما هو العدل في الامور الظاهرة من النفقة والمبيت والمسكن والكسوة. واما العدل في الامور الباطنة كالمحبة والميل القلبي فان هذا من الامور التي لا يستطيعها الانسان ولا يملكها. وعلى ذلك قول الله عز وجل ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. فالعدل الذي اشترطه الله عز وجل لجواز التعدد انما هو العدل في الظاهر. والعدل الذي نفاه الله عز وجل عن المعددين انما هو العدل في الباطن. وعلى كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم هذا قسمي في هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك ولا يجوز للزوج ان يتعمد اغضاب احدى زوجتيه في ليلتها حتى تضطرا الى التنازل عن ليلتها ليذهب للزوجة الاخرى التي يحبها فان هذا من الامور المحرمة والمغلظ تحريمها. لان في هذا انتهاكا لحق امرئ مسلم لا يجوز انتهاك وهذا فيه من الظلم والعدوان. ومجانبة العدل ما فيه فان بعض الازواج هداه الله قد يحدث بعض المشاكل ويخترع من عند نفسه بعض الغضب. على اهل بيته حتى يغضب ويتنازل عن ليلتهم. فيذهب سعيدا الى ليلة الزوجة التي يحبها ليبيت عندها فهذا من الامور المحرمة التحريم المغلظ المؤكد الذي لا يمكن ابدا ان يرضاه لا شرع ولا فطرة سليمة ولا عقل مستقيم فعلى الزوج ان يتقي الله وان يعطي كل واحدة من زوجتيه حقها كاملا موفرا طيبة بها طيبة به نفسه وان يتعامل مع زوجتيه بكمال التقدير وبكمال الاحترام وبكمال مراعاة المشاعر وليعلم انهن اسيرات عنده فليتق الله فيهن وليحسن معاشرتهن وليعلم ان الله عز وجل اقدر عليه منه عليهن فمتى ما حدثته نفسه ان يظلم واحدة منهن فليتذكر ان الله عز وجل قادر عليه وليتذكر ان الظلم ظلمات يوم القيامة وان الله عز وجل حرم الظلم فيما بيننا وجعله محرما على نفسه عز وجل وليتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب كيف تطيب نفسه ان يخرج في ليلة احدى زوجتيه الى غير صاحبة الليلة وصاحبة الليلة الاصلية تبكي ظلمه وقهره وتسلطه وعدوانه. اوما يخشى ان ترفع يديها في حال حلمه لها فتدعو عليه فتصيبه دعوتها فعلى الزوج ان يتقي الله وان يعاشر بالمعروف والا فليفارق بالمعروف. واما الظلم والتسلط والقهر والعدوان فانه امر محرم لا يجوز. نسأل الله ان يكفينا شروط انفسنا وسيئات اعمالنا وان يرزقنا واياكم العدل وان يجنبنا واياكم الظلم وقهر الناس والله اعلم