الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم هل يجوز سماع سورة البقرة والاكتفاء بذلك؟ بدلا من قراءتها من المصحف الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان الاصل حمل الالفاظ الشرعية على حقائقها لا على مجازاتها الا بقرينة صارفة. والمتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الاصل في الفاظ الشارع حملها على ظاهرها افلا ننتقل عن ظاهرها الى معنى اخر الا بدليل يدل على هذا الانتقال. فاذا علم هذان الاصلان فان الادلة لقد وردت في قراءة سورة البقرة وان اخذها بركة وتركها حسرة. ولا يستطيعها البطلة اي السحرة. وامر النبي صلى الله عليه وسلم بقرائتها فقال اقرأوا سورة البقرة فان الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة او كما قال صلى الله عليه وسلم. فقوله اقرأوا يختلف عن قوله اسمعوا. فاذا شغلت المذياع فانك سامع ولست بقارئ فلا يترتب الاثر في البيت على مجرد تشغيل الجهاز بسورة البقرة لان الجهاز لا نية له في هذه القراءة ولا يتعبد الجهاز لله عز وجل بنية الحفظ بنية الحفظ. وانما هذه امور تصدر من نية المكلف وقصده هو فاذا بما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا فنحصر الثواب والفضل الوارد في هذا في القراءة المباشرة التي يتعبد بها صاحبها لله عز وجل. فلا يكتفي الانسان بقراءة المذياع لعدم وجود النية وامتثال الامر. فاذا السماع غير كاف لانه ليس حقيقة القراءة. ليس حقيقة في القراءة تشغيل المذياع غير كاف لانه لا يدخل في مسمى من قرأ. وانما انت بنفسك تقرأ بصوت مرتفع اي مجهول به ولو جهرا يسيرا. بنية التعبد لله عز وجل في المقام الاول وبنية حفظ البيت واهل البيت في المقام الثاني. هذا هو الذي يدل عليه حقيقة لفظ الحديث وظاهره والاصل البقاء على الظاهر والحقيقة والله اعلم