السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك هل الافضل اهداء قراءة القرآن ثوابها لاحد الاقرباء او الوالدين او يجعلها لنفسه فقط الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر في القواعد ان مكانة غيبيا فانه يكون توقيفيا. فامور الغيب لا بد وان تبنى الادلة اثباتا ونفيا. فما اثبته الدليل من امور الغيب اثبتناه وما نفاه الدليل من امور الغيب نفيناه. وما لم يأتي باثباته او نفيه في من امور الغيب فانه لا حق لاحد ان يثبته او ينفيه الا بدليل. ويتفرع على ذلك قاعدة عظيمة وهي ان الاصل فيما ينتفع به الميت من اعمال الحي التوقيف. فلا حق لحي ان يعمل عملا ثم ينوي ثواب هذا لميت قريب او بعيد الا وعلى ذلك دليل من الشرع. لان انتفاع الميت في قبره بهذا العمل انتفاع غيبي فبما انه غيبي فلابد ان يكون توقيفيا. وبناء على ذلك فان الميت ينتفع بحج الحي عنه لوجود الدليل تنتفع باعتبار الحي عنه لوجود الدليل. وينتفع بدعاء الاحياء له لوجود الدليل. وينتفع وفاء النذر عنه لوجود الدليل. وينتفع بما كان سببا فيه من اعمال الخير لوجود الدليل علم ينتفع به او سنة حسنة عمل بها احد من بعده. ونحو ذلك مما وردت به الادلة. فكل هذه التعبدات نقول بان ثوابها اذا اهداها الحي للميت يصله وينتفع به لوجود الدليل. ولكن اين الدليل الدال على ان قراءة القرآن من الحي ثم يهدي ثوابها للميت انه انه ينتفع بها. وهذا الانتفاع غيبي لا يجوز فيه قياس ولا رأي ولا استحسان نفوس اين الدليل الدال على ذلك؟ الانتفاع لا دليل. وحيث لا دليل فانني ارى والله اعلم انه يقرأ القرآن لنفسه ولا ينبغي ثوابه للاموات ولا للاحياء. لانه ليس هناك دليل يدل على ذلك الانتفاع بخصوصه. ولا قياس في غيب ولا عقل في غيب ولا رأي في غيب وامور الغيب توقيفية على النص فقط. ثماني لاعجب من الانسان يريد ان ينفع امواته فيتعامى عما ثبت به الادلة من التعبدات التي تنفع الاموات الى تعبدات اما ان يكون فيها خلاف او في قصارى احوال او في اقصى احوالها الا يكون ثمة دليل يدل على انتفاع الميت به. فلماذا يبتعد الانسان عما ثبتت به الادلة؟ فاذا كنت تريد ان تنفع ميتك فلا ميتك فلا تقرأ القرآن عنه ولكن اكثر الدعاء له وتصدق عنه. ولذلك قال او ولد صالح يدعو له ولم يقل او ولد صالح يقرأ له القرآن ولا نعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة من مات من اولاده وبناته. واعمى وكذلك مات احب اعمامه اليه حمزة ومات احب ابناء عمومته جعفر وماتت احب ازواجه اليه خديجة ومات قبله خلق كثير من اصحابه وكذلك الصحابة ماتت مات كثير من ازواجهم واولادهم واصحابهم ولا نعلم عنهم انهم كانوا اذا ارادوا ان ينفعوا امواتهم قرأوا لهم قرآنا ونووا ثوابه لهم. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم والله اعلم