يقرأ كلام الله عز وجل بعينيه وقلبه فقط. ولا تتحرك بالكلمات والحروف لسانه ولا فانه لا يعتبر قارئا عند اهل السنة والجماعة. ولا يعتبر متكلما بالقرآن. وانما متأملا متدبرا متفكرا في ايات الله عز وجل الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. هل يجوز لنا ان نقرأ القرآن الكريم بصوت غير مسموع الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد ان اللفظ لا بد فيه من نطق من نطق الشفتين. يعني من حركة الشفتين فلا يدخل الكلام في حد الكلام ولا اللفظ في حد اللفظ عند العرب الا اذا كان مصحوبا حركة الشفتين وحركة اللسان. واما الكلمات التي تقوم في قلب الانسان وينطق بها قلبه ولكن لا تتحرك بها شفتاه ولا لسانه فانها لا تدخل في مسمى الكلام ولا في مسمى القول. ولذلك قال الامام ابن مالك رحمه الله في خلاصة كلامنا لفظ مفيد. اي الكلام عند خصوصا وعند العرب عموما هو ما اشتمل على هذين الشرطين ان يكون ملفوظا وان يكون مفيدا وعلى ذلك وعلى ذلك جماعة اهل السنة والجماعة ولذلك منع اهل السنة قول الاشاعرة من اثبات الكلام النفسي لله عز وجل وردوا عليهم حججهم وشبه التي يريدونها في هذا في هذه العقيدة فما يقوم في قلب الانسان من المعاني انما يسمى تأملا وتفكرا وتدبرا لكن اذا تحركت بالكلام شفتاه ولسانه فانه يدخل في مسمى يقول في مسمى الكلام والقول حينئذ. وبناء على ذلك فاذا نظر الانسان الى ورقة المصحف وصار ولذلك لا يدخل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا هذا القرآن فلكم لكل حرف منه حسنة. انما يدخل في من تحركت بكلمات القرآن وحروفه شفتاه ولسانه. ولو ان الانسان كبر تكبيرة الاحرام ثم لما جاء ان يقرأ الفاتحة قرأها بقلبه دون لسانه وشفتيه فان صلاته في هذه الحالة باطلة. لانه لا يعتبر قارئا للفاتحة فلا يسمى الانسان قارئا للفاتحة في الصلاة الا اذا تحركت بكلمات الفاتحة وحروفها شفتاه ولسانه فما لم تتحرك به الشفتان ولم ينطق به اللسان فلا يعتبر قولا ولا كلاما عند العرب والنحات واهل السنة والجماعة ثم بعد ذلك اي بعد ان تتحرك الشفتان واللسان بالكلام بالقرآن فانت مخير بين ان تسمع نفسك فقط بصوت خفي لا يسمعه من قرب منك ومخير بين الجهر وهو ان تقرأ بصوت مرتفع ما لم يترتب على جهل اضرار بغيرك مصليا كان غيرك او قارئا فاذا كنت مأموما في الصلاة وقرأت القرآن فيما بينك وبين نفسك وتحركت شفتاك فهذا كافي. لان لان واجب المأموم ان يقرأ مخافتة لا جهرا. واما الامام فانه يجب عليه ان يجهر في الصلاة الجهرية جهرا به من خلفه. واما غير المصلي فهو مخير بين ان يجهر بقراءته او ان يخافت بها ولكن اذا اراد ان يجهر فلا بد ان يكون جهرا غير مضر بغيره من نائم او قارئ او مصل. فانه لا ينبغي ان يجهر بعضنا بالقراءة على بعض جهرا يوصل له الضرر. لان المتقرر عند العلماء انه لا ضرر ولا ضرار. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يجهر الانسان بالقراءة جهرا يوجب ضررا على غيره. كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح فان قلت وايهما افضل في حال قراءتي منفردا؟ ان اجهر ام اسر؟ فاقول الافضل اخشعهما لقلبك فان كان الاخشع لقلبك والاجمع لفكرك وتدبرك ان تقرأ سرا مخافتة فالافضل الاصرار في حقك بينما غيرك قد يكون الاخشع والاجمع لقلبه ان يقرأ جهرا. لان فكره يذهب به من ها هنا وها هنا اذا قرأ مخافة فيما بينه وبين نفسه. وعلى كل حال فالواجب فلا يدخل الانسان في مسمى قارئ القرآن الا اذا تحركت بالقرآن شفتاه ونطق به لسانه ثم بعد ذلك ان كان الاخشع لقلبه الجهر فليجهر. وان كان الاخشع لقلبه الاسرار فليسر. والله اعلم