الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم لقد ذهب كثير من الائمة الشافعية وهو المذهب عند الائمة الحنابلة. رحمهم الله تعالى الى ان الاصل انه لا يجوز ان يدفن في قبر واحد اكثر من ميت واحد هذا هو الاصل لكن هذا الاصل يستثنى منه حالة واحدة ووجه الاستثناء هو ثبوت الدليل بها وهي حالة الضرورة وذلك بان يكثر القتلى. وكثرة القتلى لها اسباب متعددة اما ان يكون كثرة القتلى بسبب الحروب واما ان يكون بسبب الوباء كالطاعون اعاذنا الله واياكم منها من واما ان يكون بسبب حريق هائل شب مثلا في مستودع فيه اعداد غفيرة من العاملين مثلا او في غابة فيها اعداد هائلة او ان يكون ذلك بسبب الفيضانات التي تهجم على البلاد وتقتل وتدمر. او حوادث الطائرات او السفن فان القتلى غالبا في مثل هذه الحوادث يكثرون ويتعددون فاذا كثر القتلى وقل من يدفنهم اي انه كان مع الكثرة يعسر دفن كل واحد منهم. في قبر مستقل فيجوز في هاتين فيجوز بهذين الشرطين. دفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد ولا بأس بذلك. فاذا قيل لك متى يجوز دفنه اثنين او اكثر في القبر الواحد قل في حالة كثرة الموت يا وقلة من يدفنهم. فمتى ما توفر هذان الامران فاننا حينئذ ندخل في حالة ضرورة. والمتقرر عند العلماء ان الضرورات المحظورات والظرورات تقدر بقدرها فان قلت وما برهانك على جواز ذلك في حال الضرورة؟ فاقول البرهان على ذلك حديث جابر رضي الله تعالى عنه في قتلى احد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ياجمع بين الرجلين في من قتلى احد في الثوب الواحد. ويقول ايهم اكثر واخذا للقرآن فيقدمه في اللحد ولم يغسلوا ولم يصلى عليهم. رواه الامام البخاري في صحيحه ووجه الدلالة منه ظاهرة ولله الحمد. ان النبي صلى الله عليه وسلم اجاز لهم ان يدفنوا اثنين واكثر في القبر الواحد وذلك كثرة القتلى الذي حصل فيه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة بخصوصها ويوضح هذا ما رواه الامام الترمذي في جامعه وابو داود والنسائي في سننهما. من حديث هشام ابن عامر قال شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله الحفر علينا لكل انسان شديد الحفر علينا لكل انسان شديد. يعني في قتل احد فقال احفروا واعمقوا واحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في واحد قالوا فمن نقدم يا رسول الله؟ قال قدموا اكثرهم اخذا للقرآن قال اي هشام قال انا ابي ثالث ثلاثة في قبر واحد وهذا الحديث حديث صحيح. فان قلت فايهم يقدم؟ نقول يقدم صاحب الفضل علمي فان كان ثمة اقرأ فيهم فاننا نقدم الاقرأ. لحديث جابر السابق. وان كان فيهم عالم بالسنة الاعلم فاذا فقد الفضل العلمي نقدم فضل السن وكبار السن. فنقدم الاسن فيقدم الاب على ابنه في الدفن ويتقدم الام على ابنتها في الدفن اذا ما ماتت عائلة كاملة اذا ما ماتت عائلة كاملة فان قلت وهل يجوز ان نجمع بين الرجل والمرأة في القبر الواحد اذا كثروا وقل من يدفنه؟ فنقول الاصل حرمة ذلك الا في حالة الظرورة القصوى فلا بأس ولا حرج فيه. واذا دفنا رجلا مع امرأة في حال الضرورة القصوى التي لابد لنا منها فانه يجب علينا ان نجعل بينهما حاجزا من تراب كما افاده الامام النبوي في شرحه على صحيح الامام مسلم فيجعل بينهما حينئذ تراب ترابا ليحجز بينهما بلا خلاف. فان قلت وهل ضيق المكان وعدم وجود المقابر المتوفرة في البلد؟ تنزل منزلة الضرورة؟ الجواب نعم تنزل منزلة الضرورة. ففي حال ضيق المكان جدا وعدم وجود القبر الملائم للانسان. لامتلاء المقابر وقلتها في فيجوز في الحفرة الواحدة ان ندفن اثنين او ثلاثة او اربعة لان عندنا علة وحكم. فمتى ما ثبتت العلة ثبت حكمها. والنبي صلى الله عليه وسلم انما اجاز هدفنا اثنين او ثلاثة من قتلى احد في القبر الواحد لوجود الظرورة الملحة. لفعل ذلك. فمتى ما وجدت الضرورة لفعل ذلك جاز ولا حرج في ذلك. اظن يا سيد مقابركم في مصر على هذه الصورة. نعم. لعدم وجود القبر الصالح كأن وجود قبر للانسان هذا صار مثل عنقاء مغرب. شيء طائر عظيم نسمع به ولا يوجد حتى صار الواحد منهم يعد قبره قبل قبل وفاته وربما يشترى بالمال. ربما تشترى الارض بالماء